فى الماضى كان مشهدًا مألوفًا في الشارع المصري أن ترى رجلاً يحمل آلة خشبية، يثبتها على الأرض ويقوم بحك قرص من الحجر مع السكين، مما ينتج عنه شرارات من النار، وعندما يسن السكين تصبح "حادة" وقابلة للاستخدام مرة أخرى. كان هذا "سنَّان السكاكين" المهنة التي عُرف أصحابها بتجوالهم فى الشوارع المصرية.
ويعتقد الكثيرون أن هذه المهنة اندثرت ولم يعد هناك من "سنّ"، لكنها مازالت قائمة فى بعض المحال وفي مناطق معينة، ورغم قلة المقبلين عليها طوال السنة عدا فترة عيد الأضحى المبارك حيث يزداد الإقبال عليها لكثرة تقطيع الأضاحي التى تحتاج إلى سكاكين مسنونة.
وبحسب الباحث "أحمد عمران" فإن سنَّان السكاكين والآلات الحادة، مهنة قديمة جدًا بدأت في العصر الفرعوني ثم ازدهرت في القرن التاسع عشر عام 1865، وهى مهنة خطيرة، وكانت تتم فى الماضي من خلال سن حواف السكاكين على قرص حجرى، وكانت مهنة مهمة جدا يلجأ لها العسكريون والمحاربون في الحروب لسن حواف السيوف والخناجر، ومن هنا تطورت، ومع مرور الزمن أصبحت مهنة "سنان السكاكين" معترفا بها ومطلوبة فى الشارع.
ووفقا لتصريحات أحد السنانين، كانت أجرة سن السكاكين مجزية جدا، قبل دخول الجهاز المتحرك سوق عمل السنانين، ولكن مع دخول الجهاز المتحرك زادت السرعة فى المهنة، وانخفضت الأجرة وأصبحت مشكلة يعانى منها السنانون الجائلون وأصحاب المحلات الصغيرة، وأصبحت بالفعل مهددة بالاندثار لكون من يعمل بها يتركها ويعمل في نشاط يدر مالا أكثر طوال العام، ولا توجد أجيال جديدة تواصل العمل في تلك المهنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة