تتصاعد الأصوات الليبية الداعية إلى دعم عربى ضد التدخلات العسكرية التركية السافرة فى الشأن الداخلى الليبي ما من شأنه أن يعمق من الصراع المسلح فى البلاد ويبدد كافة فرص الحل السياسى للأزمة التى تعيشها ليبيا منذ سنوات، ودعا المتحدث الرسمى باسم الجيش الليبى اللواء أحمد المسمارى لتحرك عربى عاجل من أجل وقف التدخلات التركية بعد التصعيد الذى أدى للعنف وعرقلة مساعى إيجاد مخرج سياسى للأزمة الليبية، موضحا أن التدخل العسكرى التركى خطير للغاية ويجب أن يوضع أمام الدول العربية لوقفه.
وأشار المتحدث باسم الجيش الليبي إلى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يجند أبناء العرب لقتل بعضهم البعض، مضيفا أن "بعض السوريين يقاتلون في ليبيا بسبب الترهيب التركي"، مؤكدا أن القوات المسلحة الليبية قادرة على مواجهة التدخل العسكرى الذى تقوده تركيا فى البلاد.
وعن عدد المرتزقة السوريين إلى ليبيا، أكد اللواء أحمد المسماري أن أنقرة أرسلت إلى ليبيا 2000 عسكرى تركى غير المرتزقة، كاشفا عن مخطط قطرى يقوم على تجهيز قاعدة الوطية لصالح تركيا.
وتعد قاعدة الوطية الجوية أحد أهم القواعد العسكرية غرب ليبيا والطرف المسيطر عليها يمكنه تغطية سماء العاصمة طرابلس بشكل كامل، ويخطط النظام التركى لترسيخ تواجده العسكرى فى القاعدة الجوية بذريعة دعم حكومة الوفاق إلا أن الأمر هو محاولة الأتراك توسيع نفوذهم بشكل أكبر فى منطقة المغرب العربى إنطلاقا من الأراضى الليبية.
ودعمت تركيا حكومة الوفاق فى طرابلس بعدد كبير من المرتزقة السوريين وتقديم دعم لوجيستى وتهريب أسلحة وطائرات ومدرعات فى انتهاك صارخ لقرار حظر التسليح المفروض على ليبيا، وسط صمت دولى مخزى للتجاوزات التركية فى الأراضى الليبية.
وتأتى دعوة الجيش الوطنى الليبى بضرورة وجود تحرك عربى من أجل وضع حد للتدخل التركى، فى الوقت الذى تحشد فيه القوات المسلحة الليبية قواتها لدحر الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق والمرتزقة السوريين الذي دمروا المدن والبلدات السورية لخدمة المشروع التركى الخبيث فى المنطقة.
وتعد مدينة غريان أحد أهم الأهداف العسكرية التى تتطلع القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية لاستعادتها من ميليشيات حكومة الوفاق غرب البلاد، وذلك فى ظل تحشيدات تقوم بها قوات الجيش الليبى لاستهداف الميليشيات المسلحة فى مدينة مصراتة التى تعد رأس حربة لمسلحى حكومة الوفاق فى طرابلس.
وتعهدت القيادة العامة للجيش الليبى بدحر المسلحين والمرتزقة التابعين لحكومة الوفاق والمدعومين من تركيا خوفا من تحول ليبيا إلى "مكب نفايات" للمرتزقة والإرهابيين الذين تم نقلهم إلى ليبيا مقابل الحصول على رواتب كبيرة.
واتهم القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر حكومة الوفاق ببيع ليبيا للمستعمر التركى، فيما تتفاخر حكومة الوفاق باستجلابها مرتزقة سوريين ومستشارين أتراك بذريعة حماية العاصمة طرابلس، وذلك فى محاولة من حكومة الوفاق لشرعنة وجودها فى المشهد السياسى الليبى وحجز مقعد لها فى أى مفاوضات سياسية مستقبلية.
وأكد مراقبون خطورة التدخل العسكرى التركى فى ليبيا ومحاولة استنساخ السيناريو السورى سياسيا وعسكريا فى البلاد، مشددين على ضرورة تحرك عربى وأوروبى عاجل لانقاذ ليبيا من الصراعات الدولية التى تشهدها لنهب ثروات النفط والغاز فى البلاد.
وحذر المراقبون من تمدد النفوذ العسكرى التركى داخل الأراضى الليبية وهو ما يهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبى بسبب أطماع أنقرة فى ثروات ليبيا النفط، بالإضافة لتشكيل تحالف مع دول المغرب العربى قائم على مصالح اقتصادية بحتة أساسها كعكعة النفط والغاز.
كان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قد عبر عن شديد الانزعاج إزاء تزايد التدخلات العسكرية الأجنبية في الشأن الليبي، وذلك في إشارة مباشرة إلى التدخل التركي، مشددا على أنه لا يمكن التوصل إلى أية تسوية مأمولة، والتي يجب أن تكون ليبية وطنية خالصة، دون وضع حد للتدخلات التي تغذي الصراع وتصعد من العنف في البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة