رغم أن روسيا كانت من الدول التى ظهر فيها وباء كورونا متأخرا، وبادرت باتخاذ إجراءات مشددة فى محاولة لاحتوائه، فإنه تفشى فيها على نطاق واسع لتصبح بين أكثر 10 دول فى العالم ينتشر فيها الفيروس القاتل، متجاوزة الصين، وسجلت فى يوم واحد فقط 10 آلاف إصابة، ليقترب إجمالى الإصابات المؤكدة فيها من 135 ألفا.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن روسيا سجلت أمس الأحد 10.633 حالة جديدة، ليصبح رابع أعلى يوم على التوالى، فيما وصفته بالصداع الكبير للرئيس الروسىى فلاديمير بوتين. وبلغ إجمالى الحالات 134 ألفا و687، لتصبح سابع أعلى دولة فى العالم، فى تحول درامى لما كان عليه الوضع فى مارس الماضى.
وسجلت روسيا حتى الآن 1280 حالة وفاة، بحسب ما قال مقر استجابة البلاد لكورونا ، مضيقا أن حوالى 50% من الحالات بدون أعراض. ويوجد بالعاصمة موسكو، التى تعد أسوا المناطق تضررا، أكثر من نصف إجمالى الحالات. فيما قال عمدة المدينة أن 2% من سكانها مصابين بالفيروس.
وأعلنت روسيا الأسبوع الماضى مد فترة العزل حتى 11 مايو. وقال بوتين إن الزيادة اليومية فى الحالات قد استقرت نسبيا لكن لا يجب أن يهدئنا فالوضع لا يزال خطير للغاية. وأوضح أن الذروة لم تنته، مشيرا إلى أنهم سيواجهون مرحلة جديدة من الوباء، وأن التهديد القاتل للفيروس لا يزال قائما.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف فى تصريحات له اليوم، الأحد، إن الجميع بمن فيهم الرئيس بوتين سيتعين عليهم أن يتعايشوا مع الإجراءات الاحترازية لكورونا لفترة.
وقال بيسكوف لأحد البرامج التلفزيونية الروسية، ردا على سؤال بشأن الفترة التى سيواصل فيها بوتين العمل عن بعد، إنه من الواضح أنه من المستحيل أن يتم رفع الإجراءات الاحترازية بين عشية وضحاها، بجرة قلم. فجميعنا، وتحديدا الرئيس، سيتعين عليه أن يعيش هذه الإجراءات لفترة أطول قليلا.
وأشار بيسكوف إلى أن كل الجهود الممكنة تم القيام بها لحماية صحة الرئيس. وأضاف المتحدث باسم الكرملين إن على الجميع أن يفهمم ان المخاطر الصحية مرتفعة للجميع، بغض النظر عن مناصبهم. ولهذا السبب، فإن الرئيس يعمل عن بعد من مقر إقامته".
كما أعلنت رئيسة هيئة حماية المسهتلك فى روسيا، آنا بوبوفا، الأحد، أنه قد يتم تمديد الإجراءات التقييدية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد فى روسيا حتى شهر يونيو، فى حال بدأ الروس في انتهاك نظام العزل الذاتى.
وقالت بوبوفا ، حسبما ذكرت وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية، "إذا بدأنا اليوم فى انتهاك القيود المفروضة ، سيكون من الواضح في 12 مايو أننا بحاجة إلى تعزيزها، ربما ، ولكن إذا لم نبدأ في خرقها يمكننا أن نأمل في إمكانية رفع عدد من القيود ، ولكن اليوم هو مجرد أمل".
وأضافت، ردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن تمديد القيود حتى يونيو، " إذا بدأ الروس في انتهاك نظام العزل الذاتي ، كل شيء وارد ، نعم ، هذا صحيح ، لا يجب انتهاك قيود الحجر الصحي اليوم".
فى سياق آخر، قالت "سى إن إن" إن هناك حالة من الغضب بين العاملين فى الرعاية الصحية فى روسيا بعدما إغلاق نحو 20 مستفى للحجر، وسقوط عدد من الأطباء مرضى. ونقلت عن وسائل إعلام روسية وصفتها بالمستقلة وعن منظمات غير حكومية مناشدات العاملين الطبيين الغاضبين الذين قالوا إنه صدرت أوامر لهم بالذهاب للخطوط الأمامية بدون حماية كفاية.
يأتى هذا فى الوقت الذى دخل فيه رئيس الوزراء الروسى ميخائيل ميشوستين فى العزل بعد الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا، فيما قال المتحدث باسمه إنه بحالة جيدة ويباشر عمله هاتفيا من الحجر الصحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة