قدم العندليب الأسمر الفنان الراحل عبدالحليم حافظ عبر مشواره الفني، مجموعة كبيرة من الادعية الدينية، تعاون في جميعها مع الشاعر عبدالفتاح مصطفى، والملحن محمد الموجي.
هذه الادعية التي نالت إعجاب الجمهور، وأصبحت محفورة في الاذهان والقلوب، ارتبطت بشهر رمضان الكريم واذاعتها خلال ايام الشهر وبلغ عددها حوالى 11 دعاءا دينيا منها “نفضت عينيا المنام”، “أنا من تراب”، “على التوتة”، “أدعوك يا سامع”، “ورحمتك في النسيم”، “بينى وبين الناس” والحبة في الأرض" "خلينى كلمة""ورق الشجر" "بين صحبة الورد" "يا خالق الزهرة "
وولد العندليب فى 21 يونيو 1929 ، في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، ووافته المنية فى 30 مارس 1977.
وهذه الأدعية الدينية التى سجلها فى نهاية مشواره، كلها تفتح بابا لحكايات جديدة عن حليم، تلمس جانبا إنسانيا آخر ربما لم يلتفت له أحد من قبل، هو «الصوفى» داخله، على حد تعبير صديقه الفنان حسن يوسف، الذى يكشف وآخرون مقربون من العندليب، تفاصيل أخرى عن حليم وروحانياته، فى ظل ما تكشفه مذكراته التى كتبها بنفسه عام 1973، وأوصى صديقه الصحفى منير عامر بنشرها بعد رحيله، التى أشار خلالها إلى أنه حفيد الشيخ شبانة، إمام مسجد القرية، وحافظ القرآن الذى عرف فى قريته بأنه مقرئ «تسكت له الطير» عندما يرتل آياته، وأنه ابن الأسرة المحافظة، الذى حفظ القرآن ورفع الأذان، وأصبح صديقا للفقراء.
الفنان حسن يوسف يقول عن ذكرياته ذكرياته مع «حليم» من كواليس صورة انتشرت منذ فترة على مواقع التواصل الاجتماعى، يظهر فيها العندليب بصحبته يؤديان الصلاة فى جماعة داخل منزل الأول، حيث يقف إمامًا وجواره يوسف، :" أنها كانت ضمن أحداث أسبوع قضاه فى منزل المطرب الشاب آنذاك، للاستعداد لفيلم «الخطايا»، ففيه لعبا دور الأشقاء. طلب منى حليم أن نتعرف أكثر على بعضنا، وأن أقيم فى منزله لمدة أسبوع للتحضير للعمل، لنقترب أكثر من بعضنا ونندمج كشقيقين فعلا، ليظهر ذلك على أدائنا التمثيلى داخل الفيلم».
ويؤكد الشاعر الكبير مصطفى الضمرانى على أن «العندليب لم يتقاض أجرا على أغانيه الدينية، وكان يعتبرها بمثابة صدقة جارية، خاصة أنه فى أيامه الأخيرة بدأ يستشعر قرب الأجل ويلمّح فى حديثه بيننا إلى هذا، لذلك خرجت هذه الأغانى بمشاعر أقرب للتعبد ومحاولات التقرب إلى الله .بل بالعكس كان ينفق من جيوبه على ألحانها والعازفين لتقديمها».