واحدة من الطوائف والمذاهب الإسلامية المنتشرة فى عدد من المناطق الإسلامية، هى الإباضية والذى ينسب إلى عبد الله بن إباض التميمى، بينما ينسب المذهب إلى جابر بن زيد التابعى، الذى كان من تلامذة السيدة عائشة وابن عباس.
وبحسب أحد المصادر الإسلامية، الإباضية إحدى فرق الخوارج، ويدعى أصحابها أنهم ليسوا من الخوارج، وينفون عن أنفسهم هذه النسبة، والحقيقة أنهم ليسوا من غلاة الخوارج كالأزارقة مثلاً، لكنهم يتفقون مع الخوارج فى مسائل عديدة منها: تعطيل الصفات والقول بخلق القرآن وتجويز الخروج على أئمة الجور .
ويقال إن الخوارج كانوا هم الأسبق إلى الثورة على الدولة الأموية، وأظهروا فى ذلك بأسًا شديدًا طوال سنوات الأمويين الأوائل، بينما جنح فريق منهم إلى السلم، وانشغل بنشر أفكارهم، أبرزهم أبو بلال مرداس بن أدية، الذى نزل على قبيلته تميم بالبصرة ونشر دعوته فيها.
وكان على اجتهاده فى العبادة والوعظ خارجى ممن قاتلوا الإمام عليًا فى النهروان، لكنه لم يكن يرى ابتداء المسلمين بالقتال، ولا امتحان عقيدتهم. إلا أن اشتداد ولاة بنى أمية على الخوارج، أكره حتى القعدة منهم على القتال، مثل مرداس الذى قاتل وانتصر فى معارك غير متكافئة، قبل أن يقتل وفريقه عام 61 هجريًا.
ويختلف المصنفون السنة فى تعريف الخوارج بعض الشىء، مثل من يرى أنهم كل فرقة تخرج على إمام مسلم، ومن يجعلهم الفرقة الثالثة التى خرجت على الإمام على بن أبى طالب خلال قتاله جيش الشام، بسبب حادثة التحكيم، ويراها مصداقًا لحديث الرسول: "يخرج فى هذه الأمة قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية".
و"الإباضية" يظهر من خلال كتبهم تعطيل الصفات الإلهية، وهم يلتقون إلى حد بعيد مع المعتزلة فى تأويل الصفات، لكنهم يدعون أنهم ينطلقون فى ذلك من منطلق عقدى، حيث يذهبون إلى تأويل الصفة تأويلاً مجازياً بما يفيد المعنى دون أن يؤدى ذلك إلى التشبيه، لكن كلمة الحق فى هذا الصدد تبقى دائماً مع أهل السنة والجماعة المتبعين للدليل، من حيث إثبات الأسماء الحسنى والصفات العليا لله تعالى كما أثبتها لنفسه، بلا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل، ينكرون رؤية المؤمنين لله تعالى فى الآخرة.
كما أنهم يحرفون بعض أمور الآخرة وينفون حقيقتها كالميزان والصراط، ويؤون صفات الله ليست زائدة على ذات الله لكنها هى عين ذاته، وأن القرآن لديهم مخلوق، وقد وافقوا الخوارج فى ذلك، ويقول الأشعرى فى مقالات الإسلاميين (والخوارج جميعاً يقولون بخلق القرآن) ومرتكب الكبيرة عندهم كافر كفر نعمة أو كفر نفاق.
والناس في نظرهم ثلاثة أصناف: مؤمنون أوفياء بإيمانهم، مشركون واضحون في شركهم، قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به سلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد، وهم كذلك ليسوا بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان، ويعتقدون أن شفاعة النبي لن تكون لمن مات وهو مصر على الكبائر، وإنما تكون للمؤمنين كافة للتخفيف عليهم يوم الحشر.
وتنتشر الإباضية الآن في سلطنة عُمان حيث يمثلون حسب بعض الإحصائيات ما يقارب 70% من العُمانيين وينتشر أيضا فى زوارة في ليبيا ووادى مزاب في الجزائر وجربة في تونس وبعض المناطق في شمال أفريقيا وزنجبار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة