أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن ظهور جماعات التطرف الدينى جر على المنطقة العربية وكثير من الدول الإسلامية ويلات كثيرة، حيث بدت ظاهرة التكسب بالدين أو المتاجرة به واضحة لدى كثير من الحركات والجماعات، التي عملت على توظيف الدين لتشويه خصومها من جهة وتحقيق مطامعها السلطوية من جهة أخرى.
جاء ذلك في مقدمة كتاب "فقه الدولة وفقه الجماعة"، الذى صدر حديثًا لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، حيث أكد جمعة أهمية بناء الدولة ، وضرورة الحفاظ عليها ، وأن ذلك من المقاصد الضرورية العامة التي لا صلاح للبلاد والعباد إلا بها ، فمصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان.
كما بين جمعة في كتابه الفرق بين فقه الدولة القائم على البناء، وفقه الجماعات المتطرفة القائم على الهدم والتخريب والفساد والإفساد ، وأوضح الفرق بين مفهوم المصلحة فى منظور الدولة ومفهومها في منظور الجماعة، ويحذر من خطورة الكيانات أو السلطات الموازية التى تحاول القفز فوق سلطة الدولة .
وأكد وزير الأوقاف، أنه لا يمكن أن تترك إدارة الدول للهواة الذين ينجرفون بها إلى حافة الهاوية، فإدارة الدول تحتاج إلى مواصفات خاصة وخبرات متراكمة أهمها : الكفاءة ، والكفاية ، والخبرة ، والأمانة ، والقدرة على القيام بمهام تلك المسئولية وتبعاتها ، حيث يكون كل إنسان مسئولاً أمام نفسه ، وأمام الناس ، وأمام اﷲ عما ولاه إياه ، أحفظ أم ضيع ؟ حيث يقول نبينا (صلى اﷲ عليه وسلم):" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
وقدم جمعه في كتابه 20 فكرة رئيسية قارن من خلالها بين فقه الدولة وفقه الجماعة، بأسلوب علمى وعملى، ومن أبرز هذه الأفكار:"تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم في إدارة الدولة، وبين فقه الدولة وفقه الجماعة، وإدارة الدول بين الخبرة والهواية ، مخاطر السقوط الاقتصادي للدول ، الحفاظ على الأوطان من المقاصد الضرورية للتشريع ، والسلطة في منظور الجماعات المتطرفة ، ومفهوم المصلحة بين منظور الدولة ومنظور الجماعة والتعددية السياسية والسلطات الموازية ، الخلاف الفقهي والخلاف السياسى، العلم بين منظور الدولة ومنظور الجماعة ، الدولة لا الفوضى ـ ودولة المؤسسات، والإمــام العــادل ، والحفاظ على النظــام الـعـام ، وفهم المشتركات الإنسانية في الشرائع السماوية وأثره في بناء الدول ، ولا قتل على المعتقد ، والعواصم والحدود وبناء الدول ، و نفعية الجماعة ، والدين والدولة ".
وأشار وزير الأوقاف في كتابه إلى خطورة السقوط الاقتصادي للدول، وضرورة اهتمام الدول بحدودها، ووحدتها الوطنية، قائلاً:"سقوط الدول قد يكون من خارجها، وقد يكون من داخلها، ومخاطر السقوط من الداخل لا تقل عن مخاطر السقوط من الخارج ، بل إنها أشد وأعتى ما لم تنتبه الدول لذلك، فالعدو الخارجي عدو ظاهر تتوحد الشعوب غالبًا في مواجهته، وهو عدو شرس لا يستهان به في ظل حروب الجيل الرابع والجيل الخامس، وتطور وسائل وأدوات وإدارة الحروب الحديثة، غير أن محاولات إسقاط الدول من داخلها تظل هي الأخطر والأكثر مكرًا ودهاء ، سواء أكان ذلك بفعل عوامل خارجية أم بفعل عوامل داخلية، أم بهما معًا ، وقد يكون ذلك من خلال اللعب على الانقسامات الطائفية أو المذهبية أو العرقية أو القبلية ، غير أن هذا الأمر أيضًا مكشوف إلى حد كبير ، وتنبهت كثير من الدول لمخاطره ، وأخذت حذرها منه ، وصارت تعمل على وأد هذه الفتن في مهدها، وليس بعيدًا عن ذلك موضوع بث الأكاذيب والشائعات التي تعمل على النيل من الرموز الوطنية ، وتشويه كل إنجاز ، وتهويل الهنات اليسيرة وتضخيمها ، مع اختلاق الأكاذيب والافتراءات التي يعملون من خلالها على بث اليأس والإحباط في نفوس الناس ، قصد إثارتهم ضد دولهم أو تثبيط حماسهم عن العمل لأجلها على أقل تقدير ".
غلاف كتاب فقه الدولة وفقه الجماعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة