سرد شاب تفاصيل إنقاذه لطفلة من الشقة التي اندلعت فيها النيران وتسبب باحتراق البرج في منطقة النهدة بالشارقة، وقال الشاب محمد السعودى، عربي الجنسية، وهو أحد سكان البرج: «سكنت في إحدى الشقق بالدور 38 بالبرج قبل احتراقه بنحو 4 أيام، وفي يوم الواقعة كنت خارج البيت راجعاً من أحد المتاجر وتوجهت لشقتي دون أن أنتبه لاندلاع الحريق الذي كان في بدايته، وبعد دخولي الشقة بدقائق قليلة سمعت أصوات السكان بالأدوار السفلية تتعالى، وحين استطلعت الأمر أدركت وقوع حريق في البرج».
وأضاف بحسب صحيفة الرؤية: على الفور هممت بالنزول عبر السلم إلا أنني لاحظت صعوبة تواجه السكان بسبب وجود الأغراض والأثاث القديم والكراتين الفارغة التي كانت تعيق حركتهم وتبطئ وصولهم لخارج المبنى، إلا أن معظم السكان كان على درجة عالية من الوعي بحيث لم تسبب حركة خروجهم من البرج أي زحام أو عرقلة للآخرين.
وتابع «أثناء نزولي كنت وبعض الأشخاص نحرص على مساعدة السكان الآخرين، لا سيما الأسر التي لديها أطفال، وعند وصولي للدور الأول وجدت شخصاً من دولة عربية يحاول فتح باب شقة التي اندلع فيها الحريق، لكن الباب كان مقفلاً ومن ورائه يصدر صراخٌ عالٍ لطفلة تبكي وتقول «أرجوكم ساعدوني» ثم يختفي صوتها ويعاود الاستغاثة مرة أخرى.
وأكمل السعودي سرد قصته قائلاً: على الفور حاولت بواسطة قطعة حديدية كانت بيدي فتح قفل الباب إلا أن الأمر تعذر عليّ، لأن الأم أقفلت الباب بمفتاح وأخذته معها قبل مغادرة البيت، شعرت بأن اللحظات تمر ببطء وبأنه يجب عليّ التصرف بحكمة لأن النيران تتصاعد بسرعة، فقلت للشخص الواقف أمامي إن الحل الوحيد المتاح أمامنا هو كسر الباب من أجل إنقاذ حياة الطفلة، فاتفقنا على ذلك وبالفعل تمكنا من كسره وإخراج الطفلة البالغة من العمر نحو 11 عاماً.
وذكر الشاب أن الطفلة أخبرتهم بأنها تعيش مع والدتها في الشقة، وحين اكتشفت اندلاع حريق في الشقة لم تعرف كيف تتصرف واتصلت على الفور بوالدتها التي بدورها اتصلت هاتفياً بحارس البناية وطلبت منه التوجه للشقة من أجل إنقاذ ابنتها.
وتابع «كانت الطفلة في حالة صحية جيدة إلا أن الخوف والهلع كانا مسيطرين عليها لأنها كانت لوحدها وقت اندلاع الحريق في الشقة، قبل أن يمتد للشقق المجاورة والأدوار العلوية من البرج، وحين تعذر عليها فتح الباب لم يكن أمامها إلاّ أن تستنجد بصوت عال بالسكان، وعلى الفور أوصلناها لمنطقة الأمان خارج البرج مع وصول فرق الدفاع المدني، وما ساعدنا هو أن امتداد النيران كان باتجاه الواجهة الخارجية للبرج».
وحول محاولات السكان إطفاء الحريق، قال السعودي «حين حاولنا استخدام أسطوانات أو الخراطيم المخصصة لإطفاء الحرائق التي الموجودة في البرج السكني تفاجأنا بأنها لا تعمل وخالية من السوائل المخصصة لإخماد النيران على الرغم من أننا جربنا أكثر من 30 أسطوانة لكن دون جدوى».
من جانبها، أكدت الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة أن الحريق اندلع في شقة بالدور الأول وحين وصلت فرق الإطفاء باشرت عمليات إخلاء السكان من الشقق، وكان باب الشقة مفتوحاً، ولم يكن أي أحد من قاطنيها بداخلها إذ تمكنوا جميعهم من النجاة والوصول لخارج البرج بمساعدة السكان الآخرين قبل أن تتفاقم ألسنة اللهب وتصل إلى الأدوار العلوية.
وبينت أن فرقها تمكنت من السيطرة على الحريق الذي اشتعل في البرج السكني المكون من 49 طابقاً، ونتج عن حادثة الحريق 7 إصابات خفيفة وتم نقلها للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة