ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بياناً أمام البرلمان، اليوم، بشأن إعلان حالة الطوارئ فى جميع أنحاء البلاد، استهله بتوجيه التهنئة للدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، وجميع أعضاء المجلس، بمناسبة شهر رمضان المعظم، متمنياً أن يعيده الله عليهم بالخير والبركات.
كما هنأ رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس النواب وأعضاءه بأعياد تحرير سيناء، وذكرى نصر العاشر من رمضان، مؤكداً أنها تأتى تتويجاً للنصر الذى حققته قواتنا المسلحة الباسلة، وتمت استعادة أرض سيناء الحبيبة، التى كانت ولا تزال أرض الأمجاد والبطولات، وستظل سيناء جزءاً عزيزاً من أرض الوطن نحافظ عليها وعلى كل ربوع الوطن من كل ما يُدّبر لنا من مكائد من جانب قوى الشر والظلام.
وخلال كلمته، وجه الدكتور مصطفى مدبولى خالص العزاء لجموع المصريين فى شهداء الوطن الذين استشهدوا فى الحادث الإرهابى الخسيس، الذى وقع قبل أيام بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء ودبره فئة باغية غادرة استمرأت القتل وإزهاق الأرواح، ولم يردعها أننا فى شهر رمضان المعظم.
وقال رئيس الوزراء فى بيانه أمام مجلس النواب: إنكم تدركون جميعاً حجم التهديدات والاضطرابات التى لا تزال تعانى منها المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، بل والعالم أجمع، وفى ظل هذا نجد من يُخططون لزعزعة استقرار الدولة، ونحن لا نخشى أى تهديد أو كيد لوطننا، مشددا بقوله: وهذا لن يزعزعنا عن عقيدتنا، فإننا نعيش على أرض بلد يحفظها الله تعالى وجندها خير أجناد الأرض.".
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، خلال بيانه، أننا نثق فى جدارة وقوة رجال قواتنا المسلحة البواسل، وبإقدام وعزيمة رجال الشرطة الأشداء، الذين تحملوا على مدى سنوات أمانة الدفاع عن الوطن فى مواجهة شراذم مارقة تساندها قوى خارجية تكيد لمصر، لكن الله سيخيب مسعاهم وستحيا مصر دوماً بأبنائها المخلصين فى أمن واستقرار على مر العصور.
كما أكد رئيس الوزراء أننا نثق ثقة كبيرة فى مساندة شعب مصر لقيادته وجيشه، الذى لم تخيفه الأعمال الإرهابية، ولم تعطله عن الحفاظ على دوران عجلة الحياة فى مصر، وتنفيذ خطط التنمية الاقتصادية، وبرامج رفع مستوى المعيشة وتحقيق الحماية الاجتماعية لجميع أبناء شعب مصر العظيم.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولى حديثه لرئيس مجلس النواب وأعضاء المجلس قائلا: إنكم تدركون جميعاً حجم التداعيات الكبيرة التى خلفها الوباء الذى يجتاح العالم الآن المتمثل فى فيروس " كورونا" المستجد، والذى ندعو الله تعالى أن يُسلمنا ويُسلم كل شعوب العالم منه فى أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أننا تأثرنا بتداعيات هذا الوباء ووضعنا خططنا الاحترازية سابقين معظم دول العالم، فعافانا الله من الأرقام الفلكية التى شهدها العالم فى الحالات المصابة وفى الوفيات، كما وفقنا الله لمساندة جميع من تعطل من المواطنين نتيجة تلك التداعيات، وكذلك من توقف أو انخفض إنتاجه من المصانع.
وأضاف رئيس الوزراء : إننا نواجه كل هذا بسيناريوهات وُضعت بمستوى علمى جيد لتجاوز هذه الأزمة، وطبقاً للمعايير الطبية والوقائية التى وضعتها منظمة الصحة العالمية، وكل ما نأمل فيه هو أن يلتزم المواطنون جميعاً بالإجراءات التى حددتها وزارة الصحة، حفاظاً على أرواحهم وعلى أرواح أهليهم وعلى سلامة كل أبناء الوطن.
وأعلن الدكتور مصطفى مدبولى أمام مجلس النواب أنه فى ضوء ما تقدم وما نشهده داخلياً وإقليمياً؛ فقد قرر مجلس الوزراء، بكامل هيئته، الموافقة على إعلان حالة الطوارئ فى جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر اعتباراً من الساعة الواحدة من صباح يوم الثلاثاء 28 إبريل 2020، وذلك على النحو الوارد بقرار رئيس الجمهورية رقم 168 لسنة 2020، مؤكداً فى هذا الصدد أن الحكومة تجدد التزامها بألا يتم استخدام التدابير الاستثنائية إلا بالقدر الذى يضمن التوازن بين حماية الحريات العامة ومتطلبات الأمن القومي.
وفى ضوء ذلك، وإعمالاً لحكم المادة 154 من الدستور، طلب رئيس الوزراء من أعضاء مجلس النواب، الموافقة على إعلان حالة الطوارئ على النحو الذى ينظمه القانون، راجياً الله العلى القدير أن يُسهم ذلك فى استكمال جهود القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة الإرهاب والإرهابيين، فضلاً عن تمكين باقى أجهزة الدولة من استكمال خطط التنمية بباقى ربوع مصر.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولى بيانه بالتضرع إلى الله راجيا منه عز وجل أن يوفقنا جميعا لما فيه خير مصرنا الغالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة