ثروات تنجب المزيد من الثروات، وحياة لا تخلو من الإثارة وخروج على النظام منذ البدايات حتى النهايات، روايات عدة سطرها أساطير عالم الكيف والمخدرات حول العالم فى بلاد تراجعت فيها قوة القانون أمام شريعة الغاب حيناً، ونهش الفقر أجساد أبنائها ليقودهم سريعاً إلى طرق التجارة غير المشروعة أحيان أخرى، فما بين بارون المكسيك إمبراطور الكيف، وملك الكوكايين فى البرازيل، و"ألتشابو" وغيرهم.. يرصد "اليوم السابع" فى التقرير التالى أخطر 5 تجار مخدرات حول العالم.
اسماعيل جارثيا
إسماعيل المكسيكى
فى المكسيك اقترنت تجارة المخدرات باسم إسماعيل زامبادا جارثيا، المعروف بـ"ألمايو"، وهو بحسب صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية، الأخطر فى عالم الكيف حيث فشلت السلطات الأمنية فى بلده وفى دول الجوار اللاتينى فى إلقاء القبض عليه على مدار 50 عاماً كاملة.
إسماعيل البالغ من العمر 72 عاماً بدأ العمل فى "كارتل سينالو" وهى منظمة دولية لتهريب المخدرات وغسيل الأموال، وتم تأسيسها نهاية الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين، مارس "إسماعيل" أنشطة مشروعة وغير مشروعة، إلا أن الأمن لم يعرف له طريقاً حتى الآن.
وقالت صحيفة "إنفو باى" الأرجنتينية فى تقرير لها إن المايو أخطر عناصر تجارة المخدرات المطلوبين أمنيا حول العالم، والقبض عليه بات أمرا مستحيلا، وأجرى زامبادا جراحة تجميلية لتغيير مظهره وللتحرك فى جميع أنحاء المكسيك بحرية.
وكان المايو فى المقابلة الوحيدة التى أجراها فى أبريل 2010 للصحفى خوليو شيرير "أكثر ما أخشاه فى حياتى هو أن يتم اعتقالى".
وظهر "إسماعيل" على قائمة المطلوبين فى الولايات المتحدة، حيث يقدم مكتب التحقيقات الفيدرالى مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار أمريكى للحصول على أى معلومات تؤدى إلى اعتقاله، كما أنه مطلوب أيضًا للنائب العام فى المكسيك منذ عام 1998 وهناك مكافأة تبلغ 30 مليون بيزو مكسيكي للحصول على أي معلومات تؤدي إلى اعتقاله، وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة تعتبر المايو أقوى تجار المخدرات فى المكسيك لأنه قادر على نقل عدة أطنان من الكوكايين والمايجوانا والهيروين، دون ان يتم حبسه.
وكان يعمل مزارعا ويتمتع بمعرفة زراعية ونباتية واسعة النطاق، وقد بدأ حياته الإجرامية بتهريب بضعة كيلوجرامات من المخدرات فى ذلك الوقت، ثم قام بزيادة إنتاجه للهيروين والماريجوانا، حتى ترأس زامبادا كارتل سينالوا بالشراكة مع خواكين جوزمان لويرا المعروف باسم "إل تشابو"، حتى عام 2016 عندما تم القبض على إل تشابو، بعد ذلك تولى زامبادا القيادة الكاملة لكارتل سينالوا، وقبل توليه قيادة كارتل سينالوا شغل منصب المنسق اللوجستى لفصيل زامبادا جارسيا فى كارتل سينالوا الذى ساعد فى تصدير الكوكايين والهيروين إلى شيكاغو والمدن الأمريكية الأخرى بواسطة القطارات والطائرات والسفن والغواصات.
رافائيل كارو كوينتيرو
كوينتيرو.. عراب الماريجوانا
ولد رافائيل كارو كوينتيرو فى 3 أكتوبر 1952 فى المكسيك، وأسس شركة "كارتل جوادالاخارا" لشحن كميات هائلة من الماريجوانا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مجرم مطلوب حاليًا، وتبلغ ثروته 650 مليون دولار أمريكى.
وتم إطلاق سراح كوينتيرو من السجن فى أغسطس 2013، بعد أن انتهت المحاكمة إلى أنه قد حوكم بشكل غير صحيح لوجود خلل فى الإجراءات، ومع ذلك وسط ضغوط من الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة لإعادة اعتقاله، أصدرت المحكمة الاتحادية المكسيكية مذكرة توقيف ضد كارو كوينتيرو فى 14 أغسطس ولا يزال طليقًا باعتباره هاربًا مطلوبًا في المكسيك والولايات المتحدة، وعدة بلدان أخرى تعرض الولايات المتحدة مكافأة قدرها 20 مليون دولار لاعتقاله.
جيلبرتو اباراسيدو دو سانتوس
سانتوس البرازيلي ملك الكوكايين
عملية هوليوودية بتخطيط محكم شارك فيه وكالة أمريكية ووزارتان و3 دول، بأبريل 2020، قادت إلى سقوط "ملك الكوكايين"، تاجر المخدرات البرازيلى الأشهر جيلبرتو اباراسيدو دو سانتوس، الملقب بـ"فومينيو" وهو عضو بارز فى عصابة "القيادة الأولى للعاصمة"، وهى المنظمة الإجرامية الأكبر فى البرازيل، بعد رحلة هروب من العدالة امتدت لما يزيد على 20 عامًا كاملة.
وبحسب ما نشرته شبكة يورو نيوز، أعلنت السلطات البرازيلية عن توقيف أحد أكبر تجار المخدرات فى البرازيل فى موزمبيق، والذى تتهمه بإرسال "أطنان من المخدرات إلى دول عدة".
ووفق بيان للشرطة البرزيلية : "كان فومينيو أكبر مزود للكوكايين فى عصابة إجرامية متواجدة فى كل أرجاء البرازيل، كما كان مسئولا عن إرسال أطنان من المخدرات إلى دول عدة".
وأوقف تاجر المخدرات فى إطار عملية مشتركة لشرطة البرازيل وموزمبيق إضافة إلى الخارجية البرازيلية ووزارة العدل الأمريكية والوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات.
وعصابة "القيادة الأولى للعاصمة" هى منظمة إجرامية نافذة تأسست فى التسعينات فى سجون ساو باولو، ووسعت هذه العصابة فى السنوات الأخيرة نفوذها فى الكثير من الولايات البرازيلية ولا سيما مناطق الأمازون الشمالية للسيطرة على طريق الكوكايين المصنعة فى دول مجاورة مثل كولومبيا والبيرو وبوليفيا.
وأوضحت الشرطة الفيدرالية أن دو سانتوس "كان يمول خطة فرار" زعيم العصابة ماركوس وليانز هيرباس كاماتشو الملقب "ماركولا" القابع فى سجن يحظى بإجراءات أمنية مشددة قرب برازيليا حيث يمضى عقوبات متراكمة تزيد عن 200 عام.
بابلو اسكوبار
بابلو إسكوبار .. الأغني على عرش الكيف
تربع الكولومبى "بابلو أسكوبار" على عرش تجارة المخدرات فى العالم فى فترة الثمانينيات، واحتكر إنتاج وتصدير "الهيروين" إلى دول العالم خاصة أمريكا، وحقق ثروة هائلة من تجارة "الكيف" وصلت إلى 30 مليار دولار أمريكى، ثم وصلت إلى 100 مليار دولار متضمنة الأموال المدفونة فى أنحاء مختلفة من كولومبيا، ما جعله ضمن أغنى رجال العالم لمدة 7 سنوات متتالية وفقا لمجلة "فوربس".
شكل منظمة ميدلين كارتل بالتعاون مع مجموعة أخرى من المجرمين لشحن الكوكايين إلى الأسواق الأمريكية، شملت إمبراطوريته 400 منزل فاخر في جميع أنحاء العالم، وطائرات خاصة، وحديقة حيوانات خاصة تضم مختلف أنواع الحيوانات الغريبة، كان له جيشه الخاص من الجنود والمجرمين المخضرمين.
بُنيت إمبراطوريته الواسعة على مختلف أنواع الجرائم، لكنه كان معروفًا برعايته لأندية كرة القدم، وقيامه بالمشاريع الخيرية.
التشابو
"التشابو".. خواكين جوزمان "ثعلب السجون"
زعيم كارتل سينالو حتى عام 2016، ولقب بالتشابو، لأنه قصير القامة، وهو إمبراطور المخدرات فى العالم، تم احتجازه فى الولايات المتحدة الأمريكية فى 2016 ، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، ورغم ذلك لم يكف عن إحداث المشاكل وافتعال الشغب وإثارة الرعب من حوله.
وتم القبض على التشابو للمرة الأولى عام 1993 وتم تسليمه إلى المكسيك، وفى المرة الثانية عام 2001 استطاع الهروب من سجن "بيونتى جراند" شديد الحراسة ليلقى القبض عليه لاحقا في فبراير عام 2014.
وبعد فترة من سجنه، اشترى أبناؤه عقاراً بجانب سجن "ألتيبلانو" شديد الحراسة فى المكسيك، وتم تهريب ساعة مزودة بخاصية "جى بى إس" إلى داخل السجن، واستطاع من خلالها حفارون تحديد موقعه بدقة، وتم حفر خندق من العقار إلى السجن، ليستطيع الفرار فى عام 2015.
وأثناء مداهمة قوات الأمن أحد مقراته فى مدينة "لوس موتشيس"، شمال غربى المكسيك، هرب عن طريق أنبوب لصرف المياه، لكن قوات الأمن ألقت القبض عليه بعد تبادل لإطلاق النار، وقدرت فوربس ثروته فى 2011 بـ11 مليار دولار.