فى واقعة تدمى القلوب شهدت مستشفى كفر الدوار بالبحيرة والتى خصصت للحجر الصحى للمصابين بفيروس كورونا رفض أهالى أحد المتوفين بسبب فيروس كورونا استلام جثته رغم بقائها داخل مشرحة المستشفى لمدة اكثر من 10 أيام خوفا من العدوى، والأكثر حزنا والما ان تتواصل ادارة المستشفى مع أهل المتوفى اكثر من مرة لاستلام جثته ولكن دون جدوى مما اضطرها إلى إبلاغ النيابة العامة التى قررت التصريح بدفن الجثة بمقابر الصدقة.
التقرير الطبى للحالة
وتلقى اللواء مجدى القمرى مدير أمن البحيرة إخطارا بالواقعة من مستشفى كفر الدوار العام، وبالفحص تبين وفاة " م. ا. ع" 43 سنة مقيم بمنطقة مينا البصل بالإسكندرية اثر إصابته بفيروس كورونا بمستشفى الحجر الصحى بكفر الدوار ورفض أسرته استلام جثته رغم التنبيه عليهم .
وكشف التقرير الطبى الصادر من المستشفى وفاة الشاب بعد توقف عضلة القلب وفشل بوظائف التنفس وهبوط فى الدورة الدموية اثر إصابته بالتهاب رئوى حاد بسبب فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19."
وعن تفاصيل الواقعة الغريبة، قال الدكتور ياسر زايد مدير مستشفى كفر الدوار إن هذه الواقعة هى الأولى من نوعها التى تحدث منذ تخصيص المستشفى للحجر الصحى لمصابى فيروس كورونا، مضيفا أن الواقعة تخص شابا فى أوائل الأربعينات من العمر تم تحويله من مستشفى سموحه بالإسكندرية وتم تقديم الرعاية الطبية اللازمة وفقا للبرتوكول العلاجى الذى قررته وزارة الصحة ولكنه لم يستجب للعلاج ليتوفى يوم 19مايو الماضى متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا .
وأوضح مدير مستشفى كفر الدوار انه تم ابلاغ اسرة المتوفى للحضور لاستلام جثته ودفنه بمعرفتهم وفقا للإجراءات المتبعة فى هذا الشأن ولكن لم تتم اى استجابة لهذا الطلب، لافتا إلى معاودة الاتصال مرة أخرى بأسرته دون جدوى رغم وجود جثة المتوفى داخل ثلاجة لحفظ المتوفى لأكثر من 11 يوما ولذلك تم تحرير محضر بالواقعة وإبلاغ النيابة العامة التى قررت التصريح بدفن الجثة بمقابر الصدقة مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية فى دفن مثل هذه الحالات.
الدكتور ياسر زايد مدير مستشفى كفر الدوار
وأشار الدكتور ياسر زايد انه تم تغسيل الجثة وفقا للشريعة الإسلامية وتعقيمها ووضعها فى عدة اكياس مؤمنة داخل تابوت من الخشب تمهيدا لنقلها للدفن بواسطة فرق الطب الوقائى والتى تقوم باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
يذكر أن مركز الأزهر للفتوى قد اكد أن رفض استلام جُثَّة المُتوفَّى بفيروس كُورونا، أو اعتراض جِنازته ومنع دفنه؛ أمرٌ منكرٌ وسُلوكٌ محرمٌ منافٍ لحرمة الموت، ولأوامر الدّين بإكرام الإنسان، فضلًا عن أنَّه لا يليق بأصحاب المُروءة، وذوى الفضائل.
واوضح المركز أنَّه لا تجوز المُصادرة على حقِّ أهل المُتوفَّى بفيروس كورونا فى دفن قريبهم فى المكان المُخصَّص له، ويكفى ما ألمَّ بهم من ألمِ فراقه وعدم استطاعة رؤيته.
مشددا إنَّ الواجب فى مثل هذه الظُّروف هو مُواساة أُسر المُتوفَين، ومعاونتهم، وتقديم الدَّعم النَّفسى لهم، ودعاء الله لفقيدهم أن يتغمَّده بواسع فضله ورحمته.
بطاقة الرقم القومى للمتوفى
و افتى علماء الأزهر انه عند تغسيل المتوفى بفيروس كورونا يلزم شرعاً أخذ كافة التدابير الاحترازية لمنع انتقال العدوى، وارتداء مُغَسله الواقيات الطبية، ويُكتفى بصب الماء عليه وإمراره دون تدليكه، وهو ما يحدث فى المُستشفيات بالفعل من قبل المتخصصين، وفقاً لتعليمات الطب الوقائى فى هذا الشأن.
وأضافوا إن تعذر صب الماء عليه خشية انتقال العدوى؛ يُيمم كتيممه للصلاة، وإذا تعذر مسه لأجل التيمم ولو بخرقة توصل الغبار مباشرة على وجهه ويديه، رفع الحرج ودفن دون غسلٍ أو تيمم، فالحفاظ على الحى أولى من الميت، ولكن لا يُنتقل من الأصل إلى صُورة أخف -مما ذُكر- إلا بضرورة مانعة من فعل الأَصل، كل حالة بحسبها.
واوضح علماء الأزهر ان يكون تكفين المتوفى بفيروس كورونا بستر جميع بدنه بثوب سابغ، ويستحب تكفين الرجل فى ثلاث لفائف بيض، والمرأة فى خمسة أثواب (إزار، وخمار، وقميص، ولفافتين) كما هو معلوم.
وتلزم إحاطة الكفن بغلاف مُحكم لا يسمح بتسرب السوائل من جثته، ثم وضعها فى صندوق محكم الغلق، قابل للتنظيف والتطهير، وهو ما يحدث فى المستشفيات بالفعل من قبل المتخصصين، وفقاً لتعليمات الطب الوقائى فى هذا الشأن و لا يشترط المسجد لصحة صلاة الجنازة، وتجوز صلاتُها فى المشافي، وفى الخلاء، وعلى المقابر؛ لعموم قوله ﷺ: «وجُعلت لى الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أُمتى أدركته الصلاة فليصل» وتنعقد صلاة الجنازة جماعة باثنين فأكثر، ويجوز تباعد المصلين فيها.
مستشفى كفر الدوار
وأشار علماء الأزهر الشريف إلى ان دفن المتوفى بفيروس كورونا كدفن غيره واجب على المسلمين لا يسعهم تركه، وإذا قام به بعضهم سقط الوجوب عن الباقين، ولا ضرر من دفن المتوفى بفيروس كورونا بعد أخذ كافة الاحتياطات السابقة فى أى مقابر، كما أكدت ذلك الجهات الطبية المتخصصة محلياً ودولياً وان رفض استلام جثة المتوفى بفيروس كُورونا، أو اعتراض جنازته ومنع دفنه؛ أمر منكر وسلوك محرم مناف لحرمة الموت، ولأوامر الدين بإكرام الإنسان.