"السلام لك يا باخوميوس يا خادم القدوس.. السلام لك بين الآباء تسطع مجدا وبهاء.. أذكرنا في السماء" من تسبحة الفجر وحتى صلوات القداس الإلهي وقف رهبان دير الشايب بالأقصر يرددون مديح الأنبا باخوميوس بعد أن ترأس الانبا سلوانس أسقف ورئيس الدير قداس عيد الأنبا باخوميوس اليوم الجمعة وهو أحد قديسي الكنيسة القبطية ومؤسس نظام الشركة الرهبانية أحد أهم أنظمة الرهبنة المعمول بها في مختلف الكنائس القبطية.
يوضح القمص اثناسيوس فهمي جورج طبيعة نظام الشركة الذى أسسه الانبا باخوميوس في الصعيد إذ كانت الرهبانية قبل ظهور الانبا باخوميوس تقوم على نظام التوحد فيعيش كل راهب في مغارته يعبد الله متوحدا في الجبل، وقد عاش الانبا باخوميوس هذا النظام الرهباني مع معلمه الأنبا بلامون
ويضيف القمص اثناسيوس: لكن الانبا باخوميوس كان متألما لإدراكه أن كثير من المسيحيين يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية، فكان يصلي لأجلهم وفي أحد الأيام إذ كان يجمع حطبًا في أحد المناطق ظهر له ملاك، وطلب منه أن يقيم ديرًا هناك، وأعطاه لوحًا به البنود الأساسية لنظام الشركة، وقد جاءت سهلة للغاية، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها.
ويضيف: لقدس أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318 م. في طبانسين بالقرب من بافو أو بابو في صعيد مصر، حتى بلغ عدد الرهبان 1500 راهبا ثم أسس بعد ذلك عشرة أديرة وبعدها انضم له أخيه يوحنا وأخته التى قررت الانضمام للرهبنة فأسس لها دير للفتيات ضم 300 راهبة
ولفت القمص اثناسيوس: إلى أن نظام الشركة الذى عرف فيما بعد باسم نظام باخوم نسبة للأنبا باخوميوس كان يناسب الكثيرين ، فمن جهة الصوم يأكل الراهب مرتين كل يوم ويمارس صلوات جماعية متكررة كما يقوم بعمل يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغسل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور ماديًا وروحيًا، وكان العمل جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية مشيرا إلى أن هذا النظام جذب قلوب الكثيرين من قادة الفكر الرهباني في الشرق والغرب، فقاموا بترجمته وتطبيقه عمليًا يكن في مُجمله كما انفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، ولكل جماعة منهم رئيس يدبر حياتهم.
وعن وفاته قال الأنبا سلوانس أسقف ورئيس دير الشايب أن مرض الطاعون قد بدأ في الانتشار بين الأديرة التى يشرف عليها القديس الذى كان ينتقل بين الأديرة يخدم المرضى والشيوخ فيها ويدفن من ينتقلون فيها، وكان قد توفي عدداً ليس بقليل من رهبان الأديرة الباخومية بسبب الطاعون، وأخيراً مرض الأنبا باخوميوس بنفس المرض وتدهورت حالته لدرجة أنه بعد أربعين يوماً من المرض لم يكن قادراً على احتمال ثوبه من شدة المرض القاسى
تعيش الكنيسة هذه الأيام ،أيام الخماسين وهى فترة الخمسين يومًا المحصورة بين عيد الفصح "أى عيد القيامة"، وعيد الخمسين "أى عيد العنصرة" وهى فترة فرح فلا يُصام فيها، ويجرى الطقس فيها باللحن الفرايحى، ويُحتفل فيها يوميًا بذكرى قيامة المسيح من بين الأموات.
يسمى كل يوم أحد من آحاد الخماسين المقدسة باسم مختلف، الأحد الأول هو أحد توما تلميذ المسيح الذى تشكك فى القيامة ثم عاد وآمن بها، والأحد الثانى يسمى بأحد الحياة الأبدية، أما الأحد الثالث، فهو أحد السامرية، والأحد الرابع يسمى بنور العالم، والأحد الخامس يطلق عليه الطريق والحق والحياة، لكن الأحد السادس يطلق عليه انتظار الروح القدس، فيما يسمى الأحد السابع بعيد العنصرة.