محمد الدسوقى رشدى

إعلان مدينتى.. السخرية حينما تتحول إلى نار تهدد مجتمع

الأربعاء، 06 مايو 2020 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في السنوات الأخيرة تعرض المجتمع المصرى لهجمات متتالية هدفها ضرب وحدته وتماسكه ،جماعات التطرف وجماعات المصالح ومن يمولهم في الخارج لإستهداف الدولة المصرية أدركوا بعد محاولات الفوضى والإرهاب أن قوة مصر وتماسكها ونجاتها من محاولات الهدم تعود إلى سر واحد فقط .. هو تماسك المجتمع وقوته ، وربما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى تلك النقطة أكثر من مرة في خطاباته المتعددة حينما تكلم بوضوح أن صلابة المجتمع المصرى والنسيج الواحد للمصريين هو أقوى سلاح في وجه أهل الشر ، ومن هنا جاءت إشارة الرئيس الشهيرة حينما ضم كف يديه وقال بقوة : طول ما إحنا كده .. محدش هيقدر يهزمنا .. 
 
من تلك النقطة تبدو محاولات تفكيك المجتمع المصرى بالشائعات والأخبار المغلوطة والتأويلات واضحة وبهدف واضح تقسيم الشعب المصرى تارة بلعبة المسلم والمسيحى ، وأخرى بلعبة الأهلى والزمالك ، وثالثة بلعبة 25 يناير و30 يونيو .. ومؤخرا بلعبة الأغنياء والفقراء .. 
 
من داخل هذه الصورة يمكنك أن تفهم سر الحملة الممنهجة التي إنطلقت بعد ظهور إعلان مدنيتى إحدى مشروعات مجموعة طلعت مصطفى ، رصد دقيق لبداية تعليقات جماهير السوشيال ميديا على الإعلان ستكتشف أن شرارة الإنتقادات جاءت كعادة تعليقات جمهور السوشيال ميديا الذى يسخر من كل شيء وأى شيء إعلان، مسلسل ، فيلم ، وغيرها من الأشياء، ولكن سرعان ماتحولت إفيهات السوشيال ميديا بخصوص الإعلان إلى حرب ممنهجة تهدف إلى إشعال فتنة طبقية بين فئات الشعب المصرى ، وهنا تصبح وقفة التأمل والتفكير والتدبر واجبة .
 
التأمل في حملات الخراب التي استغلت الإعلان وحالة الجدل التي أحدثها ، وقاموا كعادتهم بتقديم تفسيرات مغلوطة لرسالة الإعلان ومحتواه من أجل إطلاق شرارة فتنة طبقية ، وهذا هو سلاح اللجان الإلكترونية للإخوان ولجان نشطاء السوشيال ميديا على مر السنين السابقة ، تقديم تأويلات مغلوطة وتفسيرات مكذوبة وإقتطاع كلامات من سياقها لتشويه الصورة العامة وصناعة فتنة ،فعلوا ذلك مع تصريحات المسؤولين ومقالات كبار الكتاب والإعلاميين وغيرهم ، ويفعلون نفس الأمر الأن مع مجموعة طلعت مصطفى وإعلان مدينتي ، والهدف واضح ضرب استقرار المجتمع والترويج لفكرة العنصرية والطبقية ، وفى ذات اللحظة تشويه صورة شركة وطنية شريكة وداعمة للدولة في مسيرتها التنموية ومشروعاتها الكبرى .
 
ولكن هل نحتاج إلى إعادة فهم إعلان مدينتي ، هل يمكن أن نسأل إذا كان الإعلان أخطأ في رسالته حقا، أم أن صناع تلك الحملة نجحوا في الترويج لتفسيراتهم الخاطئة ضمن خطة اكبر لضرب تماسك هذا المجتمع بتفكيكه على أساس دينى أوى طبقى .؟
 
واقع الأمر وبغض النظر عن تفاصيل كثيرة ، نحن امام شركة كبيرة وهى مجموعة طلعت مصطفى ، عمرها في السوق المصرى أكثر من 50 عاما ، ونجحت خلال تلك السنين أن تكون في مقدمة أهل البناء والتعمير وفى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ، ولها استثمارات كبرى ويد في تطوير السوق العقارى المصرى وعلى مدار تاريخها نجحت في تطوير أكثر من 33 مليون متر مربع من الأراضي وبيع ألاف الوحدات العقارية داخل مجتمعات عمرانية متكاملة الخدمات تستهدف الطبقات من المتوسطة إلى فوق المتوسطة، وتتنوع وحداتها من حيث الطراز والمساحة كي تتوافق مع مستويات الدخول المختلفة وتلبي احتياجات ومتطلبات العملاء المتنوعة وأسلوب الحياة الذي ينشدونه.
 
من تلك النقطة الأخيرة يمكنك أن تعيد قراءة محتوى رسالة إعلان مدينتي، لتكتشف ان فكرة "كلنا شبه بعض" التي استخدمها البعض لنشر فكرة الطبقية هي في الأساس الرسالة المعتادة من المطور العقارى إلى عملائه والذى يؤكد لهم فيها أنه مهما كان مستوى الدخل، مهما كانت مساحة وحدتك السكنية، الشركة ملزمة بتقديم كافة الخدمات والمتطلبات بالتساوي لكل العملاء لأنها تخلق أسلوب حياة لمجتمع سكنى متكامل وليس لأفراد بعينهم. 
 
الكلام السابق ليس فيه مصادرة على حرية الرأي والإنتقاد، من حق كل مواطن مصري أن يعبر عن رأيه في المحتوى الإعلامى أو الإعلانى ، وكثير من الإعلانات الخاصة بمنتجات مختلفة تعرضت لحملات سخرية وإنتقاد  هذا حق الناس ورأيها، ولكن فرق كبير بين السخرية من جزء في إعلان أو إنتقاد رسالته ، وبين تحول ذلك إلى حملة ممنهجة تستهدف الشركة نفسها ، ثم تتضخم الحملة لتستهدف فكرة الإستثمار العقارى ، ثم تتضخم لتستهدف خطة الدولة في تطوير البنية التحتية وخلق مجتمعات عمرانية جديدة ، هنا لابد أن تتوقف وتفكر قبل أن يتلاعب بك عناصر اللجان الإلكترونية على السوشيال ميديا ويستخدموك كوقود لإشعال النار في كيانات اقتصادية وسوق استثمارى كبير في وقت أزمة كبرى يعانى منها العالم بخلاف نشر فتنة من نوع جديد لم يعرفها أهل مصر من قبل وهى الفتنة الطبقية ، لا تسمح لهم بأن يفعلوا بك ذلك ، وحدد موضع قدميك لتعرف الفرق بين حريتك في التعبير عن رأيك وبين استخدامك واستغلالك لتحقيق أهداف المخربون .
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة