منذ يومين زعم أثريين من إسرائيل، أنهم اكتشفوا أقدم معبد فى العالم "جوبكلى تبه" فى تركيا عمره 11 ألف سنة بنى وفق مخطط موحد وأن البناة كانوا على معرفة جيدة بفن العمارة، ويتجدد اليوم الزعم بأنهم عثروا على ألواح حجرية نقشت عليها الأسود والثيران والطيور والأفاعى والعناكب، وأشخاص دون وجوه.
الشىء الغريب فى تصريحات العلماء كما يطلقون على أنفسهم، أن اكتشاف هذا المعبد والألواح التى بداخله تؤكد أن تلك الحضارة متطورة، حيث يقول الباحث الأمريكي جريم هانكوك، حسب ما جاء فى RT، "لماذا ظهرت جميع الحضارات القديمة كما لو أنها من العدم، دون شروط مسبقة؟ فعادة يعتقد أن عملية التطور تكون بطيئة وبانتظام، ممن عاشوا فى الكهوف ومن الصيادين وجامعى الثمار عبر تطور الزراعة إلى المجتمع الصناعى المعاصر، لقد بينت لنا الحفريات فى معبد جوبكلي تبه الذى عمرة 12 ألف سنة، عدم صحة هذا الاعتقاد، ووجود حضارة قديمة متطورة".
موقع المعبد
وحول هذا النقطة عقب الدكتور أشرف أبو اليزيد، مدير عام متحف النسيج، ومتخصص الآثار المصرية القديمة وما قبل التاريخ، قائلا: إن الأمر ليس بالأقدم أو الأحدث بينما المسألة من الذى استمر فى بناء حضارته، فالإنسان المصرى القديم عمل على إنشاء حضارة مكتملة، ولم يقوم ببناء معبد فقط ورحل.
ومن الواضع من الأمر أنه تم بناء المعبد ولم تستكمل حضارتهم، والسؤال هنا يطرح نفسه، أين هذه الحضارة المتطورة من هذا المعبد الوحيد، الذى زعم هؤلاء الباحثين أنه الأقدم، وهو الأمر الذى عقب عليه أيضًا الدكتور الدكتور أشرف أبو اليزيد، وأوضح فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أما عن أمر الأقدم فنحن فى مصر لدينا الأقدم بكثير، فنحن اكتشافنا مجتمع أى مدينة متكاملة فى منطقة نبتا التى تقع غرب أبو سمبل، ومعظم الدراسات تؤكد أن بداية انطلاق الحضارة المصرية كانت من هناك، لما عثر عليه من دائرة تكوين نجمى لمعرفة الاتجاهات والتوقيتات مثل البوصلة فى الوقت الحالى، وكانت تلك الدائرة من بقايا آثار وضعت بعناية شديدة.
دائرة التقويم النجمى فى موقع نبتا بلايا
وما تم نشره من خلال "اليوم السابع" عن أن مدينة نبتا عثر بها على دائرة تكوين نجمى لمعرفة الاتجاهات والتوقيتات مثل البوصلة فى الوقت الحالى، وكانت تلك الدائرة من بقايا آثار وضعت بعناية شديدة، جعل نفس العلماء يقوموا بزعم عن أن الألواح التى تم العثور عليها قبل ثلاث سنوات بالمعبد، المنقوش عليها جسم إنسان من دون رأس و نسر وعقرب خلقت ضجة كبيرة، فقد "أظهر التحليل الكمبيوترى أن هذا جزء من سماء مرصعة بالنجوم، حيث يشير كل رسم حيواني إلى كوكبة. وهذا يعني أن هذا المجمع كان بمثابة مرصد أيضا". ويبدو أن اللوحة ليست خارطة نجوم فقط، بل هي دليل على كارثة كبيرة، يعتقد العلماء، أنها تشير إلى سقوط نيزك ضخم على الأرض حوالي 10950 سنة قبل الميلاد.
اللوحة الحجرية التي عثر عليها في المعبد
وأضاف الدكتور أشرف أبو اليزيد، أن المدينة التى تم اكتشافها فى نبتا عمرها 13000 سنة، التى تدل على أن الإنسان عاش هناك فترة طويلة والدليل هو وجود التقويم النجمى الذى يحتاج لوقت.
وأكد الدكتور أشرف أبو اليزيد، أن الموضوع ليس فى العثور على معبد واحد فقط، ولكن الموضوع ماذا تم فعله بعد بناء المعبد، هل تم استكمال الحضارة أن من بناء المعبد تركه واكتفى به، لافتا إلى أن ما يتم العثور عليه فى الأناضول ليس تابع للتاريخ التركى، ولكنه تابع لشعب الأناضول الأصليين، حيث أن الأتراك ليسوا هم الشعب الأصلى، مثل ما يحدث فى فلسطين عندما يتم اكتشاف قطع أثرية فى فلسطين فتزعم إسرائيل أن ذلك من تاريخها مع أنهم ليسوا سكان فلسطين من الأساس.
ومن جانبه وأكد الدكتور عبد البصير مدير متحف الآثار فى مكتبة الإسكندرية، إننا لا نعرف على وجه التحديد زمن هذا البناء المكتشف فى تركيا، كذلك لم يقدم المكتشفون الدليل الذى استخدموه فى تأريخهم للمبنى، وكذلك لم يقدموا لنا الدليل أيضًا على هوية ووظيفة هذا المبنى، وأعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن عمر أو وظيفة المبنى إلا بعد إجراء دراسات دقيقة وعميقة عليه مع مقارنة هذا المبنى المكتشف الحديث مع النماذج السابقة عليه والمماثلة له في مصر والشرق الأدنى القديم.