نجح فى تقديم شخصية الصعيدى الطيب، وهو أكثر من قام بدور البواب، واستحق أن يكون أشهر بواب فى السينما، ومن فرط تقمصه مع الدور ظن البعض أنها شخصية حقيقية تم التعامل معها من خارج الوسط الفنى، ورغم أن مشاهده لا تتعدى سوى ثوان معدودة لكن حضوره كان لافتا للنظر، وخصوصًا عندما يدعى عدم الفهم، هو الفنان القدير عبد الغنى النجدى 6 ديسمبر 1915/ 30 مارس 1980"، نستعرض نبذة عن حياته ومشواره الفنى خلال السطور المقبلة.
ينحدر عبد الغنى النجدى من قرية المشاعية بصعيد مصر، وشارك فى اكثر من 100 فيلم، والعديد من الأعمال المسرحية، وكان واحدًا من أمهر مؤلفى النكت والايفيهات، ولأن هذا الفن ليس له حقوق ملكية، فإن كل ما أنتاجه استفاد به الآخرون من نجوم الكوميديا الذين كان يبيع لهم إنتاجه أولا بأول، لموجهة التزاماته المعيشية التى كانت بلا شك خانقة، حسب ما جاء فى كتاب "أبيض وأسود" للكاتب أشرف بيدس.
عبد الغنى النجدى
كان يحصل على الحقوق المالية كاملة وهى جنيه واحد مقابل كل نكته، لكنه استفاد على المدى الطويل وحققت تلك النكات للآخرين الشهرة والنجاح، وهو ما افتقده الرجل طوال مشواره الفنى، يمتد خط الموهبة من التمثيل الذى برع فيه، وخفة الظل الطبيعية دون مبالغة أو استظراف ليصل إلى كتابة السيناريوهات واسنادها للآخرين، ويمتد بالتوازى جانب آخر من التجاهل، وللأسف يرضى عبد الغنى التجدى بذلك، كما جاء فى كتاب "أبيض وأسود".
عبد الغنى النجدى
وأوضح كتاب أبيض وأسود، أن مرات قليلة هى التى ضمت مشاهدة جمل حوار، فقد دأب صناع الأفلام على اللجوء إليه فى ادوار شبيهة، فنراه الغفير "زعرب" فى فيلم "تمر حنة"، أو نراه بائع الجبرى فى فيلم "رصيف نمرة 5"، وهو الخادم فى فيلم "بين السماء والأرض"، وهو الساعى الذى يساعد إسماعيل يس فى استرداد الفانوس السحرى، اعمال كثيرة قام بها، وبرحيله فقدت هذه الشخصية توهجها على شريط السينما المصرية.