شهدت الكرة المصرية العديد من المواهب الكروية التى تميز معدنها بأنه كالذهب لا يصدأ مهما تغير الزمن، فلا يمكن أن تسقط من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة أسماؤهم، بفضل الأداء الرجولى والمهارى الذى قدموه على مدار تاريخهم على المستطيل الأخضر.
عبد الكريم محمود عزت صقر، مهاجم الأهلى والزمالك السابق، أحد هذه المواهب الكروية التى لا تنسى، وليد عبد الكريم صقر عام 1921 بالعباسية، وبدأ ممارسة الكرة منذ نعومة أظافره فى المدرسة الابتدائية وظل يلعب بدورى المدارس حتى وصل إلى المرحلة الثانوية، حيث كان انضمامه إلى منتخب مدرسة فؤاد الأول الثانوية بداية النجومية.
لعب عبد الكريم صقر أول مبارة مع فريق المدرسة عام 1935 بالنادى الأهلى ولم يخرج يومها من النادى إلا بعد توقيعه على عقود الانضمام لفريق الأهلي، وكان فى عمر الـ14 عاما، حيث شاهده مختار التتش خلال اللقاء بين مدرسة فؤاد الأول الثانوية ومدرسة السعيدية، وأحرز صقر هدف الفوز فتم ضمه لصفوف الفريق الأحمر.
تألق صقر مع الأهلى وشارك فى كثير من المباريات، له أهداف لا تنسى منها هدفه فى نهائى كأس مصر بين الأهلى والسكة، حيث كانت المباراة نتيجتها التعادل الإيجابى ليسجل هدفا فى مرمى حارس السكة معلنا تتويج الأهلى بالكأس.
50 جنيهاً وكان مبلغاً في تلك الفترة، كان سبباً فى صفقة القرن الـ 19 عندما انضم عبد الكريم صقر للزمالك عام 1938 فى أكبر صفقة انتقال من الأهلي إلى الزمالك، ورفع اننتقاله مستوى المنافسة بين قطبي الكرة المصرية الزمالك والأهلي.
شارك صقر في بعثة منتخب مصر في دورة برلين الأولمبية عام 1936 ويعتبر حتى الآن أصغر لاعب مثل بلده فى الأولمبياد حيث كان عمره آنذاك 15 عاماً فقط، كما شارك بعدها في دورة لندن الأوليمبية عام 1948.
ونظراً لتألقه، كاد صقر أن يحترف في نادي هيدرسفيلد تاون الإنجليزي عام 1945 بعد تألقه في مبارة ويندوز الإنجليزي ولكنه رفض لارتباطه بزميله محمد الجندي الذي سافر معه إلى إنجلترا للالتحاق بالنادي لكن بعد وصولهما أبدى رئيس النادي رغبته في التعاقد مع عبد الكريم صقر وحده فرفض وعاد مع محمد الجندي إلى القاهرة ثانية.
في عام 1935 ترك عبد الكريم صقر الزمالك وعاد إلى ناديه الأول الأهلي ولكنه لم يلعب سوى مبارة واحدة ضد فريق أستريا النمساوي بجوار صالح سليم وأعتزل بعدها الكرة، وتوفى صقر فى السادس من شهر مارس عام 1994 بعد تاريخ طويل مع الساحرة المستديرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة