يقدم الروبوت الجديد باريستا المشروبات بأحد مقاهي مدينة دايجون في كوريا الجنوبية بأسلوب مهذب وسريع وهو يشق طريقه نحو الزبائن بسلاسة.
ويقول باريستا "تفضل شاي لاتيه اللوز الذي طلبته، من فضلك استمتع. إنه أفضل إذا قمت بتقليبه"، بينما تستلم زبونة مشروبها على صينية مثبتة في الروبوت الأبيض الكبير اللامع على شكل كبسولة.
وبعد أن تمكنت من احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أصاب ما يزيد على 11000 شخص وأودى بحياة 267، تنتقل كوريا الجنوبية ببطء من قواعد التباعد الاجتماعي المشددة إلى ما تسميه الحكومة إجراءات "التباعد في الحياة اليومية".
وقال لي دونج باي مدير الأبحاث في شركة فيجن سيميكون، مزودة حلول المصانع الذكية التي طورت الروبوت باريستا مع معهد علمي تديره الدولة، إن الروبوتات يمكن أن تساعد الناس في الحفاظ على التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة.
وأضاف "نظامنا لا يحتاج إلى مدخلات من البشر بدءا من الطلب وحتى التسليم، وقد جرى ترتيب الطاولات بشكل متناثر لضمان الحركة السلسة للروبوتات، وهو ما يتناسب مع حملة... ’التباعد’ الحالية".
ويمكن للنظام، الذي يستخدم ذراعا آلية لصنع القهوة وروبوتا لتقديم الطلبات، أن يصنع 60 نوعا مختلفا من القهوة ويقدم المشروبات للعملاء في مقاعدهم. ويمكنه أيضا التواصل ونقل البيانات إلى أجهزة أخرى، كما يحتوي على تقنية للقيادة الذاتية لحساب أفضل الطرق التي يسلكها داخل المقهى.
واستغرق تحضير طلب مكون من ستة مشروبات سبع دقائق فقط. وكان الموظف البشري الوحيد في المقهى المكون من طابقين هو صانع المعجنات الذي لديه أيضا بعض واجبات التنظيف وإعادة تعبئة المكونات.
وتهدف الشركة المصنعة والمعهد العلمي إلى تزويد ما لا يقل عن 30 مقهى بالروبوتات هذا العام.
وقالت الطالبة لي تشاي مي (23 عاما) "الروبوتات ممتعة، وكان الأمر سهلا لأنك لست مضطرا للذهاب واستلام طلبك... لكنني أشعر ببعض القلق أيضا بشأن سوق العمل لأن العديد من أصدقائي يعملون بوظائف بدوام جزئي في المقاهي، وهذه الروبوتات ستحل محل البشر".