كتلة حنان تمشى على الأرض، كل الأمهات يحملن بعضًا من ملامحها، وكل منا يرى فيها أمه بطيبتها المفرطة وحنانها الجامح زخوفها غير المحدود، لا تخلو أم من صفاتها أو ملامحها، هى الفنانة القديرة فردوس محمد "13 يوليو 1906 - 30 يناير 1961".
ويقول كتاب "أبيض وأسود" للكاتب أشرف بيدس، عاشت فردوس محمد يتيمة الأب والأم وحرمتها الدينا من حنانهما، ورغم إنها لم تنجب أطفالا، فإنها احتلت بجدارة مكانة الأم المثالية التى علمت الأمهات كيف تحنو على أولادهن فشلال عطائها لم يتوقف.
تولت تربيتها بعد رحيل والديها أسرة قريبة من لوالدتها وألحقتها بمدرسة إنجليزية بحى الحلمية، وتزوجت فى سن صغيرة ولم تدم الزيجة وطلقت بعد سنوات قليلة، بدأ عشقها للفن فالتحقت بفرقة عبد العزيز خليل الصقل موهبتها وشاركت معه فى العديد من المسرحيات والأوبريتات، كما جاء فى كتاب "أبيض وأسود".
الفنانة فردوس محمد
انتقلت الفنانة فردوس محمد بعد ذلك إلى فرقة فوزى منيب الفكاهية وتزوجت أثناء عملها بالفرقة من المونولوجست محمد إدريس واستمر الزواج 15 عامًا.
وأوضح كتاب "أبيض وأسود"، أن الفنانة فردوس محمد وجدت حب واحترام جميع زملائها بالوسط الفنى، ويحكى أن الفنان الراحل نجيب الريحانى أصر أن تكون فى فيلمه الأخير "غزل البنات" وعندما اكتشف بأنه ليس هناك دور نسائى غير دور ليلى مراد، أجبر أنور وجدى على أن يكتب لها دورا بالفيلم، وبالفعل قامت بدور المربية، حيث كان نجيب الريحانى يستبشر بوجودها.
الفنانة فردوس محمد
كانت الفنانة الراحلة هى أقدر من قدمت دور الأم فى السينما المصرية ونجحت فيه نجاحًا كبيرًا واحتلت مكانة فى قلوب وعقول الجماهير التى انصهرت معها ولم تجد حدودًا تحجم من هذا الحب الجارف.
عانت الفنانة فردوس محمد فى المشهد الأخير من حياتها من مرض السرطان معاناة شديدة، ثم استسلم الجسد ولم يعد يحتمل بعد مسيرة فنية حافلة عامرة ومشرفة، وأن كانت ظروفها قد ضنت عليها بالاستقرار بزوج وأولاد، فإن الفن أعطاها آلاف الأولاد الذين أحبوها كثيرًا.
فردوس محمد وزوجها