علقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على الوضع الذى تشهده إيران بعد إعادة فتح البلاد حيث تشهد ارتفاعا جديدا فى حالات الاصابة بفيروس كورونا، فيما يقول خبراء الصحة إن الحكومة الإيرانية لم تستمع للتحذيرات بشأن تخفيف القيود في وقت مبكر جدًا وهو ما أدى إلى ارتفاع الحالات في ثماني محافظات.
وقالت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الاليكتروني اليوم الثلاثاء- إنه عندما بدأت إيران في إعادة فتح البلاد أواخر الشهر الماضي، امتلأ مترو الأنفاق والحافلات بالركاب، واصطف الشباب لتناول الوجبات السريعة والبيتزا ، وشهدت الطرق السريعة ازدحاما مروريا. كما اكتظت الأسواق التقليدية في أصفهان وطهران بالمتسوقين. واستأنف المصلون صلوات الجماعة في المساجد في أمسيات رمضان.
وبعد ثلاثة أسابيع ، ضربت موجة جديد من حالات الإصابة بفيروس كورونا البلاد، بحسب مسؤولين صحيين في بعض المحافظات الثمانية حيث ارتفعت الأرقام مرة أخرى. وكان خبراء الصحة قد تكهنوا بأن يحدث ذلك عندما أطلقت الحكومة دعوة لتخفيف القيود في أواخر أبريل الماضي.
وأضافت الصحيفة أن إيران ، وهي بؤرة تفشي المرض في الشرق الأوسط ، قد أعيد فتحها دون تلبية المعايير التي أوصى بها خبراء الصحة ، مثل ضمان إجراء اختبارات واسعة النطاق وتتبع جهات الاختلاط ، وتسجيل انخفاض مطرد في الحالات لعدة أسابيع على الأقل.
وزعمت الحكومة المركزية لأسابيع أن إيران كانت تنتصر على الوباء. لكن خلال إعادة فتح البلاد، قال الرئيس حسن روحاني إن المعركة لا يمكن أن تنجح بشكل كامل دون انقاذ الاقتصاد ، الذي تعصف به عقوبات الولايات المتحدة حتى قبل إصابة الفيروس.
ولذا بمباركة الحكومة استأنف العديد من الإيرانيين حياتهم اليومية.
ونسبت نيويورك تايمز إلى موظفة حكومية تبلغ من العمر 34 عامًا في طهران قولها إنه عندما أمرت وزارتها موظفيها بالعودة إلى العمل ، لم يكن لديها خيار سوى استئناف ركوب مترو أنفاق مزدحم مرتين في اليوم. الآن ، قالت ، إنها تنفق جزءًا كبيرًا من دخلها على الأقنعة والقفازات والمطهرات. بينما لا يستطيع الكثير من الناس تحمل تكلفة أدوات الحماية.
وقالت في مقابلة عبر الهاتف "لا يمكن للناس البقاء في المنزل عندما تقول الحكومة العودة إلى العمل ، وليس لدينا أموال إذا لم نذهب". "إنهم اندفعوا لاعادة فتح البلاد بدون تواجد خطط ، وهم الآن يلوموننا على الزيادة". لم ترغب إلهام في ذكر اسمها الأخير خوفًا من التداعيات.
وعزا وزير الصحة سعيد نماكي، الزيادة الجديدة في عدد الحالات إلى الأشخاص الذين لا يلتزمون بالتباعد الاجتماعي ولا يرتدون الأقنعة.
كما توقفت الوزارة عن الكشف عن تفاصيل أعداد المحافظات في محاولة للسيطرة على موجة جديدة من الذعر والضغط على الحكومة لإغلاق المدن.
ووفقًا لإحصاءات الحكومة ، فقد توفي أكثر من 7000 شخص جراء الفيروس وأصيب حوالي 122 ألف. وقال خبراء صحيون داخل وخارج إيران وبعض السياسة الإيرانيين إن الأرقام الحقيقية على الأرجح أكبر من ذلك بعدة مرات.
وكانت صرخات الإنذار من المسؤولين المحليين في المحافظات تتناقض بشكل صارخ مع ادعاء الحكومة المركزية أن إيران تسيطر على الفيروس.
فقد نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن الرئيس روحاني قوله الجمعة الماضي "إنه لمصدر فخر أن إيران لم تتمكن فحسب من إعادة فتح أعمالها من خلال مراقبة البروتوكولات بل أعادت أيضا تنشيط مساجدها ومراكزها الدينية - وحافظت أيضًا على ان لا خفاض مستمر للمرض".
ومضت الصحيفة تقول إنه منذ بدء تفشي المرض في إيران في منتصف فبراير ، تعرضت الحكومة لانتقادات دولية ومحلية قاسية بسبب إدارتها الفوضوية للأزمة ، بدءا من فشلها في تطويق البؤر الأولى لتفشي الوباء وحتى نهجها الأقل شفافية في مشاركة البيانات.
وشهدت دول أخرى أيضًا انخفاضًا في أعداد الاصابات بكورونا ثم ارتفاعا مرة أخرى ، ولكن الأزمة التي اشتعلت مجددا في إيران حيث تقدم درسًا مهمًا للحكومات الأخرى التي تحاول تحقيق التوازن الصحيح بين حماية الصحة العامة وإعادة تشغيل اقتصاداتها.
ونسبت الصحيفة إلى الدكتور كامار علائي ، خبير في الصحة العامة في إيران ورئيس معهد الصحة والتعليم الدولي في ألباني عاصمة ولاية نيويورك قوله : "على الدول الأخرى أن تنظر إلى إيران وألا تفعل ما فعلت، لافتا إلى أنهم تحركوا متأخرين لإغلاق المدن وفتحوا مبكراً جداً".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة