يسعى متحف كوينز بنيويورك، مثله مثل العديد من المؤسسات الأخرى فى العالم، إلى استنباط نموذج جديد من المتاحف، والتفكير فى مقاربة شاملة تضع الفنانين والسكان فى قلب أنشطته، وذلك أمام الإجراءات الجديدة المرتبطة باستقبال الجمهور وإعادة التعريف بالفن والثقافة، هكذا قالت "سالى تالانت" رئيس ومدير متحف كوينز بنيويورك (الولايات المتحدة).
وأوضحت "سالى تالانت" لقد أغلقت عديد المتاحف أبوابها فى جميع أنحاء العالم بسبب تأثير جائحة كورونا كوفيد-19، وهو ما أجبر هذه المؤسسات على التكيف بسرعة مع المستجدات لتظل تشتغل عن بعد، وتبقى قابلة للزيارة دون الدخول إلى مبانيها.
وأكدت "سالى" أن دور الثقافة والمتاحف فى مجتمعنا يشهد تطورا سريعا، وأصبحت المحتويات الرقمية معطىا أساسيا للحفاظ على وفاء الجمهور المعزول فى منازله، حسب ما جاء على الموقع الرسمى لمنظمة اليونسكو، مضيفة قد تؤدى التحديات التى تطرحها ضرورة التكيف مع ظاهرة انخفاض عدد الزائرين، والتباعد الاجتماعى داخل المتاحف، وضمان سلامة العاملين والجمهور، إلى تعديل جذرى فى العملية الثقافية، وهو ما يتطلب اتخاذ قرارات سريعة فى هذه الأوقات المتقلبة.
وأشارت "سالى تالانت" إلى أنه على الصعيد العالمى، يعمل المسئولون الثقافيون على تبادل المعلومات والمعارف، وهناك شعور حقيقى بالانتماء إلى مجموعة واحدة، وسعى إلى الدعم المتبادل، والتعاون، رغم الصعوبات التى يواجهها كل منا، وتعقد اجتماعات منتظمة في نيويورك، سواء كانت ضمن مجموعات صغيرة أو تجمعات أكبر، كما يجتمع يوميًا أكثر من 200 شخص من منظمات ثقافية مختلفة لتبادل المعلومات والقيام بمساع مشتركة، ونحن نعمل، جميعا، على استنباط وسائل مبتكرة لإنقاذ مؤسساتنا، والحفاظ عليها، وإلهام مجتمعاتنا محليًا وعالميًا.
وقالت "سالى تالانت" طالما لم تعد الحياة إلى مجراها الطبيعى، فنحن نتطلع إلى المستقبل فى نفس الوقت الذى نواجه فيه التحديات فى عالم متغير جذريا جراء جائحة الكوفيد، لقد أصبحنا نعيش حالة هشاشة ملموسة، ونواجه العديد من الأسئلة عن كيفية إعادة الجمهور إلى المتحف؟ والإجراءات الواجب اتّخاذها لجعل فضاءاتنا آمنة بالنسبة للجمهور؟، ونحن نعمل مع الجماعة المحلية، بمعية زملائنا فى دائرة كوينز، من أجل الاهتداء إلى الحلول المجدية والضرورية، فعلينا أن ننهض ونستعيد التواصل بيننا وأن نتعافى، وعلينا أن نتعلم معًا كيف نخلق فضاءات منتجة ومبهجة، وتلبى في نفس الوقت حاجيات الجماعات المحلية.
وأوضحت، كما يمكن الاستلهام من الاستراتيجيات السابقة المتمثلة فى دعوة الفنانين للعمل مع المجتمعات المحلية وصلب المنظمات للتأكيد مجدّدا على مدى أهمية الثقافة والفنون فى النهوض بالمجتمع، وسنحتاج فى ذلك إلى خطط مالية وإجراءات ضريبية جديدة للمساهمة فى هذا المشروع، إن التربية هى من صميم عملنا، لذا سنواصل استنباط محتويات رقمية يتم إرسالها انطلاقا من المتحف، إلى جانب بعث وتنظيم لقاءات ودّية نحن في أشدّ الحاجة إليها. فمجال عملنا سيكون مركّزا بقوّة على المحلى، وكذلك الدولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة