-
ويؤكد: أول لوحة كانت على ورقة لحمة
-
ومذكرات الملكة فريده ذكرتنى بالاسم
ستظل الأقلام تكتب عن طفل مصرى ولد بقرية شرق النيل بمحافظة المنيا، صارع العادات والتقاليد، وتخلى عن مهنة والده، وتحول منها إلى فنان تذكره الأقلام العالمية، ويوضع متحفه ضمن برامج الأفواج السياحية القادمة لمحافظة المنيا.
تحول ذلك الفنان من المحلية إلى العالمية، باع كل ما كان يملكه وكل ما تكسبه من بيع لوحاته الفنية، حتى يشيد حلما تحول إلى واقع تتفاخر به المحافظة، ويضيف رمزا جديدا بين الآثار القديمة وأحفاد أولئك الذين يصنعون تاريخا حديثا، سيظل عالقا فى الأذهان وقبلة الزائرين من مختلف أنحاء العالم.
هو حسن الشرق، ابن قرية زاوية سلطان التابعة لمركز المنيا، شرق النيل وفى حضن الجبل بين أعداد كبيرة من أضرحة أولياء الله الصالحين نشأ حسن الشرق، واليوم السابع التقت الفنان العالمى داخل متحفة ورصد لنا الكثير من الكواليس التى لا يعلمها الكثير عن رحلة حياة ذلك الفنان الذى تجاوز 70 عاما .
يقول الفنان التشكيلى العالمى حسن الشرق: لقد نشأت فى قرية تسمى زاوية سلطان تقع شرق النيل فى حضن الجبل مناظرها خلابه تضم الأثار القديمة والحديثة، وكذلك الحياه الصوفية مثل الأمام القرطبى وسليمان ابن الوليد، وبعد رحلة طويلة وفى خارج مصر قلت بأعلى صوت :"لو لم أولد فى ذلك المكان لما أتيت إلى هنا واصبحت فنانا ودائما كنت أتفاخر فى وجودى معى الفنانين الأمريكان وأقول لهم حضارتكم 800 سنه ولكنى ابن حضارة عمرها 7 آلاف سنة.
وعن بدايته قال الشرق: بدأت الرسم فى سن صغير جدا وانا فى المرحلة الابتدائية وقد كنت أرسم على الحوائط وعلى أى أوراق أجدها أمامى ،خاصة كلما سمعت حكايات جدتى التى كانت تقصها على مثل ابوزيد الهلالى ،تلك القصص ولدت لى الخيال فكنت أنسج تلك القصص على الأوراق فى شخبطة فنية ،فى ذلك الوقت أتهمونى أهلى انى مجنون وأصابتنى جنيه لأنى أحاول الابتعاد عن مهنة والدى والذى كان يعمل جزارا ،وكان ذلك تحدى حقيقى خاصة وأنا أكبر اشقائى، وأتحول من مهنة الجزارة إلى الرسم والخيال فكانت مهنة والدى عائقا كبيرا ،تمكنت من تخطيه .
وذكر الفنان: أول شخص اكتشف موهبتى هو مدرس العلوم بالصف الابتدائى وأعطانى كراسة رسم وألوان خشب وكانت أول لوحة أرسمها كانت على ورقة اللحمة التى كان والدى يبيع فيها لحمة للزبائن، ولفت إلى أن من بين العقبات أيضا الحصول على الألوان للرسم فكنت أذهب إلى العطار وأحصل منه على مكسبات الطعم الملونه واستخدمها كألوان .
واستطرد: بدأت الدنيا تتحرك نوعا ما والتحقت بقصر الثقافة بمحافظة المنيا تعلمت هناك الكثير ومكثت به 20 عاما كنت أقوم بعمل معارض بمختلف أنحاء الجمهورية لكنى طوال العشرين عاما لم ابيع لوحة واحده وكنت اكتفى بالسلام وشهادات التقدير المجانية من المسئولين .
وأضاف: فى تلك الفترة واثناء وجودى بقصر الثقافة حدثت واقعة بحر البقر، والتى توفى فيها الطفل عيد عبد السلام وكان طفلا بالصف الرابع الابتدائى، وقمت برسمها وحصلت على الجائزة الأولى فى مسابقة على مستوى الجمهورية وكانت سبب فى نقلى من الإقليمية وبسبب تلك الصورة ذهبت إلى القاهرة .
تابع، دائما الغرب مكتشف العباقرة فى الشرق الأوسط، نعم هذا ما حدث معى ففى أحد الأيام وانا أجلس بالمنزل فى قرية زاوية سلطان وإذ بشخص يطرق الباب وكانت المفاجأه حيث قدمت إلى منزلى ارسولا شيرنج صاحبة مؤسسة تكتشف المواهب من المانيا ولفت الشرق قائلا أعجبت بعملى ووقعت معى عقدا لعمل معارض فنية فى مصر وألمانيا، وقد كان أول معرض لى فى الأوبرا المصرية وحضرة كثير من المراكز الثقافية الأجنبية والسفارات الأوربية وقد بيعت كل لوحات المعرض وأعلى لوحة بعتها فى المعرض كانت بمبلغ 450 جنيه، وتلك كانت أول فلوس اتقاضاها من الرسم بعد 25 سنه فى الرسم .
واضاف بسبب تلك السيدة نظمت معارض فى أغلب الدول الأوربية وفى مقدمتها ألمانيا، فى تلك الاثناء حالفنى الحظ بالتعرف على لوتس عبد الكريم رئيس مجلة شموع فى ذلك الوقت والتى كانت تمتلك قاعة لعرض الوحات والرسم، وكان ذلك الحظ يحالفنى عندما التقيت الملكة فريدة فى مرسمها واصبحنا أصدقاء ونظمنا معا معارض فنية مشتركة وذكرتنى فى مذكراتها واحتفظ بصورها حتى الأن، وبدأ يذاع صيتى بين الدول قائلا إن الفنان الوحيد الذى لديه لوحتان فى متحف اللوفر "القاعة الحديثة".
وأضاف قائلا :حسن الشرق حصل على المركز 8 على العالم فى الفن التشكيلى الشعبى بين 150 فنان، وقد ذهبت إلى امريكا 4 مرات وزرت اكثر من 17 دولة أوربية.
وأكد لم أتعلم اكاديميا ولكنى سعيد أن شغلى يكون رسالة ماجستير ودكتوراه ل17 شخص حول العالم .
وعن حكايتى مع الخال عبد الرحمن الابنودى ،فقد بدأت عندما كنت ساقيم معرضا بالتنسيق مع المؤسسة الألمانية وكان المعرض عن ابوزيد الهلالى والقصص الشعبى، فخفت من الابنودى وطلبت من أحد الأصدقاء أن يتوسط للقائى به، وبالفعل حدث وتقابلت معه وأعجب بالعمل والمعرض بشكل كبير جدا، ولم يتركنى بل وقف بجانبى وكان يمد يده إلى دائما حتى لدرجة انه فى كثير من الاحيان كان يدعونى ابيع لوحاتى للفنانين والشخصيات التى كانت تتواجد داخل منزله.
وأشار إلى أن مساعدة الابنودى لى لم تتوقف عن هذا الحد بل عرفنى على كبار الشخصيات فى مختلف المجالات ،وجعلنى أرسم صور غلاف الكتب والصور الداخلية فى الكتاب.
واضاف بعد رحلة طويلة من إقامة المعارض داخل وخارج مصر قررت أن أقيم متحف يكون عنوانا لمحافظتى بل لمصر كلها، لانى تحولت إلى فنان عالمى يعرفنى الغرب كثيرا فترددت على المسئولين للحصول على قطعة أرض حتى أقيمها اكاديمية لاكتشاف المواهب وتم رفض طلبى تقدمت بطلب اخر للحصول على قطعة أرض من الدولة لإقامة متحف عالمى لكن ايضا تم رفض الطلب للمرة الثانية، وهذا أصابنى بالحزن ولكن لم يصبنى باليأس وبالفعل بعت كل ما أملك وكل ما تكسبته من اللوحات وأقمت المتحف فى منزلى فى التسعينات ليتحول المتحف الخاص بى إلى ايقونه وقبله السياح الأجانب القادمين من أوروبا ،حيث أن متحف حسن الشرق يوضع فى برامج الزيارة الخاصة بهم .
وأوضح رغم كل ذلك إلا اننى لم أسعد بزيارة من محافظ المنيا سوى محافظين فقط أحدهما قبل الافتتاح والثانى بعد الافتتاح وبعدها لم يأتى أحد للزيارة، وهذا يؤلمنى كثيرا لأن الأطفال فى المانيا والدول الأوربية يعرفون الكثير عن حسن الشرق وأطفال المنيا ومصر لا يعرفون عنه شيئا، لدرجة انى فى أحد الأيام عملت تويته قلت فيها متحف للبيع، ومتحف هنعمله مطعم كشرى.
وعن سر ارتداء الجلباب فى كل المناسبات والمعارض العالمية قال الشرق انا أشعر بالفخر من ارتدائها سواء كانت صعيديه أو عربيه وأرفض لبس البدله ،لدرجة اننى رفضت أقامت أحد المعارض فى امريكا بسبب فرض ارتداء البدله .
وقال الشرق اتمنى أن كل مسئول فى مصر يأتى إلى المتحف ليشاهدوا كيف يستطيع الرجل المصرى أن يحقق ما يعجز عنه العالم.
متحف الفنان العالمى حسن الشرق
متحف الفنان العالمى حسن الشرق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة