واحدة من الروايات الأفريقية الشهيرة، كانت رواية "مسيح بومبا المسكين"، للكاتب الكاميرونى مونجو بيتى، والتى تعتبر من أيقونات الأدب فى القارة السمراء، والتى صدرت عام 1971، وتعتبر هذه الرواية، هذه الرواية هى نقد قاس للحياة الاستعمارية والنشاط التبشيرى، فى بومبا، تعيش الفتيات اللاتي يتم إعدادهن للزواج المسيحى معًا فى مخيم النساء، تدريجيا أصبح من الواضح أن رجال الكنيسة المحلية يستخدمون الفتيات المحليين لأغراضهن الخاصة.
مسيح بومبا المسكين
وبحسب الأديبة الراحلة رضوى عاشور، في كتابها "التابع ينهض الرواية في غرب افريقيا" مسيح بومبا، أي الأب "درومون" مسكين لأنه فشل في مهامه التبشيرية، ومع هذا فإن مشكلته تتضاءل تماما أمام مشكلة المساكين الحقيقيين من أهالى القرى الأفريقية الذين يسومهم الفرنسيون العذاب، وأمام مشكلة خادمة "دينيس"، هذه من مفارقات الرواية ولكن المفارقة الأكبر التى يعتمد عليها هيكل الرواية والتى تثير فينا الضحك والرغبة فى البكاء فى آن واحد تكمن فى شعور "دينيس" بالعطف على الأب "درومون"، أنه وهو الصبى الفقير الذى حرم من كل شيء حتى من إمكانية مستقبل مرض، يشفق على الأب الفرنسي ويرغب مساعدته ولا يعرف كيف. والقس الفرنسي بالنسبة لـ"دينيس، هو "مسيح بومبا المسكين".
ومونجو بيتى اسمه الحقيقى اسكندر بييدى، مولود فى مالايو فى جنوب الكاميرون 1932. درس فى إحدى المدارس الإرسالية ببلده، وحصل على البكالوريا فى عام 1951، وسافر إلى فرنسا، حيث درس فى جامعة إيه إن برونس ثم فى السوربون، حيث تخرج فى عام 1966، عمل مونجو بيتى مدرسا فى المدارس الفرنسية، وتولى رئاسة تحرير "الشعب الأسود، الشعب الأفريقي" التى أسسها عام 1978.
نشر أعماله بأسماء مستعارة عديدة، وفى عام 1953 نشر مجموعة قصصية باسم "بلا حقد، وبلا حب" باسم مستعر هو إيزالبوتو، وبنفس الاسم نشر روايته الأولى "مدينة قاسية" عام 1954، ثم تتابعت روايايته باسمه وهى "مسيح بومبا المسكين" 1956م، و(مهمة منتهية) 1958 و(الملك الذى أنقذته معجزة) 1958 وكتب أيضا (بربتوا) 1978م، و(تذكر ياروبن) 1979م, و(حطام القراقوز) 1981م، وغيرها الكثير من الإبداعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة