- تلقيت خبر استشهاده فى المسجد وقلت لوالده " ربنا ادانا امانه وخدها مننا"
- حق ابنى والشهداء رجع بزياده وربنا اكرمهم بالشهادة
- شقيق الشهيد منسي اهدانى درع تنفيذا لوصية الاسطورة
" عاش راجل ومات بطل" بهذه الكلمات بدأ السيد رمضان موظف بالتربية والتعليم ابن قرية قسطا التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية سرد تفاصيل عن حياة نجله الشهيد عريف مقاتل محمد السيد رمضان والشهير بـ"ماسا" والذي استشهد من ابطال القوات المسلحة فى شهر يوليو 2017 فى ملحمة مربع البرث بشمال سيناء مع الشهيد الاسطورة احمد منسي.
وقال والد الشهيد "ماسا" أنه فى بداية الأمر كان رافضا لطلب الانضمام لمعهد ضباط الصف، ولكنه كان مصرا على الالتحاق بمصنع الأبطال من رجال القوات المسلحة البواسل، وتخرج بعد عامين من معهد ضباط الصف، واختار ان يلتحق بسلاح الصاعقة، مشيرا أن الشهيد حصل على فترة تدريب 3شهور رفع مستوى بالفرقة 777، وتم توزيعه على شمال سيناء، مشيرا أن نجله كان يعمل "نقاشا" وكان بارعا فى الرسم وهو من اصر على الالتحاق بعرين الرجال بالقوات المسلحة.
وأشار والد"ماسا" أن نجله هو الابن الاكبر له وكان شابا خلوقا محبا لشقيقيه "فاطمة"، "احمد" وكان يدخر راتبه من الجيش لمساعدة الأسرة وأيضا المساعدة فى تجهيز شقيقته، وكان يفضلنا على نفسه فى كل شيء.
وأضاف والد الشهيد " ماسا" ان الأسرة رغم علمها بالمخاطر التي يتعرض لها ابطال الجيش فى سيناء وحروبهم ضد الجماعات التكفيرية، إلا أن الشهيد كان يطمأنهم عليه وعلى ابطال القوات المسلحة فى شمال سيناء، والبطولات التي يسطرها رجال الجيش كل يوم.
وأشار أن نجله كان ضمن قوة الكتيبة 103 صاعقة والتي كان قائدها البطل الشهيد رامى حسنين، والذي بعد استشهاده بشهر تولى الأسطورة الشهيد العقيد اركان حرب احمد منسي قيادة الكتيبة، وعشقه جميع من معه بالكتيبة من مجندين وضباط صف وضباط، وكان يتعامل معهم على انهم اشقاء وليس ضابط ومرؤسين، مشيرا أن نجله الشهيد كان يحكي له عن القائد منسي وأنه كان يتقدمهم فى اي مداهمات يقومون بها.
واشار أن الإجازه الاخيرة لنجله الشهيد مع الأسرة كان ينادى عليه ولكن لم يجيبه وعندما التفت له سأله" انت مش سامعني يا محمد ودنك فيها حاجة؟ انتو ضاربين اربي جي ولا اية؟" فأجابه الشهيد" يابا احنا عدينا المرحلة دي من زمان"، مشيرا أن علم بعد ذلك من احد زملاء نجله والشهيد احمد شبراوي تعرضا لانفجار عبوة ناسفة فى المدرعة التي كانوا يستقلونا، ونجاهم الله من الموت.
وأكد والد الشهيد انهم كان يستعدون لإقامة حفل خطوبة الشهيد، بعد قراءة الفاتحة على ابنة خاله، وقاموا بشراء الذهب فى 18مايو 2017، وكان يستعد للشبكة فى 13يوليو 2017.
وأضاف والد الشهيد أن الاتصالات انقطعت بالشهيد فى اول اسبوع فى شهر رمضان 2017، وكان معتاد على الاتصال به للاطمئنان عليه ، وبعد اسبوع من انقطاع الاتصال به، تلقى اتصالا من المجند احمد علي زميل نجله الشهيد وطمأنه على نجله وأنه بخير وأنه خرج فى مأمورية فى منطقة لا يوجد بها شبكة محمول، وطلب منى ان اطمأنك بأنه بخير، وبعد ذلك قام بشراء تليفون صغير وكان يتصل بي حال وجود شبكه للاتصال.
وتابع أن الشهيد قضى معهم اخر 12يوما فى رمضان 2017 كما قضى إجازة عيد الفطر المبارك، وسط اسرته وقبل سفره لشمال سينال تلقى اتصالا من الاسطورة احمد منسي للاطمئنان عليه وتذكيره بالحضور للكتيبة، مؤكدا أن العقيد الشهيد احمد منسي كان يعرف ادق التفاصيل عن رجاله فى الكتيبه وكان دائم التواصل معه والاطمئنان عليهم.
وأضاف والد الشهيد أن من ضمن مواقف الاسطورة منسي مع الأسرة أنه اجرى اتصالا بنجلته" فاطمة" بعد انهاء خطبتها، وظل يداعبها لتهيئتها نفسيا وقال لها" اجي اظبطلك الموضوع ولا تحبي اجي اخطبك انا" وكانت لهذه المكالمة اثر كبير فى حياة نجلتى وتحسن حالتها النفسية.
واشار والد الشهيد ماسا أن نجله قبل سفره فى إجازته الاخير كان يطلب من اشقائه بالدعاء له، وأن يتذكروه دائما بالدعاء، ولم نكن نتوقع ان هذه اخر مرة سنشاهده فيها، وقبل يوم استشهاده اجرى اتصالا به واطمئن عليه وقال له " رمضان ابن خالك جهزلك الدي جي بتاع خطوبتك وتدخل زميله وائل سمير فى المكالمة وطلب منه ان يحضر له" كانز بيبسي".
وفى يوم استشهاده استيقظ مبكرا وادى صلاة الفجر فى المسجد، وجلس لقراءة سورة الكهف وتناول الافطار مع اسرته، ثم توجه للمسجد لفتح المسجد قبل صلاة الجمعة وطلب من إمام المسجد بأن يدعو لنجله لأنه يشعر بالقلق عليه، وبعد صلاة الجمعة توجهت للمنزل وخلدت فى النوم، وفوجئ بحضور ابن عمه للمنزل وسأل زوجته عليه فاجاته بانه نائما فطلب منها تركه نائما وسيعود مرة اخرى.
وأضاف أنه استيقظ قبل اذان العصر وتوجه للمنزل ولم يكن يعرف شيئا عن الحادث رغم ان الاخبار منتشرة منذ الثامنه صباحا وعلم اهالى القرية بذلك، وبعد صلاة العصر ابلغه ابن عمه باستشهاد العقيد احمد منسي، فقام بالاتصال بنجله ولم يستطع الوصول إليه فقام بالاتصال بصديق نجله للاطمئنان على صحة خبر استشهاد العقيد منسي فاكد له صحة الخبر واطمئن على نجله وفوجئ ايضا باستشهاده مع العقيد منسي، فسقط مغشيا عليه داخل المسجد وطلب من جيرانه نقله للمنزل، وجمع زوجته ونجلته وقال لهن" ربنا كان ليه امانة عندنا وطلبها وخدها وافتكروا حماتى اللي توفت ولكن ابلغتها باستشهاد نجلى"محمد" ودخلت فى نوبة بكاء شديدة.
وأضاف والد" ماسا" أنه خرج من المنزل وتوجه برفقة شقيقه لمستشفى الجلاء العسكري وفور وصول الجثمان دخل إلى المشرحة لمشاهدة جثمان نجله، ولحسن حظه ان جثمان نجله كان بجوار جثمان الشهيد "منسي".
وأكد ان نجله كان تربطه علاقة قوية بالشهيد احمد منسي وكان دائما يقول له لن تقابل طوال حياتك شخص مثل العقيد احمد منسي فهو شخص واحد ولن يتكرر لحسن معاملته مع الضباط وضباط الصف والمجندين وكان يتعاملون بروح الفريق الواحد.
وأكد والد الشهيد انه نجله كان دائما وجهه بشوش ويحبه الجميع ويحترمه الصغير والكبير، ولم يسبق ان افتعل خلافا مع احد، وفي يوم شراء الشبكه لخطيبته اصر على كتابه اسم والدته على الدبله لحبه الشديد لها.
وأكد والد الشهيد أن ابطال مربع البرث سطروا ملحمة تاريخية رغم الهجوم الشرس من التكفيريين، واشعر ان الله اعطانى ولم يأخذ مني، مؤكدا أن القبض على الإرهابي هشام عشماوى واعدامه اثلج صدره وكان يتمنى أن يتم اعدامه ألف مرة لما ارتكبه من جرائم فى حق مصر وابنائها من القوات المسلحة والشرطة، مشيرا أن نجله قال له ذات مرة أن من يقوم بتدريب التكفيريين ضابط بقوات الصاعقة مفصول من الخدمة.واشار أن مسلسل الاختيار جسد جزء بسيط بطولات رجال القوات المسلحة، فى سيناء، واجتمع على مشاهده الجميع من كبار وصغار، معربا على سعادته بتجسيد شخصية نجله فى المسلسل
وعن المشهد الذي طلب فيه الشهيد منسي من نجله الرسم على جدران الكتيبة، أكد والد الشهيد أن نجله كان يعمل نقاشا وكان يعشق الرسم وكان له رسومات مختلفة على الجدران فى الكتيبة وأيضا على الدولاب الخاص به.
واضاف والد "ماسا" أن المقدم رضا المنسي شقيق الشهيد الاسطورة احمد المنسيى زارهم فى المنزل ونفذ وصية شقيقه بتكريم رجاله وقدم لهم درع عليه صورة الشهيد منسي واهداء منه للبطل محمد ماسا، مشيرا أن اسرة الشهيد منسي اسرة متواضعة ويتمتعون باخلاق عاليه، وجميع ابطال مربع البرث رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم الأن مكانهم فى الجنة مع الصديقين والشهداء.
واسترجع والد الشهيد ذكريات نجله مع احد زملاؤه وتطرق الحديث إلى الرماية وكيف قضى نجله فترة رفع المستوى، وأكد زميله له أن الشهيد ماسا حصل على الدرجة الكاملة فى التدريب وقدم الضابط الشكر له على براعته فى الرماية فى الوقت الذي قضى فيه عدد من زملائه وقت اطول فى تنفيذ الرماية، مؤكدا أن نجله عاش ومات بطلا وكان مثالا يحتذى به وهو فى مكان افضل الأن ولا يخاف عليه.
ودعا الله ان يحفظ ابطال القوات المسلحة ويسدد رميتهم وان تطهر سيناء على ايديهم ويؤيدهم الله بنصره، مؤكدا أن شهداء مربع البرث حصلوا على حقهم بزياده وابطال القوات المسلحة مازالوا يسطرون بطولاتهم فى حربهم ضد الجماعات الإرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة