واحد من أشهر أشرار السينما المصرية ومن أهم الممثلين الكبار فى الفن المصرى، هو الفنان الكبير توفيق الدقن، الذى ملك كاريزما وحضورًا جعله أحد الممثلين المشهود لهم وعبر كتاب "أبيض وأسود للكاتب أشرف بيدس، نستعرض جانبا من حياة الفنان الراحل.
عندما نبحر فى شخوص "الدقن" نجده نجح فى ترويج العديد من الأدوار الهامشية والتى كانت تحتاج لممثل محترف قادر على تقديمها بشكل يثير الدهشة والتوهج، وربما هذا ما كان يدفع كبار المخرجين للجوء إليه ليفك طلاسم شخصيات بدت على الورق باهته، مثل شخصية "عبد الشكور" فى الفتوة، و"شيكو" فى بورسعيد، و"حاكم عكا" فى الناصر صلاح الدين، وهكذا.
أعمال الفنان الكبير توفيق الدقن تحتاج لعدة مشاهدات وكثير من المراقبة والتدقيق حتى نكشف الجوانب المضيئة، نجد أن عبقريته لا يمكن أن نوجزها فى تلك اللزمات والايفيهات التى تلقى رواجًا كبيرًا بين جموع الجماهير، فالأمر لم يكن يتطلب خفة ظل فقط، بل قدرة على التواصل مع الجماهير وفهم جيد لرغباتهم ومدى استيعابهم لما سيلقى عليهم.
ولد توفيق الدقن "3 مايو 1924/ 26 نوفمبر 1988"، فى قرية هورين مركز السنطة بركة السبع، بمحافظة المنوفية، ونشأ فى أسرة متدينة، لدية من الأشقاء خمس بنات وأربعة أولاد، عندما توفى شقيقة الأكبر لم يستخرج له والده شهادة ميلاد، بل عاش بشهادة ميلاد شقيقه والتحف بالكتاب القرية لحفظ القرآن، وحصل على الابتدائية فى المنوفية، وعندما انتقل والده إلى المنيا التحق بالمدارس هناك، وبعد حصوله على التوجيهية التحق بوظيفة فى ورش السكك الحديد ليساعد والده على تحمل أعباء الحياة، وظل يمارس هوايته فى لعب كرة القدم.
ساقته المصادفة إلى الفن وكان ذلك فى عام 1946م، عندما كانت تعرض روحية خالد مسرحية "حب الأبرياء" فى المنيا وقبل بدء اكتشف عدم حضور عبد العزيز خليل، الذى كان يقدم أحد أدوار المسرحية وبعد مداولات كثيرة للخروج من المأزق اقترح عليها بعض أفراد الفرقة الاستعانة بتوفيق الدقن للخروج من الورطة، الذى رفض بشدة فى البداية ولكنهم نجحوا فى إقناعه إنقاذا للموقف، وقبل على مضض، وتأتى المفاجأة باستقبال الجماهير له والاحتفاء به، مما دفع فتوح نشاطى أحد اعضاء الفرقة باقناعه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وبالفعل قدم بعد إقناع والده بأنه تم نقله إلى القاهرة، والغريب أنه أول دفعته عام 1950م، ويتم تعيينه بالمسرح القومى، ليبدأ مشوار الاحتراف.
بلغت أعمال الفنان الراحل توفيق الدقن لـ 500 فيلم، و200 مسرحية، فى حين أنه قدم للتليفزيون ما يزيد عن 150 عملاً ما بين السهرات التليفزيونية والمسلسلات، أشهرها "أحلام الفتى الطائر، وبنت الحتة، وألف ليلة وليلة"، وكان أخر أعماله التليفزيونية مسلسل "حلم الليل والنهار"، إلى جانب أعماله فى الإذاعة والتى تتجاوز 200 عمل إذاعى.
نال "الدقن" العديد من الأوسمة منها: "وسام العلوم والفنون للطبقة الأولى سنة 1956 من الرئيس جمال عبد الناصر، ووسام الاستحقاق، وشهادة الجدارة فى عيد الفن سنة 1978م من الرئيس محمد أنور السادات، ودرع المسرح القومى، وجائزة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وجائزة كتاب ونقاد السينما، وتزوج من نوال الرخاوى ورزق بثلاثة أبناء هم "ماضى، هالة، فخر الدين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة