القارئ خالد فؤاد يكتب: مرض العشم

السبت، 09 مايو 2020 04:00 م
القارئ خالد فؤاد يكتب: مرض العشم ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

النهاردة هنتكلم عن موضوع مهم جدا وفِي غاية الخطورة من وجهة نظري المتواضعة. موضوع النهاردة هو (العشم) الكلمة دي أقدر أقول عليها 90٪‏ من الصرعات النفسية والمشاكل الحياتية التي توجه الانسان بسببها، بل والامراض النفسية ليها ارتباط وثيق بالكلمة دي .

 خلينا نقول كلمة عشم مرادف لكلمة رجاء أو حسن ظن أو طلب في علاقة بين طرفين ممكن يكون الطرفين دول بين العبد وربه أو شخصين أو عائلتين أو مجموعتين أو دولتين أي يكن المهم أن ليها طرفين  (المتعشم والمعشوم فيه او المتعشم فيه )

هنا نقدر نمسك طرف الخيط ونبدأ موضوعنا 

  بجملة قالها غاندي بيقول : بعد مراحل متعددة من الأذى، ستدرك أن الهروب من مرحلة العشم بالآخرين، هو أعظم انتصار يمكن أن تحققه لقلبك ) . في واقع الأمر إن من العشم ما قتل كما روي في قصة الملك والفقير (فقير عاش طول حياته نايم ف الشارع ب جلبيه خفيفه ومتحمل البرد وشافه المَلك وقاله انتظرني هدخل القصر وأبعتلك حد من الخدم بغطا يدفيك ويحميك من البرد .. دخل الملك القصر ونسي يبعت للفقير الغطا ! وخرج من قصره لصلاة الفجر لقي الفقير مات .. مات من البرد ! عاش حياته متحملا ومجمدا نفسه لكن لما اتعشم بغطا يدفيه .. جسمه برد وتلج ومات لان العشم لغي قوة تحمله وبقي مستقوي بكلمة غيره والعشم فيها .. " )فيما يلي سوف نستعرض  كيف يمكن ان تنظم العلاقات الاجتماعية بشيء من التوازن .

العلاقات الاجتماعية المستقرة الناجحة سبب من أهم أسباب شعور الإنسان بالسعادة، كما أنها يمكن في أحيان كثيرة أن تثمر نبعا فياضا من الخيرات والمصالح المشتركة، وعلى الرغم من أهمية العلاقات الاجتماعية إلا أن بعضها يمكن أن يتحول إلى مصدر حزن وشقاء وألم وإزعاج للبعض، وقد يعود ذلك لأسباب نكون شركاء في صناعتها، ومن أهم تلك الأسباب:

 

كثرة الاعتماد على الآخرين (أو ما يطلق عليه: العَشم الزائد)، فلكل علاقة مهما قويت قدرة على الاحتمال، وهذا يستدعي أن نحسن مهاراتنا في الاعتماد على أنفسنا، وذلك للتقليل من الآمال التي نبنيها على الآخرين، ومن فوائد ذلك أنه يقلل عَتبنا على الآخرين، كما يقلل خيبة أملنا فيهم.

 

كما يجب ألا نكثر من إعطاء الوعود للآخرين بما يجعلهم يتوقعون منا أشياء لا نستطيع الوفاء بها؛ فقد يتلقف البعض هذه الوعود- ممن ينتظرون التعلق بأي شيء- ويحملونها أكثر مما تحتمل، ويبنون عليها توقعات، ثم تكون العاقبة هي الخيبة التامة، ثم الغضب ممن سبب لهم ذلك.

 

وعلينا أيضا مراعاة ظروف الآخرين وحالاتهم النفسية والمادية حين نناقشهم في أمر، أو نطلب عونهم أو استشارتهم، حتى لا نفاجأ بردود فعل مُستفزة أو مُحبطة، وهذا يعني أن نفهم الأسباب الكامنة وراء سلوك بعض الناس وتصرفاتهم؛ لأن معرفة الدوافع- إذا ما استطعنا وضع اليد عليها- ستكون مِفتاحا جيدا لتفهم بعض تصرفاتهم الغامضة والمتناقضة، ومن ثم حسن التعامل أو تقليل الخلاف معهم.

 

كذلك يجب أن نعلم أن بعض الناس يعرفون كيف يظهرون بمظهر من يوثق به، وهذا يعني أنهم يستطيعون خداعنا بطريقتهم في الكلام والملبس، وهذا يتطلب نوعا ما من الحذر الذي لا يتعجل في منح الثقة لأصناف وأشكال من الناس لم نبصر غور مضمونها وجوهرها بعد، وإذا كان لابد في العلاقة معهم من التعامل في أموال أو أشياء مهمة فلابد من التروي والنظر إلى التصرفات والسلوكيات وتحليلها بموضوعية قبل منحهم ثقة كاملة.

 

علينا أن نبذل بعض الجهد في دعم ذواتنا باتجاه قوة الشخصية، بما يعني ألا أسمح للآخرين أن يستغلوني أو يضيعوا وقتي دون فائدة، وهذا يعني أن تكون واضحا فيما تستطيع فعله، وما لا تستطيعه، وأن تكون قادرا على الرفض أكثر من قدرتك على القبول حياء أو مجاراة لمن حولك، أو خشية أن يتحدثوا عنك بطريقة لا تعجبك، أو يكونوا عنك انطباعا  لا تحبه، فلا تقبل إلا بما تقتنع أنك قادر عليه، وراغب فيه، أو تفرضه عليك نصوص الشرع وأخلاقه، ويتصل بذلك أيضا أن نملك شجاعة الاعتراف بالخطأ والاعتذار عند التقصير أو ارتكاب خطأ ما في حق الآخرين.  

اتمني اكون وضحت الفكرة وصغتها بشكل بسيط. والحقيقة أن الكلام يطول في حق العشم. من وجهة نظري العشم دا شيء جميل جدا ويحمل في طياته الكثير والكثير من المعاني الطيبة من الكرم والجود والتراحم والترابط والثقة والإخاء وغيرها من المعاني الجميلة إذا أحسن استخدامه. أما إذا تم استخدامه بشكل سيئ فسوف يتحول الي أذي وطمع واستغلال واهمال وجرح وعدم الاحساس بالمسئولية واستهانة بمشاعر الآخرين وخصوصا القريبين مننا ....

 وسيظل العشم الوحيد الذي لا خذلان فيه هو العشم في الله وكرمه حقا وصدقا ويقينا.

اختم كلامي بهذه الاية (قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة