بيشوى رمزى

تنمر بيلوسى.. انتصار جديد لترامب قبل المعترك الرئاسى

الخميس، 21 مايو 2020 06:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصريحات متهورة جديدة من رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسى بيلوسى بحق الرئيس دونالد ترامب، وصفته خلالها بالبدين، مغطاة في صورة نصيحة، تعليقا على ما ذكره بشأن تناوله عقار هيدروكسى كلوروكين المضادّ للملاريا، لتقدم دليلا جديدا على حالة الارتباك التي يعانيها الديمقراطيون قبل شهور معدودة من انتخابات الرئاسة الأمريكية، في ضوء حقيقة مفادها أن شعبية البيت الأبيض في تصاعد مستمر، على حساب خصومه السياسيين في الولايات المتحدة.
 
تصريحات بيلوسى لا تخرج عن كونها "تنمر" صريح بحق الرئيس الأمريكي، يمثل حلقة جديدة من مسلسل "الخطايا" التي ارتكبها الديمقراطيون في السنوات الماضية، وتحديدا منذ بداية ولاية الإدارة الحالية، خاصة فيما يتعلق بخلافاتهم مع ترامب، والتي بدأت بحملات لعزله من منصبه، كان الفشل هو مصيرها المحتوم، لتكون سببا في سلوكيات غير مسئولة من كبار الحزب الديمقراطى في الولايات المتحدة، ربما أبرزها قيام رئيسة مجلس النواب نفسها بتمزيق خطاب الرئيس في أعقاب كلمته أمام الكونجرس، فيما يسمى بـ"خطاب حالة الاتحاد".
 
الارتباك الديمقراطى يبدو مفهوما، فمسلسل الفشل الذى تواصل في سنوات ترامب بالبيت الأبيض، يبدو غير مسبوقا، حيث أثبت فيما لا يدع مجالا للشك أن النهج الصدامى الذى آثره خصوم الرئيس الأمريكي لم يكن مفيدا على الإطلاق، بل على العكس ساهم بصورة كبيرة في تراجع أسهمهم في الشارع السياسى، خاصة وأن الإطار الشعبوى الذى اتسمت به السياسة في عهد الإدارة الحالية يروق تماما للمواطن، خاصة وأنه يتلامس مع همومه ويتعاطى مع احتياجاته، وهو ما بدا في حالة الانسجام الواضح بين رؤية الرئيس والشارع فيما يتعلق بالموقف من الهجرة، والاقتصاد، بالإضافة إلى نجاحه المنقطع النظير في تحقيق أكبر قدر من الوعود التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية الأولى، والتي فاز بها على حساب هيلارى كلينتون في عام 2016، في صفعة مدوية آنذاك للمحللين والساسة واستطلاعات الرأي التي انصبت توقعاتهم جميعا في دائرة فوز المرشحة الديمقراطية ذات الصيت السياسى الكبير.
 
وعلى الرغم من أن تفشى فيروس كورونا كان بمثابة بارقة أمل للديمقراطيين، في ظل اتساع نطاق الإصابة، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية المترتبة عليه، وهو ما تجلى بوضوح في تصريحات قيادات الحزب، وعلى رأسهم الرئيس السابق باراك أوباما، والذى انبرى مؤخرا للهجوم على سياسة ترامب في التعامل مع الأزمة، إلا أن الإدارة الحالية نجحت باقتدار في الفوز بثقة الشارع، وتقديم دليلا جديدا على تلامسها مع رغبات المواطنين.
 
دعوات ترامب بالعودة إلى الحياة رغم تفشى كورونا ربما رآها قطاع كبير من المحللين بمثابة مقامرة سياسية، في ظل المخاوف جراء اتساع رقعة انتشار الفيروس، إلا أنها في حقيقة الأمر تبدو محسوبة إلى حد كبير، خاصة في ظل اتساع معدلات البطالة، والتراجع الاقتصادى الكبير الذى شهدته البلاد في الأشهر الماضية، وبالتالي كانت الحاجة الملحة لـ"التعايش مع الفيروس"، لإنقاذ البلاد والعباد مما يمكننا تسميته بـ"الموت الاقتصادى"، خاصة وأن استمرار الإغلاق سيؤدى إلى وضع كارثى يتجاوز في خطورته أبشع لحظات الانهيار التي شهدها الاقتصاد الأمريكي، على غرار فترة الكساد الكبير في الثلاثينات من القرن الماضى، أو الأزمة المالية العالمية التي ضربت بلاد العم سام بين عامي 2007 و2008.
 
وهنا يقدم ترامب درسا جديدا لخصومه حول أهمية التعاطى مع نبض الشارع بعيدا عن الحسابات السياسية الفضفاضة، التي ربما لا تصب في كثير من الأحيان في مصلحة المواطن، وهو ما ترجمته شوارع العديد من الولايات، من الديمقراطيين، التي زخرت باحتجاجات ضد الحكام الرافضين لتطبيق رؤيته في صفعة جديدة للحزب الديمقراطى في الولايات المتحدة.
 
تنمر بيلوسى على ترامب في تصريحات رسمية، سقطة جديدة، ليس فقط لكونه انتهاكا لتقاليد الخصومة السياسية، وإنما أيضا انعكاسا صريحا لغياب الحنكة الدبلوماسية التي ينبغي أن تتوفر بسياسية ذات باع طويل في السياسة، بالإضافة إلى كونه مؤشرا لانتصار يبدو مريحا للرئيس الأمريكي قبل شهور من اندلاع المعترك الانتخابى المرتقب، وهو ما لم يحدث من قبل في التاريخ المنظور بالولايات المتحدة






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة