الطائفة النزارية من أكبر طوائف الفرق الإسماعيلية، وهى منسوبة إلى "نزار المصطفى لدين الله بن مَعَدّ المستنصر بالله" ولها أتباع فى أماكن مختلفة من العالم وبشكل كبير فى شرق أفريقيا والهند وأوروبا.
وبحسب موسوعة "الدرر السنية" بدأ انفصال هذه الفرقة وتكونها بعد وفاة المستنصر عام 487 هجرية، وكان حسب تقاليد الإسماعيلية قد نص على إمامة ابنه نزار لكن الوزير الجمالى صرف النص إلى أخيه المستعلى، ابن أخت الوزير، وحصل من جراء ذلك انقسام الإسماعيلية إلى مستعلية ونزارية، وعلى الرغم من القضاء على نزار وقتله فى الإسكندرية على يد وزير المستعلى الأفضل بن بدر الجمالى، فإن أحد دعاة الإسماعيلية ويدعى بالحسن بن الصباح (زعيم الحشاشين) انتصر لنزار وأصبح يدعو له ولأبنائه من بعده وجعل نفسه نائبا للإمام المستور من ولد نزار، بذلك تكونت هذه الفرقة، وأصبح يطلق عليها الإسماعيلية النزارية، نسبة إلى نزار بن المستنصر، كما يطلق عليها اسم الدعوة الجديدة تمييزا لها عن الدعوة الإسماعيلية الأولى، كما يطلق عليها الإسماعيلية الشرقية نسبة إلى مكان ظهورها وانتشارها وإشارة إلى انفصالها عن الإسماعيلية الأم والتى تسمى بالإسماعيلية الغربية.
وتشترك النزارية مع التيار العريض من الإسماعيلية فى عقائدهم العامة، فيؤمنون بالأركان السبعة للإيمان، أى بالصلاة والصيام والزكاة والحج والطهارة والجهاد والشهادة، وبوجود تفسير باطنى للقرآن، إلا أنه على غير فرق أخرى مثل السبعية والمستعلية الطَّيِّبية، ولاحقا الدروز فإن النزارية لا يؤمنون بغياب الإمام، فوفقا للتقليد النزارى فالإمامة متصلة من الإمام على إلى الإمام الحاضر أغاخان، بنسل حسين بن على.
وللنزارية كتاب مقدس يلى القرآن فى أهميته هو كتاب "الجنان" الذى لا يخلو منه بيت نزارى، وأركان الإيمان عندهم سبعة وليست خمسة: الولاية، الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، الجهاد.
ويشكل النزارية أكثر الإسماعيلية في العالم اليوم، فقد اندمج السبعية مبكرا فى الفرق الإسماعيلية الأخرى، وانتهى المستعلية الحافظية بانتهاء الخلافة الفاطمية فى مصر فى القرن الثانى عشر الميلادى، أما المستعلية الطَّيِّبية فهم اليومَ البهرة الذين ينتظرون ظهور الإمام المستور من نسل (الطيب أبوالقاسم) بقيادة الداعى المطلق الذى تختلف فرقهم في تسميته، كما انتهى القرامطة بقضاء العباسيين على ثورتهم في القرن العاشر الميلادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة