مستشار مفتى الجمهورية: تغير الفتوى بتغير الظرف والزمن جزء من تجديد الخطاب الدينى.. الفتوى تغيرت بسبب كورونا والأجر كما هو.. صلاتك بالبيت لها أجران الأول لأداء الجمعة والثانى لطاعتك ولى الأمر

الأحد، 03 مايو 2020 11:27 ص
مستشار مفتى الجمهورية: تغير الفتوى بتغير الظرف والزمن جزء من تجديد الخطاب الدينى.. الفتوى تغيرت بسبب كورونا والأجر كما هو.. صلاتك بالبيت لها أجران الأول لأداء الجمعة والثانى لطاعتك ولى الأمر الدكتور مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية
حوار: إسماعيل رفعت – تصوير: أشرف فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رفض مستشار المفتى دكتور مجدى عاشور، ربط المرض بالعقوبة أو الغضب، لأنه تكهن بلا دليل أو وحى، أو ثابت في كتاب أو سنة، أو قول نبى نصدقه، ونجزم به، مؤكدا في حوار قضايا النوازل" مع "اليوم السابع"، أن تصنيف الناس وأحوالهم ومستجداتهم من صحة أو مرض أمر غير مبرر وأن الاستغراق فيه لا يفيد شيء، مطالبا باستغلال الظرف في نفع النفس والناس.

مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية  (1)
 

هل تتغير الفتوى بتغير الظرف أو الزمن؟
 

الفتوى تتغير بتغير 4 أمور هي: الزمان والمكان والشخص و الحال فإذا تغير شيئ من هذه الأشياء الأربعة تغيرت الفتوى، فقد تصلح فتوى لشخص ولا تصلح لآخر وهنا الفرق بين الفتوى والفقه فالفقه قواعد عامة تصلح للجميع على وجه العموم أما الفتوى فهى إنزال القواعد العامة على حال كل شخص حسب واقعة سئواله وحاله.

مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية  (2)
 

هل ممكن أن تختلف الإجابة على سئوال واحد بإختلاف الشخص؟.
 

نعم، قد تختلف، فالنى كان يسأل السئوال الواحد من عدة أشخاص فيجيب إجابات مختلفة لكل شخص على حده، فقد سئل عن عمل يدخل الإنسان الجنة، فقال لشخص لا تغضب، وقال للثانى لا يزال لسانك رطب بذكر الله، وقال للثالث قل آمنت بالله ثم استقم، واختلاف الرد جاء بعد معرفة النبى أن الأول كثير الغضب، و رأى أن الثانى لا يذكر الله كثيرا، وجاءت ردود النبى لعلاج أحوال الناس، وهو أمر مطلوب من المفتى أن يعلم باحتياجات الناس حيث تختلف الفتوى من شخص لآخر حسب أحوالهم.

مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية  (3)
 

هل اختلاف الفتوى يتماشى مع تجديد الخطاب الدينى أم يتناقض معها؟
 

بالعكس، فإن تغير الفتوى من زمان لزمان ومن ظرف لآخر يندرج تحد فكرة وقاعدة تجديد الخطاب الدينى، فهناك فتاوى كانت لظرف ما وقد اتسمت ببعض الشدة حينما كان يتعرض بعض المسلمين للاضطهاد في دولة ما فكان الفتوى لردع هذا الاضطهاد، فحينما تعاملنى بشدة اعاملك بشدة لردع الأذى الواقع على الناس دون ذنب، وحينما تراجعت حالة الاضطهاد اختلفت الفتوى، وكانت فتوى الشدة هدفها الحفاظ على النفس البشرية بأن نحافظ على المعتدى من نفسه أولا، حيث لا نبدأ بالفعل أولا ولا يوجد عندنا عدوان بل رد بالعدوان بنفس المستوى، وهذه الفتاوى القديمة بعد تغير الظروف قد تغيرت لحسن العلاقة الحالية مع الدولة التي كانت تسيئ إليها، لأن المسلمون مسالمون ونحن نسالم من سالمنا ونقوم بترك الفتاوى القديمة التي فرضتها علينا ظروف لرد الأذى إلى فتاوى تتيح لنا التعايش والعلاقات الطيبة مع الناس جميعا.

مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية  (4)


 

هل تتغير الفتوى الآن بسبب جائحة ووباء كورونا.. هل يقبل الفقه هذا؟
 

طبعا تتغير، ونحن قمنا بتوثيق فتاوى تغيرت في مسألة واحدة بسبب متغيرات متعددة، مثل الصلاة في المساجد، مثل الاجتماع على الذكر، مثل صلاة التراويح، مثل صلاة الجمعة أين وكيف تؤدى؟، مثل حكم المصافحة، مثل زيارة الأرحام، وهذا المسائل كان حكمها إما واجب مثل صلاة الجمعة فرض كجماعة وبالمسجد، أو مستحب في أمور أخرى، أما الآن فيغلب الظن على وقوع المرض بفعل هذه الأشياء ما يجعل حكمها مختلفا، ففي ظل هذه الظروف ننزل المظنة مكان المئنة –المئة هي الشئ المتحقق وقوعه-، بأن الشئ المتوقع ظنا بات يهدد حياة الناس فاختلف الحكم حفاظا على حياة الإنسان لأن حياة الإنسان مقدمة عندنا على كل شيئ حتى على العبادات، ففي تعليق صلاة الجمعة في المسجد نحن لم نبطل العبادة وإنما علقنا شكل العبادة ومكانها ليؤديها الإنسان بدل ركعتين في المسجد إلى 4 ركعات في البيت مع اختلاف الشكل لأن من حبسه العذر عن شيئ أخذ أجره كاملا لأنه محبوسا عن هذا الشيئ قسرا لمرض يهدده فالنبى قال لأصحابه وهو عائد من غزوة إنا ناسا بالمدينة أخذوا ما أخذنا من أجر لأن عذرا منعهم عن اللحاق بهم لأنهم لو كانوا أصحاء لكانوا معنا، وفى مسئلتنا هذه الأيام لو لم يهددنا مرض كورونا لخرجنا إلى المساجد.

 

مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية  (5)
 

الجماعات لها رأى دينى مخالف فكيف نفسر شطحاتهم؟
 

الجماعات لها استراتيجية هدم الدول لبناء كياناتهم وسلطتهم المزعومة باتباع طريقة غريبة، ففي القضايا التي تخص المسائل الفرعية يهولون الأمر، وأما قضايا الأوطان وبناء الإنسان فيهونونها، مثل تهويل أمر صلاة التراويح جماعة بينما هي سنة يؤدى في البيت مع تأكيدنا على عظم أجرها وقد مارست الجماعات إضفاء صبغة الفرضية على أمر كهاذا خلال الـ50 سنة الماضية وكأنها ركن ويستغلون الأمر للوقوف في وجه الدولة بحجة أن الدولة تغلق المساجد وهى من تحافظ على أرواح الناس، ونقول لهؤلاء المتاجرين بالسنن المتاحة بالمنزل على حساب حياة الناس ما قيمة ما تقولونه في مقابل حياة الناس، وأنتم توظفون هذه المسائل لضرب بنية الدولة وبنية الإنسان واستخدام ذلك في أغرضهم الدنيوية والمادية والشخصية، والسياسية لإفشال الدول.

مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية  (6)
 

هل الدولة معتبرة في الفتوى؟
 

نعم بالتأكيد فلا فائدة من مواطن دون دولة، ولأن الإنسان هو أحد أركان الدولة مع الأرض والنظام الذى يحكم حركة الناس، وهذه الجماعات تريد هدم أركان الدولة الثلاث وتقول أنه لا يوجد حدود للدول وأى حد يتحرك بحرية ويجلس ما يريد، ويريدون الإيقاع بين الناس وتصنيفهم حسب العقيدة، ويريدون هدم مؤسسات الدولة، ونحن نشير إلى أهمية فقه الدولة وتحديد مفاهيم فقه الدولة، ومنه اعتبار قرارات الدولة للمحافظة على أركان الدولة ومنها الإنسان حتى تظل حياة الناس مستقرة يتعبدون في ظل دولة آمنة مستقرة.

مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية  (7)

الجماعات تهاجم رموز الدول بازدراء وتلمح إلى عصيانهم.. ما تعليقك؟
 

هي تريد هدم الدول، ونحن نقول إن صلاتك الجمعة بالبيت حماية للبشر وحماية لمؤسسات الدولة التي تهيئ لك التعبد في استقرار وطاعتك لولى الأمر لها أجر، كما أن صلاتك الجمعة بالبيت ظهرا لها أجر ثانى، فتفوز في ظل الجائحة بأجران لطاعتك لله وطاعتك لولى الأمر الذى يحافظ على وطن وشعب.

 

الظاهر في العبادة هو الصيام والصلاة فهل يوجد عبادات يغفل الناس عنها؟

 

نعم فنرفض قصر العبادة على الشعائر فقط، فهناك عبادة جبر الخاطر، حتى بالابتسامة وهى صدقة وجبر للخاطر، وخاصة عند الانسان المنكسر، ونشر السعادة وإدخال السرور على المسلم، ونصح الناس، والوقوف بجوار الناس في شدتهم، ومساعدة الناس وجبر الخاطر عبادة منسية لكنها مؤصلة في الشعب المصرى وجبر خاطر الله متحقق في جبر خواطر الناس، كما أننا يجب أن نصلى صلاة الجماعة في البيت في رمضان وهذا حق من حقوق النساء المتروك وهذا جبر خاطر اهل بيتك.

 


كيف نتلقى دعاء الرئيس خلال اجتماع بعدد من الوزراء منهم الصحة مؤخرا؟

 

نقرأ من هذا الدعاء أن الرئيس مشى بخطوات منطقية واخذ بالأسباب من حيث الاحتياطات والاحترازات الطبية والوقائية والوقائية، وتكلم عن الاخذ بالاسباب وجهد الدولة في الحفاظ على الناس من باب قوله تعالى خذوا حذركم ثم تكلم عن التوكل على الله والرئيس قدوة في ذلك، وبين ان تلجأ إلى الله لانه الاقدر على ذلك بعد أن بدا الفيروس متفوق عن قدرة البشر، وظهر الرئيس بسكينة وطمأنينة ووجه يعطى الراحلة للأمة والتوكل، ودلل على ما في قلبه من سكينة بدعاء قضاء الحوائج وهو دا الريس، وهو دعاء يعمل به، بعد أن قال للوزراء كل في مهمته.

 

مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية  (8)

هل نصوم أم نفطر خوفا من كورونا؟

 

نحن في ظرف استثنائي، وقد تمت العودة إلى الأطباء، من خلال اجتماع لمفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، وتحدثنا عن كل شىء يخص الكورونا، حيث إن الفتوى طالما تعلقت بالواقع فيجب العودة أولا إلى أهل الاختصاص ثم يأتي بعد ذلك الحكم الشرعى، والأطباء قسموا مرضى فيروس كورونا إلى أصناف منهم المصاب حقيقي وهذا يجب عليه الافطار بعد الرجوع للطبيب، والآخر مريض مرض مزمن ومعرض للإصابة هذا يفطر أيضا، لافتا إلى أن السفر والمرض هما رخص الإفطار، الأول يجب أن يكون 84 كم، خارج المدينة، ويجوز الأخذ بها لكن لو صام الفرد فهو أفضل، و أن هناك أفراد يخافون من المرض لكن ليس به مرض، وهذا يجب عليه الصوم، لأن جواز الإفطار يجب أن يكون هناك أعراض للإصابة بفيروس كورونا، والصوم لا يزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا، خاصة لو أخذت بالإجراءات الاحترازية، كما أن الصائم يقوم بعملية المضمضة والاستنشاق والاستنثار، والريق أيضا، يساعد الصائم على تجنب جفاف الحلق، وهذا بحسب اللجنة العليا للأطباء عند اجتماعها مع دار الإفتاء، وعن زكاة الفطر يجوز إخراجها فى أول يوم رمضان، لأنها متعلقة بالصيام، لافتا إلى أن ذهب الزينة للمرأة لا يتوجب عليه إخراج زكاة، و لمن لا يستطيع الصوم بقية حياته يخرج فدية بحد أدنى 10 جنيهات عن اليوم الواحد، و من يستطع الصوم بعد انقضاء العذر عليه القضاء بعدد الأيام التى أفطرها، سواء كان ذلك لمرض يرجى شفاءه أو لحمل أو رضاعة أو غير ذلك، ونؤكد أنه المرض ليس غضبا أو عقوبة لأنه لم يخص المؤمين أو يخص غير المؤمنين بل يأتي لأى شخص، ولا يعلم بالعقوبة إلا الأنبياء حتى لا نتكهن بشيئ مجهول.


 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة