أعرب الشيخ محمد يحيى الشرقاوى، القارئ بإذاعة القرآن الكريم، ابن قرية مسهلة مركز السنطة بمحافظة الغربية، عن فخره وسعادته بكونه قارئا بإذاعة القرآن الكريم، وإضافة اسمه ضمن كوكبة من عمالقة قراءة القرآن الكريم الراحلين والحاليين، مؤكدا أنه تقدم لاختبارات الإذاعة 3مرات ورسب فى مرتين واجتاز الاختبارات فى عام 2011، وكان ينتظر النتيجة مثل طالب الثانوية العامة الذي كان ينتظر النتيجة بشغف.
وأشار" الشرقاوى" إلى أنه بدأ مشواره مع حفظ القرآن الكريم وكان عمره 15عاما، وتعلق بقراءة القرآن وتقليد القراء، وسلك طريق حفظ القرآن، وبعدما اكتشف والده هذه الموهبة، كان يشجعه على ذلك، هذا بجانب تفوقه دراسيا، وكان شغله الشاغل قراءة القرآن، وقلبه متعلق بالمساجد.
وأضاف أنه منذ صغره كان يُطلق عليه لقب "الشيخ محمد“، رغم أنه ليس أزهريا، وبعد تعلقه بقراءة القرآن، اتفق والده مع الشيخ عبد الرازق يوسف مُعلم القرآن الكريم، والذي علمه وحفظه القرآن الكريم، وكان يحفظ ربع جزء يوميا ويراجعه مع الشيخ، ولحبه الشديد للقرآن كان حريصا على إنجاز حفظ القرآن الكريم.
وذكر أنه منذ صغره كان على يقين أن من يريد الجلوس على "تخت القراءة" فعليه أن يحفظ القرآن كاملا، ولكن فى وقتنا هذا اصطدم بالواقع بعدما شاهد الكثير من المشاريخ الذين لا يحفظون إلا أجزاء محددة، يرددونها فى جميع حفلاتهم، واعتبروا قراءة القرآن مهنة، وكان حريصا على حفظ القرآن كاملا، وختمه وهو فى سن 16عاما، ولكنه نسى ما حفظه سريعا، وبعد ذلك أعاد حفظ القرآن الكريم مع الشيخ محمد الجندي ومتن الحفظ عنده، وكان يراجع ما حفظه يوميا، ومتن الحفظ لديه واستطاع أن يختم القرآن عدة مرات.
وأضاف الشيخ محمد يحيى الشرقاوي، أنه شعر بشرف عظيم عندما كان يقرأ مع الشيخ الراحل راغب مصطفى غلوش، وكان يشعر برهبة عندما كان يتوجه ليُسلم على الشيخ "غلوش"، وفى صغر سنه كان دائما يسمع عمالقة التلاوة من خلف الشباك، لما يتمتعون به من مكانه كبيرة تفرض على الجميع احترامها.
وأضاف أنه أول قراءة قدمها فى عزاء وكان عمره 17عاما، وانجذب له عدد كبير من الحضور، وبدأوا فى دعوته للقراءة فى العزاءات التي أقيمت فى تلك الفترة بالقرية والقرى المجاورة، وقضى فترة تدريب استمرت 4سنوات فى القراءة حتى يكون متمكنا من القراءة عن الصعود على "التخت"، إلى جانب شراء شرائط القراء وتقليدهم.
وأكد أنه تأثر كثيرا بالشيخ راغب مصطفى غلوش، وكان يحبه كثيرا لحب والدته سماع القرآن بصوته، وأيضا تأثر بالشيخ محمد الليثى، وكان يحب أن يٌقلد المشايخ التي يحب الأهالي سماع اصواتهم فى العزاءات، تلبية لرغبة الأهالي.
وأشار إلى أن الشيخ محمد الليثي كان يقرأ فى عزاء خاله بالقرية، واستأذن الحضور من الشيخ الليثي أن يسمح له بأن يقرأ جزء صغير فى العزاء، ورحب الشيخ الليثي بذلك، وسمح له بالقراءة وانبهر الشيخ الليثي بقراته للقرآن، وقال له الشيخ الليثي" انت مستقبلك حلو وان شاء الله هتكون قارئ إذاعي ذو شأن عظيم".
وأضاف أنه بمرور الوقت أصبح يقرأ اساسيا فى العزاء حتى التحق بكلية التربية الرياضية، واستغلها فى التفرغ لقراءة القرآن، وبعدما تخرج من الكلية، بدأ فى طرق أبواب إذاعة القرآن الكريم منذ عام 1998، وخوض تجربة الالتحاق بالإذاعة، ولم يوفق فى أول اختبار، وبعد ذلك تلقى دعوات لقراءة القرآن فى عدد من دول العالم الإسلامي، منها باكستان، ولبنان وأحى امسيات شهر رمضان لسنوات فى لبنان، ثم سافر أيضا إلى إيران، وافغانستان، وجنوب افريقيا.
واستطرد أنه حصل على شرف القراءة مع جيل العمالقة الشيخ السيد متولى والشيخ راغب مصطفى غلوش، والشيخ محمد هُليل، والشيخ محمد احمد شبيب، والشيخ محمد بدر حسين، والشيخ احمد نعينع، والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوى، وقام بتسجيل شرائط مسجله بصوته وطرحها فى الأسواق بعد الحصول على تصريح من الأزهر الشريف، ثم تقدم لاختبارات الإذاعه مرة أخر فى عام 2007 ولم يوفق، ثم اجتيازه الاختبارات فى عام 2011، واجتاز الاختبارات، امام لجنة المراجعة، ثم تمت الموافقة على قراءة القرآن فى الإذاعه، وأول ربع أذيع له فى الإذاعه بكي من شدة الفرحة بعدما تم تسجيل اسمه بجانب عمالقة الإذاعة وشعور عظيم بحمل كارنيه إذاعة القرآن الكريم والتي يسمعها العالم اجمع.
وأضاف أن قرآن الفجر أكبر مرحلة يرتقي بها القارئ وتم اختياره لقراءة قرآن الفجر فى مسجد السيدة نفيسه، مشيرا أن حصل على إجازة فى رواية حفص عن عاصم، وإجازات للإمام حمزة خلف وخلاد، ورواية السوسي والدوري لأبو عمرو، ورواية ورش عن الإمام نافع.
واستنكر الشيخ" الشرقاوي" الاخطاء الكارثية التي يرتكبها عدد من مشايخ القرآن الكريم ممن ظهروا حديثا على الساحة اثناء القراءة، مطالبا إياهم بإتقان حفظ القرآن الكريم، وتجويده، وألا يعتبرون القرآن مهنه، وأن القرآن معنى وليس مغنى، ومعرفة الوقف والابتداء، والتعلم من عمالقة القراءة وتعلم الوقف والابتداء من قراءاتهم.
كما طالب مشايخ القرآن الكريم، بأن يحافظوا على الأمانة التي حملها الله لهم، وهي توصيل القرآن للناس، وليس السعي وراء الشهرة، مضيفا أن هناك بعض العزاء التي تتحول إلى فرح بسبب عدم جلوس الجمهور فى مكانه، وهو ما يتسبب فى خروج القارئ عن نطاق القراءة، واضطر ذات مرة إلى ترك أحد العزاء بسبب الضوضاء التي قامت بها مجموعة من الجمهور، اثناء قراءة القرآن.
وعن قيام بعض القراء بالمغالاة فى اسعار إقامة العزاء أكد الشيخ محمد يحيي الشرقاوى أن الجمهور هو السبب فى ذلك، عندما يوافقون على طلب قله من المشايخ الذين يطلبون مبالغ طائلة لإحياء ليله العزاء، والجمهور هو من يبحث عن القراء الذين يطلبون مبالغ كبيرة بقصد التباهي والتفاخر، حتى ولو كان هذا القارئ يرتكب اخطاء كارثية فى القراءة.
وطالب "الشرقاوي" للمشايخ الذين يتخذون من القرآن الكريم" سبوبة" بأن يتقوا الله ويجب أن يعلموا بأن معهم اسمى رساله فى الكون، وأن لا يستخدمون القرآن كتجارة للتبرح ولكن القرآن رسالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة