قال تعالي : ( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
صدق الله العظيم
أشرقت شمس اليوم السابع من أيام شهر رمضان المبارك علي عملية إرهابية خسيسة أزهقت أرواح عشرة من رجال الجيش المصري العظيم ليلحقوا بإخوانهم و ينضموا لقائمة شهداء الوطن الأبرار ،هؤلاء الشجعان الأخيار الذين أحسنوا الإختيار كما وصفهم الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد كلماته الشهيرة عن شهداء الواجب و حماة الوطن .
فلم يكن هذا الحادث الغادر الأول من نوعه و لن يكون الأخير، حتي تنتهي معركتنا مع الإرهاب الذي يتربص بنا من كل اتجاه و نحن له بالمرصاد ،فقد أثبت هؤلاء القتلة المأجورين أنهم نماذج حية للخسة و الجبن و انعدام الشرف.
هؤلاء الذين لا يواجهون العدو وجهاً لوجه كما يفعل الرجال ، بل ينتهزون فرص المواسم و الأعياد والأيام الكريمة كشهر رمضان للخروج من الجحور القذرة التي يختبئون بها مثل الجرزان و حسب التعليمات التي تملي عليهم و التوقيتات التي يحددها ممولي العملية لينقضوا علي أطهر و أشرف الرجال ممن أنجبت مصر فيطعنوهم بظهورهم دون مواجهة فيقتلوا منهم من يقتلوا و يسرعوا مهرولين للعودة إلي مخابئهم من جديد.
ألم تدرك عقولهم المظلمة أنهم بهذه الفعلة الخسيسة قد منحوا هؤلاء الجنود الأبرياء درجة عليا من درجات الشهادة بأيام الرحمة من الشهر الفضيل ، ووصموا أنفسهم بمزيد من الخسران عند المولى عز وجل.
فقد دافع جنودنا الأبرار عن أرضهم بدمائهم حتي لفظوا آخر أنفاسهم ليفوز كل منهم بشرف الشهادة في سبيل الله و بجنات الفردوس الأعلي بصحبة النبيين و الصديقين دون خوف أو جزع مما لحق بمن سبقهم من شهداء أمثالهم قد لا قوا ربهم فرحين مستبشرين .
أما عن معركة القضاء علي الإرهاب ، فقد قطعت بها مصر شوطاً كبيراً أربك خططهم وغير حساباتهم ليضعهم بحيرة من أمرهم،
فبعد ان اطمئن رعاة الإرهاب بالعالم أن الترتيبات قد أتت أُكُلها بمعظم دول المنطقة و استقرت العديد من التنظيمات الإرهابية ذات المسميات المصنوعة و تم توزيعها حسب الخطة الموضوعة و دعمها بكافة وسائل الدعم المادي من أموال لأسلحة تهبط من السماء بالطائرات و كأننا نري فيلم محكم ذو إنتاج ضخم اشتركت به عدة دول.
يا حسرة هؤلاء الذين كادت أن تنجح خططهم قبل أن يكتشفوا أن هناك حجر عثرة وهى مصر التي ستقف دائماً و أبداً دون تحقيق آمالهم.
فالحرب التي شنتها مصر علي ما تم تصديره لأراضيها من كم هائل من الإرهابيين خاصة بسيناء في عام واحد أسود عندما اقتنص الإخوان الحكم غير متوقفة ،و بالفعل قد نجحت في تحجيمهم و محاصرتهم و تضييق الخناق عليهم حتي كادوا أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة.
و ما يفعلونه الآن من عمليات خائبة ما هو إلا حلاوة روح
كما لم يقتصر الأمر علي الحرب بالداخل فحسب ، فقد عادت مصر لوضعها الطبيعي و ريادتها و زعامتها لدول المنطقة فساندت و دعمت و ضمت الأشقاء العرب للحرب علي هذا الإرهاب الخسيس في ليبيا و سوريا و السودان إلي جانب الدعم المستمر من الإخوة بالإمارات و السعودية و غيرهم من دول الخليج.
فالقوة الضاربة لمصر تزداد يوماً بعد يوم كلما انضم أكبر عدد من دول المنطقة التي تعاني ما نعاني بعد أن أدرك الجميع أنه كما تعلمنا نظرياً و آن الأوان أن نعمل به و نُفّعله، أنه في 'الإتحاد قوة'.
رحم الله شهداء بئر العبد و أسكنهم فسيح جناته و أنزل برحمته الصبر و السكينة علي قلوب ذويهم.
و ما زالت الحرب علي الإرهاب مستمرة