بخطوات يسكنها الحذر، تحاول إيطاليا الخروج من نفق كورونا المظلم، واجتياز 60 يوماً من الإغلاق انتهت بقرار تخفيف القيود الذى دخل حيز التنفيذ أمس الاثنين في محاولة لاستئناف ما كان يعرف بـ"حياة طبيعية" قبل ظهور الوباء وتفشيه متجاوزاً الخرائط والحدود ليرسم ملامح أزمة عالمية هي الأشرس والأكثر تعقيداً في التاريخ الحديث.
وامتلأت الشوارع ومحطات القطارات والحدائق والمتنزهات بالإيطاليين فى بداية المرحلة الثانية من مكافحة فيروس كورونا، وتخفيف إجراءات العزل المنزلى وسط حذر وإجراءات سلامة صارمة.
وبحسب وكالة أنسا الإيطالية، عاد 4.5 مليون عامل إلى مقار عملهم بعد شهرين من العزل، فيما تسمح تلك المرحلة كذلك للإيطاليين بالسفر لزيارة الأرقارب كما يسمح بالمشي والجري أيضاً وبدء عمل المتاجر والبارات بشكل جزئي، وذلك مع الحفاظ على التدابير الصحية من ارتداء الكمامات والقفازات والحفاظ على المسافات الآمنة.
الايطاليين فى الشوارع بعد تخفيف قيود كورونا
وامتلأت محطات القطارات بالإيطاليين فى اليوم الأول من تخفيف العزل ، وقامت السلطات الإيطالية بوضع مساحات حرارية لقياس درجة حرارة المسافرين على بوابة القطار، كما قامت المصانع الإيطالية بوضع نفس المساحات الحرارية على أبوابها ضمانا لعدم وجود أى مصاب بكورونا.
وانتعشت المتنزهات الإيطالية الرئيسية ، مع وجود دائم للشرطة التى تطالب باحترام قواعد المسافات الآمنة، وأشارت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية إلى أنه مع بدء المرحلة الثانية من مكافحة فيروس كورونا يواجه 60 مليون إيطاليى تحديا كبيرا من الأن فصاعدا بعد تقريبا 60 يوما من الحبس.
ومن ناحية أخرى، قالت قناة "سكى تى جى" الإيطالية إن فى المرحلة الأولى من انتشار فيروس كورونا، فقد تم الأبلاغ عن 418.222 حالة حظر سفر و886 انتهاك حجر صحى، كما تم رصد 4.8 مليون شركة خلال الفترة من 11 مارس إلى 3 مايو وتم الإبلاغ عن 8260 مالكا ، وهناك امر إغلاق صدر بحق 1421 شركة.
الشوارع الايطالية فى اول ايام تخفيف القيود
وبداية المرحلة الثانية، تم تغريم 6 أشخاص من 400 إلى 3 آلاف يورو ، وذلك لتجمعهم للاحتفال بنهاية العزل وذلك فى محل تجارى، مما أدى إلى تعليق الترخيص الممنوح للمحل والتعرض للعقوبة الإدارية.
بدوره، قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي "إن المواطنين هم أبطال المرحلة الثانية"، وأشار لمواطنيه بأن أمر إعادة فتح البلاد "في أيديهم"، قائلا "الأمر متاح لنا لنقرر ما إذا كنا نريد أن نكون حاسمين".
وفضل بعض الإيطاليين الاستمرار فى المنزل فى اليوم الأول من تخفيف القيود أمس الأثنين، وانتشرت تحذيرات من السلطات الإيطالية لدى المواطنين أنه فى حال انتشار فيروس كورونا مجددا فستضطر إلى العودة إلى الحجر الصحى الصارم الذى كان مفروضا فى المرحلة الأولى وهذا سيكون له عواقب خطيرة على الاقتصاد الإيطالى المعرض للدخول فى ركود عميق.
وقال حاكم فينيتو لوكا زايا ، الذي تمكن من ترويض الوباء في منطقته بنظام معقد من الضوابط إن "في هذه الأسابيع نخاطر بالمستقبل".
اول يوم من تخفيف قيود كورونا فى ايطاليا
واحتضن الأجداد أحفادهم وسارع الأطفال الصغار في حماس للمتنزهات وعادت المصانع لبدء تشغيل خطوط إنتاجها، مع بدء إيطاليا لعملية تدريجية لرفع إجراءات العزل العام، وذلك ابتداءا من أمس الاثنين 4 مايو.
وتداول فيديو على مواقع التواصل الإجتماعى والمواقع الإخبارية عن لقاء أجداد مع حفيدتهم بعد الحجر الصحى فى إيطاليا، وكان لقاء خاص للغاية، حيث أن دومينيكو دى ماسا، 72 عاما وزوجته ماريانتونيا جانجمى 70 عاما، التقا بحفيدتهما التى تبلغ 5 سنوات ،بعد شهرين من الحجر الصحى، وكانت لحظة غير عادية لهم ولملايين الإيطاليين الذين عانوا بسبب انتشار فيروس كورونا.
وارتفع عدد ضحايا فيروس كورونا المستجد في إيطاليا أمس الاثنين إلى 29 ألفا و97 ضحية، اثر الاعلان عن 195 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، وكانت هيئة الدفاع المدني قد اعلنت الاحد تسجيل 174 حالة وفاة، وهو أقل عدد وفيات بهذه الجائحة منذ 14 مارس الماضي.
ووفق بيانات أمس، فقد تعافى 82 ألفا و879 شخص من وباء فيروس كورونا بعد أن تماثل للشفاء ألف و 225.
ايطاليا وكورونا
وأشارت البيانات، التي تتزامن اليوم مع أول ايام المرحلة الثانية لحالة طوارئ فيروس كورونا، الى انخفاض الحالات الايجابية النشطة إلى أقل من 100 ألف، حيث تراجعت الاصابات الى 99 ألفا و 980.
ويبلغ العدد الكلي للذين اصيبوا بفيروس كورونا، (الشامل للضحايا والمتعافين والحالات الايجابية النشطة) 211 ألف و938 ،كما يستمر الانخفاض في عدد مرضى وحدات العناية المركزة بالمستشفيات حيث يبلغ عددهم اليوم 1.479 مريض، أي أقل بـ 22 عن اليوم السابق.
عودة الايطاليون إلى الشوارع
