آثار عرض فيلم وثائقى فرنسى حول الحراك الشعبى الجزائرى، حالة من الغضب في صفوف الجزائريين، ما دفع وزارة الخارجية الجزائرية إلى استدعاء سفيرها لدى باريس للتشاور، وذلك على خلفية بث المحطات الفرنسية للفيلم الوثائقى حول الحركة الاحتجاجية ضد النظام في الجزائر.
وأشارت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها، مساء الأربعاء، إلى أن الطابع المطرد والمتكرر للبرامج التى تبثها القنوات العمومية الفرنسية والتى كان آخرها ما بثته قناة "فرانس 5" و"القناة البرلمانية" بتاريخ 26 مايو الجارى، مؤكدة أن الفيلم الوثائقى يبدو في الظاهر تلقائى، تحت مسمى وبحجة حرية التعبير، لكنه ليس إلا تهجما على الشعب الجزائري ومؤسساته، بما في ذلك الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، على حد قول البيان.
وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية أن هذا التحامل والعدائية يكشف عن النية المبيتة والمستدامة لبعض الأوساط التي لا يروق لها أن تسود السكينة العلاقات بين الجزائر وفرنسا بعد 58 سنة من الاستقلال في كنف الاحترام المتبادل وتوازن المصالح التي لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال موضوعا لأي تنازلات أو ابتزاز من أي طبيعة كان.
وأشارت وزارة الخارجية الجزائرية إلى أن لهذه الأسباب قررت الجزائر استدعاء، حالا ودون أجل، سفيرها في باريس للتشاور.
وشهدت الجزائر خلال عيد الفطر مظاهرات متفرقة داعمة لمعتقلي الحراك رغم تدابير منع التظاهر ومخاطر كوفيد - 19، علما بأن التحركات الاحتجاجية كانت قد توقفت منتصف مارس بعد تفشي فيروس كورونا المستجد.
ومنعت الحكومة الجزائرية كافة أشكال التظاهر والتجمعات السياسية والثقافية والدينية والرياضية في البلاد منتصف مارس بهدف مواجهة الأزمة الصحية.
وقد صور الفيلم الوثائقي الفرنسى الذي تناول موضوع الحراك الشعبي في الجزائر، الجزائريين بالمكبوتين والمضطهدين جنسيا، وحاول تسليط الضوء على أن غالبية الجزائريين من المشاركين في الحراك، هم من المثليين ودعاة الحرية الجنسية والتحرر.
وقد خلّف بث ذلك البرنامج المسيء للجزائر وللجزائر موجة سخط كبيرة عبّر عنها آلاف الجزائريين على وسائط التواصل الاجتماعى.واتهم المنتقدون القناة الفرنسية بتشويه محتوى الحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة وكانت شرارته اندلعت منذ الـ22 فبراير من العام الماضي.
واعتبر العديد من الجزائريين أن الفيلم الذي أنجزه الصحفي الفرنسي الجزائرى الأصل مصطفى كسوس، أظهر الشباب المشاركين في الحراك يحتسون الكحول ويبرز موضوع الكبت الجنسي لهم، ويظهر فتيات يدخن في إشارة إلى الرغبة في اعتماد نمط حياة يكرس المساواة.
وضجت مواقع وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر بردود فعل مستهجنة باعتبار العمل الصحفي موجها للإثارة وإغفال المنطلقات السياسية التي غذت الحركة السياسية وقلبت معطيات المشهد السياسي بإسقاط ترشح بوتفليقة لولاية خامسة واستدعاء رموز بارزة في نظام حكمه أمام القضاء لأول مرة في تاريخ البلاد.
رد الجزائريون على الوثائقى المسيء للحراك الذي بثته القناة الفرنسية الخامسة "فرانس 5" بأسلوبهم الخاص، مطلقين هاشتاج "حراك فرانس 5 لا يمثلنى"، وعجت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور ولحظات توثيقية لأجمل المشاهد التي صنعها الجزائريون في حراكهم منذ 22 فبراير 2019، واختار البعض منهم الرد بالشعارات التي رفعها المحتجون ضد فرنسا ومحاولاتها البائسة للتدخل في الجزائر، داعين الفرنسيين إلى إعداد تقرير حول احتجاجات السترات الصفراء في شوارع باريس.
وأجمع نشطاء جزائريون عبر وسائل التواصل الاجتماعى على اختلافهم بأن وثائقى "قناة فرانس 5" المعنون بـ"روبورتاج في قلب الشباب الجزائري محرك الحراك" أراد اختصار الحراك الجزائرى فى فئة شاذة تخص طالبى الحرية الجنسية والدينية وغيرها من التصرفات الشاذة التى لا تمت للمجتمع الجزائرى بصلة، معتبرين ذلك مجرد محاولة بائسة للنيل من السلمية التى أبهرت العالم بأسره على مدار عام كامل.
ونشر عدد من النشطاء الجزائريين شعارات "فرنسا هي عدو الماضي والحاضر والمستقبل". فيما عمد آخرون إلى نشر رقم هاتف القناة الفرنسية للرد عليها مثل ما وسبق وفعلها الجزائريون أثناء الحراك عند اتصالهم بقصر الاليزيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة