فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها، ابنة محافظة الإسكندرية عاشت في صغرها بجوار البحر فاكتسبت منه صوت عذب، وبحكم عملها تعيش الآن في أسوان بجوار النيل فاكتسبت منه الصبر والعطاء، فحين تسمع صوتا رقيقا ممزوجا بتصرفات رحيمة فاعلم أنها شيماء زين الدين إحدى ملائكة الرحمة في معهد القلب بأسوان، وصاحبة الصوت الرقيق العذب الذى هنأ جموع المسملين بقدوم شهر رمضان الكريم عبر موقع الـ"فيس بوك" بقدوم شهر رمضان الكريم.
شيماء زين الدين
الفيديو الذى كان سبب شهرة كبيرة لشيماء على فيسبوك كان فى الأساس طريقتها للتحايل على الظروف الحالية بسبب كورونا لتهنئة أهلها وأصدقائها بشهر رمضان، فقالت لـ"اليوم السابع": "بحكم شغلى وبسبب الظروف اللى البلد فيها من انتشار فيروس كورونا، بشتغل أكثر من 13 ساعة في اليوم وكمان متابعة الأبحاث والدراسات الجديدة مافيش وقت خالص أعيد على أهلى وأصحابى عشان رمضان، فقلت أعمل فيديو وانشره على صفحتى فيس بوك وبالفعل غنيت مقطع من أغنية رمضانية، وبعد كده لاقيته انتشر وسمع مع الناس، فرحت جدًا بكلام الناس والكومنتات".
من الإسكندرية لأسوان رحلة حياة مدتها 24 عامًا عاشتها "شيماء" بين الفن والعمل، تقول شيماء: لا أعلم بالتحديد متى اكتشفت موهبتي في الغناء، فأنا أغنى منذ صغرى في المدرسة وبين أفراد عائلتى التي شجعتنى وكانت تحفزنى وتثقل موهبتى بكل الدعم الممكن، غنيت في طفولتى في المدرسة والتحقت بعدة مسابقات فنية على مستوى الجمهورية وكنت الفائزة وبجدارة، ظلت هكذا حتى أنهيت مرحلة الثانوية العامة.
"أما المرحلة الجامعية بالنسبة إلى فكانت فاصلة في إصقال موهبتى، فالتحقت بفرقة تذوق الموسيقى العربية بقصر ثقافة الإسكندرية والتابعة لوزارة الثقافة، وكنت في الفرقة الأولي كلية التمريض، كانت حياتى تسير بالتوازى بين الغناء الحفلات وبين الدراسة ولأنى كنت أحب دراستى للغاية فلم تتأثر بموهتى في الغناء بل كان الغناء يحفزنى ويعطينى الطاقة الإيجابية للمذاكرة".
بداية العمل فى معهد القلب بأسوان
وأضافت شيماء لـ"اليوم السابع": في السنة الخامسة من كلية التمريض لابد وأن تكون هناك تدريبات عملية ما يسمى بـ"التكليف" ولأننى كنت من المتميزات في دراستى وكان التقدير لا يقل عن امتياز رشحتنى الكلية بالتكليف بالعمل في معهد القلب بأسوان للدكتور مجدى يعقوب، وفقًا للبروتوكول القائم بين المعهد والكلية، وكنت ضمن اصطاف العناية المركزية للكبار، وما زلت أعمل به حتى الان .
شيماء زين الدين
وتابعت:"لم أتخل عن موهبتى ابدًا، فبحكم أن عملي شاق للغاية أعمل ما يقرب من 13 ساعة يوميًا، وجدت ضرورة الذهاب إلى قصر ثقافة أسوان والالتحاق بفرقة الموسيقى العربية وبالفعل قمت بهذا واديت بعض الحفلات الغنائية في الأوقات المناسبة والتي لا تتعارض مع عملي كممرضة في معهد القلب، وبحكم أن أجازتى أسبوع واحد فقط كنا أحاول أن استثمره في قضاء أوقات مع الأسرة بأغنى فى بعض الحفلات مع التي كانت تتطلب منى وجميعها دون مقابل فأنا أحب الفن الغناء ".
سبب انتشار الفيديو على الفيس بوك
شيماء زين الدين
الترفيه عن المرضى بالغناء إذا طلب منها ذلك
وتابعت: "بحكم أن مرضى القلب بيعانوا كتير من شدة الآلام فلازم يكون المكان هادئ وخصوصًا العناية المركزية، لكن في بعض المرضى إللى بيكونوا فايقين شوية حد منهم يطلب اغنيله حاجة قديمة، لعبد الحليم وأم كلثوم بيكونوا مبسوطين جدًا وانا كما بكون سعيدة لأنى بحس أنهم نسوا الآلام ولو لدقائق، واحيانًا لما بيكون في احتفال للأطفال لأننا لازم نرفه عنهم ساعات بغنى لهم عشان يفرحوا، لكن الكلام ده مش كتير عشان حق المرضى في الهدوء طبعًا ".
الغناء أمام مجدى يعقوب
وقالت شيماء: في إحدى الحفلات التي اعتاد أن يقيمها المعهد لطاقم العمل، بمحض الصدفة حضرها السير مجدى يعقوب، وحينها سألت المساعد الخاص له عن الأعانى التي يفضلها فقال أنه لا يسمع سوى موسيقى السيمفونية العالمية، فانتبني الأحباط، وغنيت في هذه الحفلة أغنيتان" أما براوة للفنانة نجاة، وعلى صوتك بالغنى للمطرب محمد منير" ونالو إعجاب السير جدًا وكان يصفق ويتمايل مع أنغام الموسيقى، وكان وقت سعيدًأ للغاية".
شيماء زين الدين
وعن المستقبل قالت شيماء: أحلم أن أكمل مشوارى في التمريض وأصل فيه إلى الدرجات العليا، وأكون متميزة في عملي فإنى أحبه كثيرًا ، أما موهبتى فأنا أغنى دون مقابل لأن الغناء يعطينى الطاقة والدفعة كى أكمل مشوار حياتى، فإذا جاءت الفرصة للشهرة دون المساس بحجابي وقيمى التي تربيت عليها فأهلًأ بها وما دون ذلك بأرفضه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة