تميزت قرى محافظة كفر الشيخ ببزوغ المواهب فى كل المجالات العلمية والدينية والثقافية، ولكن فى قرية الشباسية التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، نبغت طفلة وكان عمرها الـ3 سنوات، لتواصل تفوقها، واتخذت من وفاة والدها دافعاً للنحت فى الصخور، لتحقق أمله رحمه الله، وأمل والدتها، وهدفها فى الحياة، أن تكون خادمة لكتاب الله تجيده حفظاً وتلاوة، وتستغل جمال صوتها فى الابتهالات والتواشيح.
تلك الطفلة الموهوبة الزهراء لايق حلمى قنديل، 16 سنة، طالبة بالصف الثانى الثانوي، بمعهد فتيات أبو زيادية، من قرية الشباسية التابعة لمركز دسوق بكفر الشيخ، والحاصلة على الصوت الماسى والمركز الأول على مستوى العالم فى حفظ القرآن الكريم، استعان بها الأزهر الشريف مع اثنين من قريتها لعمل أول فيديو كليب تحت رعاية الأزهر الشريف للاحتفال بمناسبة مرور 1080 عاما على ذكرى إنشاء الجامع الأزهر، ودعم طلاب المعاهد الأزهرية الموهوبين إشراف عام صاحب الفضيلة وكيل الأزهر الشريف، ورئيس مكتب الأزهر لدعم الابتكار وريادة الأعمال بمشيخة الأزهر، وتغنى الطلاب بكلمات للدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الشريف" يامصر نادى المخلصون وكبروا لما تجلى فى سماكى الأزهروا .. من ألف".
والطلاب هم الطالبة الأزهرية الزهراء لايق حلمى قنديل، بالصف الثانى الثانوي، منطقة كفر الشيخ الأزهرية، الطالبة الأزهرية مروة فيوض، الصف الأول الثانوي، منطقة كفر الشيخ الأزهرية، والطالب الأزهرى أيمن رسمي، أبو هبرة الصف الثالث الإعدادي، منطقة كفر الشيخ الأزهرية.
فالزهراء يتيمة الأب، توفى والدها فى 23 فبراير 2007، وكان عمرها 3 سنوات وشقيقها عبد الرحمن 3 أشهر، تعمل والدتها فى حضانة بالقرية، ووالدها كان يعمل نجارًا وتمكنت والدتها من خلال معاش التضامن الذى لا يتعدى 495 جنيهًا فقط أن تربى نجلتها على حفظ القرآن الكريم وتصل الطفلة للعالمية بصوتها الجميل.
وقالت الزهراء لايق حلمى ، 16 سنة، إنها سعيدة بمشاركتها فى احتفالية الأزهر الشريف بمرور 1080 سنة على إنشائه بإنشاد كلمات متميزة للدكتور أحمد عمر هاشم ، ويظل هذا العمل هو الأفضل فى حياتها برغم حصولها قبل ذلك على المركز الأول عالمياً ، فى تلاوة القرآن الكريم وعلى الصوت الماسى ، ولكن مشاركتها فى الاحتفال بالأزهر أمر لم تكن تتخيله .
وأضافت الزهراء، لـ " اليوم السابع": يكفينا فخراً أن الأزهر الشريف يكرم أبنائه ويعرف قدرهم، ويشاركهم فى تلك المناسبات العظيمة، مقدمه الشكر للإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، وفضيلة وكيل الأزهر والدكتورة عائشة بدوى وكل المشايخ العظام الذين ساعدونا فى المشاركة.
وقالت الزهراء لايق قنديل: "بفضل الله تعالى حفظت القرآن الكريم ترتيلًا وتجويدًا، فى كتاب القرية ومحفظيها الشيخ أحمد طلال وشقيقيه محمد وعمرو طلال محفظى القرآن الكريم بكتاب القرية"دار أزهر بالشباسية ، مؤكدة أن والدها توفاه الله فى 23 فبراير 2007، وكانت طفلة تتذكر ذلك اليوم الذى توفى الله فيه بعد عناء من ورم سرطانى خبيث، ومنذ ذلك اليوم ترك فى نفسها دافعًا للنجاح، والتمسك بكتاب الله.
وأضافت الزهراء، أنها التحقت بمعهد القرية لتتعلم أصول دينها، وتعلمت بكتاب القرية على يد مشايخ أجلاء عظام علموها كيفية حفظ وتلاوة القرآن وكذلك حفظت الـ 40 النووية، وبعض أحاديث رياض الصالحين، وبعض المتنون كمتن تحفة الأطفال، والجزرية، وغيرهم.
وقالت الزهراء، إنها تعلمت القرآن بالمقامات الصوتية، وكان الفضل لله ثم لدار أزهرى بالشباسية ،فهم من وقفوا بجوارى وأخذوا بيدى إلى خبير الأصوات العالمى الدكتور طه عبد الوهاب ، معلم المقامات الصوتية، ولم يكن يُتمها عائقًا، أمامها بل دافعًا لها لأن الله سبحانه وتعالى أحن وأعطف على الإنسان من والده ووالدته، مؤكدة على أنها كانت تتمنى أن يكون والدها بجوارها ولكنها إرادة الله، فقد أيقنت وتعلمت من مشايخها أنه لا إرادة بعد إرادة خالقها، مشددة على أن يتمها شرف لها ويكفى أنها تشبه النبى صلى الله عليه وسلم فى يتمه.
وقالت الزهراء، إنها تتمنى أن تكون طبيبة تخصص أورام لتعالج المرضى خاصة أورام السرطان، حتى لا تتكرر مأساة والدها مع أحد، مؤكدة على أن بداخلها أمل كبير فى تحقيق حلمها، كما حقق الله لها التفوق فى مسابقات القرآن الكريم، لعلها ترد لوالدتها جزء بسيط من سهرها وآلامها وتحملها الكثير لتربيها وتربى شقيقها عبد الرحمن .13 سنة، الذى يدرس فى الصف الثانى الاعدادى.
وأضافت الزهراء، أنها تنصح كل يتيم أن يتخذ من يتمه دافعاً للتفوق وإثبات الذات حتى ولو كانت الظروف المادية صعبة، فالبصر والتحمل سيصل الإنسان إلى مايريد، كما يجب على اليتيم أن يواجه كل صعوبات الحياة بأمل، مؤكدة على أنها تتذكر والدها كثيرًا وتبكى وتتألم لفراقه، لأن وجود الأب أمر هام فى حياة الطفل، خاصة البنت التى تكون أقرب لأبيها ولكن عزائها الوحيد أن الله ربط على قلبها ووفقها فى حياتها.
وقالت الزهراء، أن القنوات الفضائية استضافتها عدة مرات، كما أن لها الكثير من المقاطع المسجلة بالصوت والصورة عبارة عن قرآن مرتل ومجود وإنشاد ومديح، وتعتبر أن كل ذلك معونة من الله على ما فقدته فى حياتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة