بالرغم من أن مشوارها الفني لم يكن طويلا إلا أنها استطاعت أن تترك بصمة في الأعمال التي قدمتها وجعلت الجمهور يتعلق بها، إنها الفنانة فايزة كمال التي رحلت عن عالمنا منذ ست أعوام، وعرفت فايزة في الوسط الفني بطباعها الهادئة ورقتها، وقد تزوجت من المخرج الكبير مراد منير وأنجبت منه طفلين يوسف وليلي .
وفي ذكرى وفاتها فتح المخرج مراد منير صندوق ذكرياته معها وتحدث عن الراحلة لـ"اليوم السابع" حيث قال كان أول لقاءنا في مسرحية الملك هو الملك، ولم أكن أحبها حيث كانت مزعجة للغاية، علي قدر كونها لطيفة إلا أنها لا تتنازل عن حقوقها أبدًا وتحارب من أجلها، وهنا كان أول خلاف بيني وبينها حيث أصرت على كتابة اسمها بعد صلاح السعدني الأمر الذي كنت أرفضه وبدأت أتهرب من الحديث معها إلى أن عرضنا الموسم الأولي من المسرحية، وبعد ذلك سافرت خارج مصر وعند عودتي علمت بوفاة والدتها فقررت أن أذهب لأقدم لها العزاء .
وأضاف عندما ذهبت إليها وجدت شخصًا آخر لم أعرفه فقد سيطر الحزن عليها، ما جعلني أشفق عليها ومن هنا بدأت علاقتنا تتوطد حيث كنت دائم السؤال عنها والاهتمام بها كل ذلك في إطار الصداقة، وبدأ الموسم الثاني من مسرحية الملك هو الملك وقبل سفر المسرحية للعرض بالإسكندرية سفرنا سويًا لمدة أربع أيام وهنا بدأت قصة حبنا.
فايزة كانت حنونة جدا يحبها الجميع، كما كانت شخصا معقما طيلة حياتها وحتي تزوجتني ما جعلها تتطلب مني بعض الأشياء الغريبة بالنسبة لها ولم أتردد في تنفيذ طلباتها لحظة، فمثلاً أتذكر أنني كنت ذاهب لشراء مسرحية الدخان من مؤلفها وطلبت مني أن نذهب في ميكروباص وكانت لأول مرة بحياتها تركب ميكروباص وعندما أمتثلت لطلبها سعدت سعادة كبيرة وكان جميع ركاب الميكروباص مندهشين، وبعد انتهاء مشوارنا طلبت أن تعود للمنزل بميكروباص أيضا.
كما أتذكر أول هدية أهديتها لها كانت مايوه، حيث كانت طيلة حياتها ممنوعة من نزول البحر، وذات مرة طلبت مني أن تأكل علي عربية فول فأخذتها علي الفور وذهبنا الحسين وأكلت الفول، فايزة كانت حب حياتي فقد تزوجنا لمدة ٢٥ عامًا لم نتشاجر فيهم مرة واحدة، والسر في ذلك أننا أتفقنا علي أن تدمير أي علاقة هو الامتلاك لذلك كان مبدأنا لا تقهريني ولا أقهرك ولا تملكيني ولا أملكك .
وعن آخر لقاء بينهم قال، عندما أصيبت فايزة بسرطان الرحم وحجزت في المستشفي كنت دائما معها، وأتذكر أخر لقاء جلسنا وتحدثنا مايقرب من ١٣ ساعة متواصلة وكانت مرحة جدًا، وبعد مغادرتي أصيبت بحالة إغماء نقلت أثرها للعناية المركزة، وبعد أن أفاقت حدثتني في الهاتف وطلبت مني ألا أزورها مرة أخري وألحت في طلبها كما طلبت أن أشتري مدفن لها ورحلت عن عالمنا بعدها بيومين، أصابتني حالة اكتئاب لمدة عام كامل لم أخرج من حجرتي حتي جاءتني في الحلم وطلبت مني أن أخرج وتشاجرت معي وهأنا قد امتثلت لطلبها، رحمة الله عليها .
فايزة كمال
فايزة كمال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة