«أبورية»: البخارى لم «يُبَيِّض» كتابه.. «الغزالى»: حديث فقء عين ملك الموت متنه يثير الريبة.. و«الألبانى» يضع 4 أسس للأحاديث الضعيفة
«ابن حجر العسقلانى»: حديث العبد المملوك به زيادة من كلام «أبوهريرة»
ابن باز: الأحاديث صحيحة لكن هناك ألفاظاً قد يغلط فيها بعض الرواة
لا يمكن إنكار أن التراث الإسلامى مهم، لأنه استطاع فى وقت ما أن يحمى هذه الأمة وأن يتحرك بها إلى الأمام، لكن مع الزمن صار الأمر يحتاج إلى إعادة نظر، يحتاج أن نخرجه من عباءة التقديس إلى رحابة العلم، أن نقبل الرأى والرأى الآخر، أن نجدد خطابنا الدينى، وذلك لا يكون إلا بإعمال العقل.
صحيح أن الإمام البخارى أخذ من عمر «أبى عبد الله محمد بن إسماعيل» الكثير وأنه أهم كتب التراث وأن الرجل كان حريصا على الدقة لكنه جهد بشرى له ما له وعليه ما عليه، لكن أكثرنا لا يعتقدون ذلك وصار الاقتراب من هذا التراث للتفكير فيه كأنه «جريمة كبرى» تطارد من يحاول أن يسأل أو يفهم.
وهنا نحاول أن نقول لمن يظن نفسه قيِّما على التراث أن لا أحد يحمل معول هدم، وأن كبار العلماء المسلمين من أهل السنة والجماعة عبر القرون الإسلامية الطويلة اقتربوا من صحيح البخارى وأشادوا بجهده واختلفوا معه، وفى هذه السلسلة سنتوقف مع واحد وثلاثين عالما أعملوا عقولهم فى الأحاديث التى قدمها الإمام البخارى، وأعلنوا فى كتبهم وفى دروسهم أنهم يختلفون مع كذا وكذا، ومع ذلك لم يكفرهم أحد ولم يخرجهم أحد من دين الله، بل ظل الأمر فى إطاره مجرد اختلاف فى العلم، فهل كانت الأجيال الماضية أكثر رحابة منا وأكثر تسامحا؟
صرنا نعيش فى زمن كل منتقدٍ لكتاب الإمام البخارى يواجه برد عنيف من الطرف الآخر، فهو لا يسلم من الاتهام فى دينه والتقليل من شأنه ومن شأن عقله ووعيه، ومع ذلك فقد استمر البعض فى مناقشة «صحيح البخارى» الكتاب الأشهر فى التراث الإسلامى بعد القرآن الكريم، واليوم نتوقف مع انتقاد للإمام فى النصف الثانى من القرن العشرى، ومع اعتراف بعض المدافعين عن الإمام بوجود بعض الإشكالات.
رجال النصف الثانى من القرن العشرين يختلفون مع بعض كلام الإمام، ومنهم:
محمود أبو رية توفى 1970
عاش محمود أبو رية فى الفترة بين «1889 - 1970» من علماء مصر جمع بين الدراسة المدنية بالمدارس الابتدائية والثانوية والمعاهد الدينية، من آثاره «علىّ وما لقيه من أصحاب الرسول، أبو هريرة شيخ المضرة، السيد البدوى، حياة القرى، صيحة جمال الدين الأفغانى، رسائل الرافعى، ودين الله واحد».
أما كتابه الأبرز فهو «أضواء على السنة المحمدية» وقد واجه بسببه الكثير من المشاكل، وتكلم أبو رية فى كتابه عن الوضع فى الحديث النبوى والرواة المكثرين للإسرائيليات وغير ذلك، مما يعد مواضيع حساسة فى تاريخ الحديث».
ویقول محمود أبو ریة فى كتابه الذى قدم له الدكتور طه حسين «إنھم - أى العلماء - أعلَّوا أحادیث كثیرة مما رواه البخارى ومسلم، وكذلك نجد فى شرح ابن حجر للبخارى والنووى لمسلم استشكالات كثیرة، وألف علیھما مستخرجات متعددة، فإذا كان البخارى ومسلم - وھما الصحیحان - كما یسمونھما - یحملان كل ھذه العلل والانتقادات وقیل فیھما ھذا الكلام - دع ما وراء ذلك من تسرب الإسرائیلیات إلیھما، وخطأ النقل بالمعنى، وغیر ذلك فى روایتھما - فترى ماذا یكون الأمر فى غیر البخارى ومسلم.
وتحت عنوان «مات البخارى قبل أن يبيض كتابه» قال محمود أبو رية:
يظهر أن البخارى مات قبل أن يبيض كتابه، فقد ذكر بن حجر فى مقدمة الفتح، أن أبا إسحق إبراهيم بن أحمد المستملى قال: انتسخت كتاب البخارى من أصله الذى كان عند صاحبه محمد بن يوسف الفربرى، فرأيت فيه أشياء لم تتم، وأشياء مبيضة، منها تراجم لم يثبت بعدها شىء، ومنها أحاديث لم يترجم لها، فأضفنا بعض ذلك إلى بعض».
محمد الغزالى ت 1996 م
ذكرنا من قبل حديث سحر النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان رد الشيخ محمد الغزالى فى كتابه «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»، هناك قضايا لا يجوز فيها التساهل لخطورتها، وقد شعرت بالغيظ والحرج وأنا أقرأ أن يهوديًّا وَغْدًا سحر النبى، صلى الله عليه وسلم، وأعجزه عن مباشرة نسائه مدة قدرها ابن حجر بستة أشهر! أكذلك تُـنال القمم؟!
كما رفض الشيخ الغزالى حديث فقء سيدنا موسى عين ملك الموت، فقال: «إن الحديث صحيح السند، لكن متنه يثير الريبة، إذ يفيد بأن موسى يكره الموت، ولا يحب لقاء الله بعدما انتهى أجله، وهذا المعنى مرفوض.. ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات التى تعرض للبشر من عمى أو عور؟!!.. لما رجعت إلى الحديث فى أحد مصادره ساءنى أن الشارح جعل رد الحديث إلحاداً!».
ويستنكر «الغزالى»، أى دفاع عن الحديث ويقول: «إنه دفاع تافه لا يساغ، ومن وصم منكر الحديث بالإلحاد فهو يستطيل فى أعراض المسلمين، والحق أن فى متنه علة قادحة تنزل به عن مرتبة الصحة».
محمد ناصر الدين الألبانى ت 1999 م
عاش الشيخ الألبانى فى الفترة بين «1914 - 1999» له الكثير من الكتب والمصنفات فى علم الحديث وغيره وأشهرها السلسلة الصحيحة والسلسلة الضعيفة وصحيح الجامع والضعيف الجامع وصفة صلاة النبى.
ويقول الشيخ الألبانى فى مقدمه كتابه «آداب الزفاف» لا بد لى من كلمة حق أبديها أداء للأمانة العلمية، وتبرئة للذمة، وهى أن الباحث الفقيه لا يسعه إلا أن يعترف بحقيقة علمية، عبر عنها الإمام الشافعى رحمه الله فيما روى عنه من قوله: أبى الله أن يتم إلا كتابه، لذلك أنكر العلماء بعض الكلمات وقعت خطأ من أحد الرواة فى بعض الأحاديث الصحيحة.
والأحاديث أعلها الألبانى وضعفها من وجوه منها، «أحاديث ضعفها بسبب التكلم فى أحد الرواة، أحاديث ضعفها بسبب شذوذ أو غرابة أو نكارة أحد ألفاظ المتن، إدراج لفظ زائد فى الحديث وهو ليس منه، اضطراب السند والمتن».
ومن الأحاديث التى نقدها الألبانى:
الحديث الأول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات.. «قال الشيخ الألبانى ضعيف، أخرجه البخارى وأحمد والبيهقى عن طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه عن أبى صالح، عـن أبـى هريـرة مرفوعـاً بـه».
الحديث الثانى: كان له فرس يقال لها: الظَّرِب، وآخر يقال له : الِّلزاز، ولفظ البخارى «كان للنبى صلى االله عليه وسلم فى حائطنا فرس يقال له الَّلحيف»، قال الشيخ الألبانى: «ضعيف، أخرجه البيهقى عن ابن عباس، عن أخيـه مـصدق بـن عباس، عن أبيه، قال: فذكره مرفوعاً. قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف.
الحديث الثالث: «لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا فى حد من حدود الله»، قال الشيخ الألبانى: منكر بلفظ: «العقوبة»، أخرجه البخارى قال حدثنا عمرو بـن علـى: حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا مسلم بن أبى مريم حدثنى عبد الرحمن بن جابر عمـن سـمع النبى صلى االله عليه وسلم قال:... فذكره.
الحديث الرابع: «بينما أنا قائم، فإذا زمرة، حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بينى وبينهم فقال: هلم. فقلت: إلى أين؟ قال: إلى النار والله! قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم».
ضعف الشيخ الألبانى هذا الحديث لعلتين: الأولى: إسناده وفيه فليح بن سليمان وابنه. والثانية: متنه.
قال الشيخ الألبانى: «وهذا إسناد غريب، تفرد به البخارى دون مـسلم وسـائر أصـحاب الصحيح، وعلته عندى فى إسناده ومتنه وأما ما يتعلق بالمتن: ففيه مخالفـة لأحاديـث الحوض الكثيرة جداً، وهى قد جاوزت الثلاثين حديثاً أو قريباً من ذلك عند البخارى وغيـره.
المدافعون عن الإمام البخارى يعترفون بالإشكالات
نتوقف مع مجموعة من العلماء الأجلاء الذين راحوا يدافعون عن الإمام البخارى وصحيحه ووهبوا علمهم لذلك، لكنهم فى الوقت نفسه يعترفون إذا أشكل عليهم الأمر بأنه مشكل وغير واضح.
ابن حجر العسقلانى ت 1449 ميلادية
إن قيمة ابن حجر العسقلانى معروفة بالنسبة لصحيح البخارى فهو صاحب «فتح البارى فى شرح صحيح البخارى» والذى يعد أشهر كتاب ورد فى شرح الصحيح، وقد كان «ابن حجر» مهتما بشرح المشكل، لكنه فى الوقت ذاته كان يعترف بما يقابله من تعسف.
قال ابن حجر فى «هدى السارى مقدمة فتح البارى»، وعدّة ما اجتمع الناس، على قدحه من الأحاديث، ممّا فى كتاب البخارى وإن شاركه مسلم فى بعضه مائة وعشرة حديثا منها ما وافقه مسلم على تخريجه وهو اثنان وثلاثون حديثا.
وجاء فى مقدمة فتح البارى: فقد تناول جماعة من المحدثين وعلماء الرجال أكثر من ثلاثمائة من رجال البخارى فضعّفوهم، وأشار - بعد سرد أسمائهم - إلى حكاية الطعن والتنقيب عن سبب ضعفهم.
حديث العبد المملوك
روى البخارى عن أبى هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للعبد المملوك الصالح أجران، والذى نفسى بيده لولا الجهادُ فى سبيل الله والحج وبر أمى لأحببت أن أموت وأنا مملوك».
وعلق «ابن حجر» فى فتح البارى فقال «قوله: والذى نفسى بيده لولا الجهاد فى سبيل الله والحج وبر أمى لأحببت أن أموت وأنا مملوك، ظاهر هذا السياق رفْع هذه الجُمل إلى آخرها، وعلى ذلك جرى الخطابى، وجزم الداودى وابن بطال وغير واحد بأن ذلك مدرج من قول أبى هريرة، ويدل عليه من حيث المعنى قوله «وبر أمى»، فإنه لم يكن للنبى صلى الله عليه وسلم حينئذ أم يبَرُّها، ووجَّهه الكرمانى فقال أراد بذلك تعليم أمته، وفاته التنصيصُ على إدراج ذلك، فقد فصله الإسماعيلى من طريق أخرى عن ابن المبارك ولفظه «والذى نفس أبى هريرة بيده».
وقال فى النكت على كتاب ابن الصلاح «هذا الفصل الذى فى آخر الحديث لا يجوز أن يكون من قول النبى صلى الله عليه وسلم، إذ يمتنع عليه أن يتمنى أن يصير مملوكا، وأيضا فلم يكن له أم يبرها، بل هذا من قول أبى هريرة أدرِج فى المتن».
عبد العزيز بن باز ت 1999
عندما سئل الشيخ عبد العزيز بن باز هل فى الصحيحين أحاديث ضعيفة أجاب فى كتابه «فتاوى الجامع الكبير» ليس بصحيح، الكتابان عظيمان وصحيحان وتلقتهما الأمة بالقبول، تلقاهما أهل العلم بالقبول والتسليم، فهما كتابان عظيمان وصحيحان سوى ألفاظ يسيرة قد يحتج عليها بأدلة أخرى من نفس الصحيح، ألفاظ قد يغلط فيها بعض الرواة لكن نفس المتن صحيح.
فالأحاديث صحيحة ومتلقاة بالقبول، فيجب العمل بها سوى حديث واحد فيما أعلم وقع فى صحيح مسلم ووقع فيه بعض الغلط، ليس كله غلط ولكن وقع فيه بعض الغلط، وهو أن حديث أبى هريرة عن النبى ﷺ أنه قال: خلق الله التربة يوم السبت.. ثم عدد فجعل الخلق فى سبعة أيام من السبت إلى الجمعة، وقد حفظ العلماء على أنه وهم من بعض الرواة، وإنما هو عن كعب الأحبار ليس عن أبى هريرة، ولكنه عن كعب الأحبار، فغلط كعب فى ذلك، فهذا وهم فى رفعه، وإنما هو من كلام كعب الأحبار، فوهم فيه بعض الرواة.
هذا وقع فى صحيح مسلم، وعُلم عدم صحة متنه مما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله ﷺ من أن الله خلق الخلق فى ستة أيام لا فى سبعة أيام، فوقعت غلطة فى ذكر أنه خلق التربة يوم السبت، والصواب أن أول الخلق كان فى يوم الأحد، وانتهى فى يوم الجمعة ستة أيام، فلا أعلم شيئا حكم عليه بعدم الصحة سوى هذا الحديث.
هناك ألفاظ أخرى وقعت فى صحيح مسلم لكن لا فى أصل الحديث، بل فى بعض الألفاظ فى مثل ما فى صلاة الكسوف أن الرسول ﷺ ركع فى بعض الركعات ثلاث ركوعات أو أربع ركوعات، هذا حكم البخارى وجماعة بأنه وهم، والصواب أنه إنما ركع ركوعين فى كل ركعة، ولكن هذا ليس أمرا مجمع عليه، بل محل خلاف بين أهل العلم فى هل صح ذكر الركوعات الثلاث والأربع أم لا؟ وهذا وقع فى صحيح مسلم رحمه الله.
ابن عثيمين ت 2001
المعروف عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين انتصاره للبخارى لكن فى حديث، ذكرناه من قل، رواه الإمام البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة: يا رب مالها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ وقالت النار: يعنى أوثرت بالمتكبرين، فقال الله تعالى للجنة: أنتِ رحمتى. وقال للنار: أنت عذابى أصيب بك من أشاء، ولكل واحدةٍ منكما ملؤها. قال: فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنه ينشئ للنار من يشاء، فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد ثلاثاً، حتى يضع فيها قدمه، فتمتلئ ويرد بعضها إلى بعضٍ، وتقول: قط قط قط».
ذكر الشيخ بن عثيمن أن هذا الحديث ورد فى الدلالة على رحمة الله تعالى، لكنه توقف عند قوله: «وإنه ينشئ للنار من يشاء» هذا اللفظ يوهم أن الله تعالى يعذب فى النار من لا ذنب له.
وسلك فى دفع هذا التعارض بتضعيف الحديث بهذا اللفظ، والجزم بوقوع الغلط فيه وقال: إن الحديث لا يصح بهذا اللفظ، وأنه مما وقع فيه الغلط من بعض الرواة، حيث انقلب عليه الحديث، فجعل الإنشاء للنار، والصواب أن الإنشاء للجنة، بدليل ما أخرجاه فى الصحيحين – واللفظ للبخارى – من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: «تحاجت الجنة والنار»، فذكر الحديث إلى أن قال: «فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط. فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشىء لها خلقاً».
وقال ابن عثيمين فى شرح «المنظومة البيقونية»: ومن الشذوذ أن يخالف ما عُلم بالضرورة من الدين، مثاله: فى صحيح البخارى - فى بعض الروايات - رواية «أنه يبقى فى النار فضلٌ عمن دخلها من أهل الدنيا، فيُنشئ الله لها أقواما فيدخلهم النار»، فهذا الحديث وإن كان متصل السند فهو شاذ، لأنه مخالف لما عُلم بالضرورة من الدين، وهو أن الله تعالى لا يظلم أحدًا، وهذه الرواية - فى الحقيقة - قد انقلبت على الراوى، والصواب «أنه يبقى فى الجنة فضلٌ عمن دخلها من أهل الدنيا، فيُنشئ الله أقوامًا فيدخلهم الجنة»، وهذا فضل ليس فيه ظلم، أما الأول ففيه ظلم.
الخلاصة:
يظل الإمام محمد بن إسماعيل البخارى واحدا ممن شكلوا التراث الإسلامى، وساهموا فى صناعة «علوم إسلامية» وقد بذل جهدا عظيما، لكنه عمل بشرى به إصابات وبه أخطاء، والتفرقة بين الصواب والخطأ، أمر ظنى لا يقطع به أحد، لكننا نحتاج إلى الظن كى ننجو بأنفسنا من التقديس العام والمطلق للماضى.
وأتمنى أن يواصل العلماء والباحثون قراءة التراث العربى القديم، وينظرون إليه نظرة الناقد الفاهم، فيتفقون ويختلفون، وذلك من أجل مزيد من الفهم.