شهدت أوغندا ودول الهضبة الاستوائية موجة من الأمطار المرتفعة التى سقطت على بحيرة فيكتوريا، مما تسبب فى ارتفاع مناسيب البحيرة، حيث وصلت خلال شهر أبريل إلى درجة 13.40 متر بمعدل زيادة قدره 1.3 متر خلال ستة شهور متجاوزة بذلك أقصى منسوب مسجل للبحيرة خلال فترة الستينيات من القرن الماضى، ما أدى إلى تحرك جزر من الحشائش وورد النيل باتجاه خزان أوين وإغلاق محطة الكهرباء والاضطرار لفتح بوابات الخزان لتصريف المياه.
وأوضح الدكتور أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل، أن هذه الزيادة فى المناسيب سوف تستمر خلال شهر مايو الجارى طبقاً لحالة الأمطار، ومن المنتظر أن تؤدى التصرفات المائية الزائدة من سدى أوين وكييرا بالإضافة إلى الأمطار المتساقطة على حوض بحيرة كيوجا إلى ارتفاع المناسيب أيضاً فى بحيرة كيوجا المرشحة أن تتجاوز مناسيبها أعلى منسوب مسجل لها وهو 13.2 متر .
وأوضح بهاء الدين أن المياه الخارجة من هضبة البحيرات الاستوائية تفقد أكثر من نصفها بمستنقعات بحر الجبل بجنوب السودان، نظرا لعدم قدرة المجرى على استيعاب التصرفات العالية كما أن الفاقد بمستنقعات بحر الجبل يتزايد مع تزايد كميات المياه الواردة اليها و لا تمثل هذه الزيادة أى فائدة ملموسة لدول المصب.
وأشار بهاء الدين إلى أنه بمتابعة حالة مناسيب المياه عند محطات القياس المختلفة على بحر الجبل وصولاً إلى ملكال على النيل الأبيض اتضح وجود تأثر محدود للمحطات الموجودة على مسار النهر قبل دخوله منطقة المستنقعات بكميات المياه الزائدة التى تم صرفها من بحيرة فيكتوريا و كذلك المعدلات العالية للأمطار على جنوب السودان مثل محطات منجلا و نيمولى، الا أن ذلك لم يؤثر على مناسيب النيل الأبيض مما يؤكد ضياع هذه الكميات فى مناطق مستنقعات بحر الجبل بجنوب السودان.
وأكدت وزارة الموارد المائية والرى، أنه من غير المتوقع حتى الآن أن تتأثر بحيرة ألبرت بهذه التصرفات العالية المنطلقة من بحيرة فيكتوريا ، وأن أى زيادة فى التصرفات المائية الخارجة من بحيرة ألبرت و المنطلقة إلى بحر الجبل سوف تضيع فى مناطق المستنقعات بجنوب السودان.
أوضحت الوزارة أنه يتم فى اطار المعلومات المتوفرة متابعة الموقف أولاً بأول فى هضبة البحيرات الاستوائية من خلال الأرصاد والقياسات الخاصة بالمحطات المختلفة.
يشار إلى أن أوغندا تُعتبر واحدة من أهم دول هضبة البحيرات الاستوائية التى يقع بها جزء كبير من بحيرة فكتوريا وكذلك بحيرة كيوجا بالاضافة إلى حوالى نصف بحيرة ألبرت والعديد من الأنهار والروافد المغذية لحوض نهر النيل، وأن بحيرة فيكتوريا ثانى أكبر البحيرات العذبة فى العالم، حيث تبلغ مساحتها حوالى 69000 كم2 ، ويبلغ متوسط عمقها حوالى 40 متر وأقصى عمق لها حوالى 80 مترا، وتتقاسمها من الناحية السياسية كل من أوغندا بنسبة 42٪ وتنـزانيا بنسبة 52٪ وكينيا بنسبة 6٪ من مساحة البحيرة ، وللبحيرة مخرج وحيد بأوغندا عند خزان أوين بجنجا ومنه تنطلق المياه من البحيرة إلى نهر النيل.
ويقع سد أوين (نالوبالى) على مخرج بحيرة فيكتوريا عند جنجا ، وقد بدأ بناء السد فى عام1950وتم الانتهاء منه فى عام 1954، وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء حوالى 180 ميجاوات ، كما يقع سد كييرا على بعد حوالى 1 كم من سد نالوبالى حيث تم شق قناة من بحيرة فيكتوريا إلى موقع السد ، وتم تعلية السد فى عام1993 وتم الانتهاء منه فى 2003، وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء به حوالى 200 ميجاوات، حيث تنطلق المياه من خزان أوين لتمر بسد بوجاجالى على نيل فيكتوريا على بعد حوالى 9.7 كيلو متر شمال غرب جنجا ، حيث بدأ بناءالسد فى عام 2007 وتم الانتهاء منه فى عام 2012 ، وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء به حوالى 250 ميجاوات.
وتنطلق مياه بحيرة فيكتوريا من خزان أوين بحيث تكون التصرفات الفعلية وفقاً للمنحنى المتفق عليه " "Agreed curveوالذى يمثل العلاقة بين منسوب جنجا والتصرف الطبيعى للبحيرة عند شلالات ريبون قبل إنشاء سد أوين.
الجدير بالذكر أن فترة الستينات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً فى مناسيب بحيرة فكتوريا نظراً لتتابع مواسم الأمطار العالية مما أدى إلى رفع متوسطات المناسيب بالبحيرة حيث سجل المتوسط الشهرى للمنسوب أعلى قيمة له خلال شهر مايو 1964 بقيمة (13.34) متر.