خضع رائدا الفضاء التابعان لناسا، بوب بينكن ودوج هيرلى، إلى حجرٍ صحى لفترةٍ طويلة لضمان عدم حملهما لفيروس كوفيد-19 قبل رحلتهما إلى محطة الفضاء الدولية خلال الأسبوع الجارى، لكن التاريخ يذكرنا بواقعة سابقة حمل فيها رواد الفضاء الجراثيم إلى الفضاء.
إن مرض أحد رواد الفضاء خلال بعثة فضائية قد يتطور الأمر ليصبح خطيرًا بسرعة، لأن العناية الطبية لن تصله إلا بعد ساعات أو أيام أو حتى أسابيع، فمثلًا شهدت رحلة أبولو 7 فى العام 1968 إصابة رائد الفضاء والى شيرا بنزلة برد شديدة.
وقال والتركونيجهام، رائد الفضاء المشارك فى رحلة أبولو 7، لمحطة هيستورى التلفازية أن الفوضى عمت مركبة الفضاء الصغيرة بعد أن امتلأت بالمناديل الورقية المستعملة، إذ يؤدى انعدام الجاذبية إلى صعوبة خروج المخاط من الأنف، ومحاولة النفخ لإخراجه تزيد الأمر سوءًا.
ورفض رواد فضاء رحلة أبولو 7 ارتداء خوذاتهم خلال الهبوط، ما يتعارض مع بروتوكول التحكم الأرضى، لأن شيرا أراد الاحتفاظ بقدرته على تنظيف أنفه.
وتكررت إصابة رواد الفضاء بعد ذلك بنزلات البرد وأخماج الجهاز التنفسى العلوى والجهاز البولى والجلد، ولم تكن الأخماج التهديد الوحيد، فعلى الرغم من أننا بدأنا نفهم مؤخرًا تأثير الجاذبية الصغرى على جسم الإنسان، لكننا أدركنا منذ فترةٍ طويلة أن التعرض لها لفتراتٍ طويلة قد يؤدى إلى مشكلاتٍ عديدة. ففى شهر يناير 2020 اضطرت ناسا إلى علاج أحد رواد الفضاء عن بُعد بَعد إصابته بجلطةٍ خطيرة فى الوريد الوداجى، وهو وعاء دموى كبير فى جانب الرقبة، والأمر الجيد أن مميعات الدم الموجودة على متن محطة الفضاء الدولية نجحت فى حل المشكلة.
ولم يكن ذلك حادثًا عارضًا، إذ أوضحت دراسة أجريت على 11 رائد فضاء على متن محطة الفضاء الدولية أن التدفق الدموى فى الوريد الوداجى الباطن الأيسر تعرض للركود أو الانعكاس فى ستة رواد فضاء.
ووجد الباحثون أن أفضل طريقة لتنفيذ الانعاش القلبى الرئوى فى حالة توقف القلب فى الجاذبية الصغرى تتم بتنفيذ حركة الوقوف على اليدين، وفقًا لما ذكرته محطة سى إن إن فى العام 2017.
ويتطلب ذلك دفع صدر الشخص الذى تعرض إلى توقف عضلة القلب باستخدام ظهر الشخص الذى ينقذه بعد تثبيت قدم المنقذ فى الحائط. وتوجد طريقةٌ أخرى تسمى إفيتس-روسومانو ويضع المنقذ فيها ركبتيه على صدر المصاب ويدفع باستخدام الذراعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة