فى عالم الجريمة لا توجد جريمة كاملة، نظرية ثابتة لا تتغير بمرور الزمان، ولكن لكل قاعدة شواذ، فهناك جرائم قتل خرقت تلك النظرية وقيدت ضد مجهول، ومرت سنوات على ارتكابها، ولم يستدل على الجاني، سواء كان أبطالها سياسيين وفنانين وشخصيات عامة أو مواطنين عاديين، ولكن ظلت تفاصيلها لغزًا حير رجال الشرطة، ودفعتهم في أغلب الحالات إلى حفظ القضية تحت مسمى "ضد مجهول"، وفى الحلقة العاشرة من ضد مجهول نستعرض تفاصيل مذبحة قرية بنى مزار.
الزمان: ديسمبر 2005
المكان: قرية بنى مزار بالمنيا
الواقعة: مقتل 10 أشخاص فى مذبحة دموية
فى 29 ديسمبرعام 2005، استيقظ أهالى عزبة شمس الدين التابعة لمركز بنى مزار بمحافظة المنيا، على مذبحة لا تزال عالقة فى أذهان أهالى القرية حتى وقتنا هذا، لم تكن غرابة تلك القضية فى أن الفاعل لا يزال مجهولاً حتى كتابة تلك السطور، ولكن فى طريقة ارتكاب هذه الجريمة الوحشية التى راح ضحيتها 10 ضحايا من 3 عائلات مختلفة، كان قد قطع فيها الجانى أعضائهم التناسلية.
كانت قرية "عزبة شمس الدين" التابعة لمركز بنزى مزار، تعيش هدوء وسلاما كما هو المعتاد، حتى انقلب حال تلك القرية رأسا على عقب بين ليلة وضحاها، فكان هناك جاني يعد عدته ويجهز سلاحه ويمر بالمنزل الأول، ويقتل كلاً من رب المنزل وزوجته صباح، وطفلهما أحمد 8 سنوات وفاطمة 7 سنوات وهم نيام، ثم يمر بالمنزل الثانى ويقتل المحامى الشاب طه 28 عاماً ووالدته، واختتم جرائمه بالمنزل الثالث بقتل المدرس أحمد أبو بكر 48 عاما،ً وزوجته بثينة 35 عاماً، وطفلتهما أسماء وطفلهم الرضيع محمود، الذى لم يبلغ العاشرة من عمره بعد.
المتهم-فى-مذبحة-بنى-مزار
3 منازل بقرية ريفية اقتحمها هذا المتهم ومثل بالجثث وذهب فى هدوء تام قبل بزوغ شعاع الشمس دون ان يترك خلفه دليلاً ليظل مجهولاً حتى وقتنا هذا.
تحقيقات النيابة كشفت أن الجانى ذبح ضحاياه باستخدام السكاكين، بجرح قطعى ممتد منتصف الرقبة إلي أسفل الأذن، وأن كل الضحايا قتلوا بنفس الطريقة وحتي الأطفال، وأنه مثل بجثثهم فانتزع الأعضاء التناسلية لهم ذكوراً وأناثاً.
انتشرت الشائعات بأن الجانى عثر على كنز كبير أسفل القرية وحاول الوصول إليه إلا أنه فشل، فقرر الاستعانة بالجن الذى طلب 5 أعضاء تناسلية لرجال و5 للنساء والأطفال و5 رؤوس لحمامات قرباناً.
المذبحة
تم ضبط شاب يعانى من مرض نفسى، ويدعى محمد عبد اللطيف، يبلغ من العمر 27 عاماً وقدم للمحاكمة، بعد إجراءات سريعة من قبل جهات التحقيق.
جاءت النهاية بشكل أثار الغموض والاستغراب فى آن واحد، فقد أسدلت محكمة الجنايات الستار على القضية، بقضائها ببراءة محمد عبد اللطيف مما نسب إليه من اتهامات، وأوضحت فى حيثيات حكمها أسباب ذلك، بأن هناك تناقضا بين اعتراف المتهم بارتكاب المذبحة بسبب معاناته من اضطراب نفسي، وبين تقرير اللجنة الطبية النفسية، الذى أكد سلامة قواه العقلية، واستحالة قيامه بذبح 10 أشخاص خلال ساعتين ونصف الساعة.
15 عاما مرت على أبشع مجزرة شهدتها مصر فى الأونة الأخيرة، ليظل سر المذبحة فى طى الكتمان حتى وقتنا هذا، لتقسد قضية جديدة ضد مجهول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة