تمر اليوم ذكرى ميلاد فاتن حمامة، واحدة من أبدع ما أنجبت السينما العربية، ويمكن لها بقوة أن تنافس فى السينما العالمة أيضا، وفى هذه المناسبة نتحدث عن مكتشفها المخرج "محمد كريم" وذلك من خلال كتاب فاتن حمامة لـ زينب عبد الرازق الذى صدر عن دار الشروق فى عام 2017 بعد عام من رحيل سيدة الشاشة العربية، وفيه عدد من الحوارات المهمة التى أجرتها الكاتبة مع "فاتن حمامة" وفيه حديث مهم عن طفولتها.
غلاف كتاب فاتن حمامة
يقول الكتاب
كان الاقتصادى الكبير طلعت حرب فى النصف الثانى من عشرينيات القرن الماضى يزور ألمانيا وكانت تراوده فكرة إنشاء استوديو للإنتاج السينمائى وإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما لكى تكون واحدة من شركات بنك مصر التى أسسها طلعت حرب واحدة بعد الأخرى، وسمع أن فى استوديوهات "أوفا بألمانيا" شابا مصريا يشتغل بالإخراج السينمائى متزوجا سيدة ألمانية ويعيش فى برلين منذ فترة، وطلب طلعت حرب أن يجيئوه بهذا المخرج المصرى، وهكذا التقى محمدكريم للمرة الأولى بالرجل الذى جعل من السينما المصرية متكاملة لها استوديوهاتها ودار العرض الخاصة بها "استوديو مصر" والبعثات السينمائية المرسلة من المشتغلين بهام أحمد بدر خان وصلاح أبو سيف ونيازى مصطفى.
فى هذا اللقاء طلب طلعت حرب من محمد كريم العودة إلى مصر لكى يكون النواة الأولى لاستوديو مصر ووعد محمد كريم بالعودة إلى مصر بعد أن يتزود بكل ما يستطيع من حرفة الإخراج السينمائى فى استوديوهات "أوفا" ببرلين.
فاتن حمامة ومحمد عبد الوهاب
ولم يمض عام وبعض عام حتى عاد كريم إلى مصر وألحقه طلعت حرب بمطبعة مصر لينشئ قسم السينما، وبدأ كريم بالفعل حياته الفنية بفيلم قصير عن حدائق الحيوان، لكن هذا لم يكن طموح محمد كريم، وكان قد قرأ رواية زينب للدكتور محمد حسين هيكل فى أثناء دراسته فى باريس، ونجح محمد كريم فى تصوير "زينب" الذى مثلته وأنتجته عزيزة أمير واعتبر ميلادا لصناعة السينما فى مصر، ومضى محمد كريم فى طريقه، وقدم عبد الوهاب الذى اقتنع بأن يدخل مجال السينما خصوصا بعد أن نطقت وأصبح من الممكن أن يخرج له محمد كريم أول فيلم غنائى مصرى ناطق هو "الوردة البيضاء" بطله محمد عبد الوهاب، ثم فيلم "دموع الحب" وأغرى نجاح الفيلمين والضجة التى أحدثاها واحدا بعد الآخر عبد الوهاب بالاستمرار، وبدأ محمد كريم يستعد لإخراج ثالث أفلام عبد الوهاب "يوم سعيد" كان محمد كريم مغرما بتقديم وجوه مصرية جديدة، فأضاف دور "أنيسة" "فاتن حمامة" البنت التى لا تزيد على ست سنوات وهى العنصر الساذج البرىء فى الفيلم الذى ينشر فى ثناياه جو المرح والابتسام، وتقوم بدور حمامة السلام بين عبد الوهاب وحبيبته عندما تحاول المرأة الثرية أن تعزله وتستولى عليه.
وكان محمد كريم من فرط إعجابه بالطفلة الموهوبة "أنيسة"يحتفظ عن قرب بصندوق شكولاته لكى يعطيها قطعة منه بعد أن تنتهى من تصوير أى مشهد، وكانت مشاهد كثيرة تجمع بين الفتاة الصغيرة "أنيسة" ومدرس الموسيقى عبد الوهاب، وكانت "أنيسة" حاملة له طعاما أعدته له أمها "فردوس محمد" وتحاوره بعبارات أكبر من عمرها عن حياته بمفرده ووحدته وتحكى له القصص ببراءة
وكان أجر فاتن حمامة عن هذا الفيلم الذى عرض فى عام 1940 مبلغ وقيمته 10 جنيهات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة