لجأت السلطات فى ولايات أمريكية إلى الحرس الوطني إثر الاضطرابات والصدامات العنيفة بعد وفاة أمريكى من ذوى البشرة السوداء أثناء إلقاء الشرطة القبض عليه في ولاية مينيسوتا.
ووفقا لموقع "الحرة"، منذ مساء الجمعة انتشر أكثر من 2500 شرطي وجندي في مدينة مينيابوليس حيث توفي الأميركي جورج فلويد خلال اعتقاله من قبل أفراد شرطة ظل أحدهم جاثما على رقبته لعدة دقائق، ما تسبب باحتجاجات واضطرابات في عدة مدة تحت شعار "حياة السود مهمة"، و"لا أستطيع التنفس" وهي أخر ما قاله فلويد وهو يحتضر.
ما هو الحرس الوطني الأميركي الذين تستعين بهم السلطات في الولايات؟ وما هي صلاحياته وفق القانون؟ ولمن يتبع؟
ويعد الحرس الوطني قوة عسكرية احتياطية تنقسم إلى جزأين، أحدهما يتبع القوات البرية والأخر القوات الجوية.
ويمارس أفرادها مهام ووظائف مدنية ولكن لهم دور هام في مكافحة التظاهرات والاحتجاجات العنيفة، وكانت بداية تشكيلها على شكل ميليشيات على مستوى المستعمرات في 1607، ولكنها تطورت لشكلها الحالي في 1903، وأصبحت قوة فيدرالية في 1933.
ويتبع لكل ولاية حرس وطني يخضع للسيطرة المباشرة لحاكمها، وبعضها يتبع لبعثات فيدرالية.
لا سلطة لاعتقال أحد
جنود الحرس الوطني رغم أنهم يرتدون زيا مموها أقرب إلى الجيش إلا أن سلطاتهم محدودة وتنحصر بالدفاع عن النفس واخماد التظاهرات والسيطرة على حالات العنف، ولكن ليس لديهم سلطة لاعتقال أحد، وفق تقرير نشرته شبكة "أية بي سي نيوز".
الجنود الذين تم نشرهم في مينيسوتا خلال اليومين الماضيين، تم تسليحهم، ولكن قواعد الاشتباك مع الآخرين لا تزال غير واضحة، ولكنهم يحتفظون بحق الدفاع عن النفس، كما يرافقهم موظفون من الجهات المختصة بإنفاذ القانون وهم من يمكنهم القيام بعمليات الاعتقال.
وحتى الآن تمثلت مهامهم في مينيابوليس بحماية مبنى الكابيتول، وتوفير الأمن في إحدى المقاطعات، وتوفير الأمن في مكتب الاعتقالات الجنائية، ومساعدة فرق الإطفاء وتوفير
الحماية لهم في المناطق غير الآمنة، إضافة إلى مهام حماية الممتلكات، وضمان حق الناس في التظاهر السلمي.
السيطرة على الحشود
ورغم أنهم يخضعون إلى تدريبات قريبة من الجيش، إلا أنها تركز بشكل كبير على السيطرة على الحشود، وخفض وتيرة العنف في أوقات الاضطرابات.
وعادة ما تكون معداتهم الرئيسية خوذ ودروع واقية ويحملون العصي، حيث يتم تقليل استخدامهم للأسلحة بقدر الإمكان، خاصة وأن عمليات إطلاق نار في جامعة كينيت ستيت عام 1970 لا تزال تلاحقهم بعد مقتل أربعة طلاب.
الكوارث الطبيعية ومهام أخرى
خلال السنوات الماضية كان الحرس الوطني ينشط خلال الاستجابة للكوارث الطبيعية وأوقات الأزمات، خاصة تلك المتعلقة بالأعاصير أو الفياضانات التي ضربت ولايات أميركية خلال السنوات الماضية.
كما يضطلع الحرس الوطني بمهام أخرى، مثل دعم السلطات والكشف عن أنشطة الاتجار بالمخدرات وتهريبها، وفق الموقع الإلكتروني الخاص بهم.
ولديهم قدرات على الاستجابة الفورية لأية حوادث كيميائية أو بيولوجية أو إشعاعية نووية، وهم مدربين على مهام الإنقاذ لاستخراج الضحايا المحاصرين، وإجراء عمليات التطهير الأولية، وتقديم العلاج الأولي.
ولدى الحرس الوطني 7 وحدات متخصصة بأمن المعلومات وتأمين الدفاعات في حال حدوث حرب سيبرانية.
حراسة الحدود
وسبق أن تدخل الحرس الوطني على الحدود الجنوبية للبلاد خلال عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، وفي 2010 بأمر من باراك أوباما، وبين 2006 و2008 في عهد جورج بوش.
ويقتصر دورهم على تقديم الدعم لحرس الحدود
وبعد تصاعد وتيرة الأحداث الحالية، رفعت السلطات المحلية، التي كانت متفهمة للغاية في الأيام الأولى، من حدة لهجتها منذ يوم الخميس وقررت استدعاء الحرس الوطني.
وقال رئيس بلدية المدينة جاكوب فراي الذي بدا متعبا، في مؤتمر صحفي مرتجل في منتصف الليل متوسلا "يجب أن يتوقف ذلك".
وأوضح حاكم ولاية مينيسوتا تيم والتز أن بعض المتاجر التي أحرقت تعود إلى عائلات من السود مستنكرا أعمال العنف. وقال "إن ذلك لم يعد له علاقة بموت جورج، ومع عدم المساواة التي هي حقيقية للغاية. إنها مجرد فوضى".
وحمل والتز السبت عناصر قادمين من خارج ولايته وقد يكونوا فوضويين برأيه، ولكن من المدافعين عن تفوق العرق الأبيض أو مهربي مخدرات أيضا، مسؤولية الفلتان.
وليتمكن من استعادة سيطرته على الوضع، أعلن عن حشد جنود الحرس الوطني في الولاية البالغ عددهم 13 ألفا في سابقة، وطلب مساعدة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي قالت إن وحدات للشرطة العسكرية وضعت في حالة تأهب لتتمكن من التدخل إذا احتاج الأمر، خلال مهلة أربع ساعات.
قانونيا.. لا يمكن للشرطة العسكرية التدخل إلا في حال عصيان.
من جهته، وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بوقف العنف الجماعي" بعد ليلة من أعمال العنف في مدينة مينيابوليس حيث توفي الرجل.
وقال ترامب الذي دان مرات عدة الموت "المفجع" لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل.