أكرم القصاص - علا الشافعي

السيد شحتة

غش إلكترونى مع سبق الإصرار والترصد

السبت، 09 مايو 2020 12:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
الغش فى الامتحانات ظاهرة قديمة ولكنها للأسف الشديد لم تنته حتى اليوم رغم تحريمها دينيا وتجريمها قانونيا ورفضها أخلاقيا ولفظها مجتمعيا، واللافت أنها تطورت بشدة فبعد عهد " البرشمة" وهو اللفظ الذى كان يطلق على الورقة الصغيرة التى كان الطالب يضعها فى حذائه أو فى جيبه للغش منها صار الغش إلكترونيا خلال السنوات الأخيرة عبر مجموعات واتس أو فيس بوك أو غيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وجاءت امتحانات طلاب الصفين الأول والثانى الثانوى التى جرت مؤخرا إلكترونيا لتعيد دق ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة، وأسباب استمرارها حتى اليوم رغم الجهود الكبيرة التى بذلت طوال السنوات الماضية لإصلاح المنظومة التعليمية برمتها .
ووصل الأمر فى الامتحانات الأخيرة إلى جلوس مجموعات الطلاب برفقة مدرس أو أكثر حيث يقومون بطرح السؤال عليه ليتولى الإجابة، فيما يقتصر دور كل منهم على تسجيل ما يمليه هذا المدرس عليهم، وذلك بحسب ما كشفته المناقشات التى شهدها مجلس النواب مؤخرا .
الغش الإلكترونى بمشاركة بعض المعلمين الذين اختاروا أن يشاركوا فى هذه الجريمة مكتملة الأركان يحتاج لفتح تحقيق واسع فى الأمر، حرصا على مستقبل هذه الأجيال فى المقام الأول، فأى شىء يمكن أن ينتظره المجتمع من طالب بدأ حياته بالغش، وبمربى بدلا من أن يزرع فى طالبه مهارة التفكير والإبداع، والاعتماد على الذات عاونه على أن يسرق بمجهود غيره ما ليس له .
أعرف جيدا أن هذا النموذج من المعلمين قليل للغاية، وأن الغالبية العظمى منهم مربون أجلاء يبذلون جهودا جبارة فى تربية وتعليم أبنائنا، وأن هؤلاء يجب أن ننحنى لهم إجلالا وإكبارا .
أنا شخصيا مازلت أذكر الأستاذ ماجد معلم الرياضيات فى المرحلة الابتدائية الذى لم يكن يتركنا دون أن نستوعب الدرس، أما الاستاذ محمد حلمى فقد كان أستاذنا المحبب فى الصف الأول الإعدادى، وكذلك الأستاذ ناصر الهادى معلم الحاسب المبتسم دوما والذى ترك بصمة واضحة على شخصية وتكوين كل من تعلم على يديه،  كما زلت أذكر معلمى الأستاذ حسن شلبى الذى أورثنا فى المرحلة الثانوية حب اللغة العربية، وأستاذى صبرى السحار الذى غرس فينا حب التاريخ والجغرافيا، وغيرهم كثيرون ممن لم تسعفنى الذاكرة للإشارة إلى أسمائهم.
كان رفض الغش ومحاربته قاسما مشتركا بينهم جميعا مثل الغالبية العظمى من المعلمين فى بر مصر الذين يقومون بواحدة من أهم وأخطر المهام على الإطلاق، وهى بناء وتشكيل وعى ملايين التلاميذ والطلاب، وإعدادهم للمساهمة فى النهوض ببلدهم.
الغش الإلكترونى يمثل خطرا كبيرا على المنظومة التعليمية برمتها، خاصة فى ظل اتجاه الدولة للتوسع فى التعليم عن بعد عقب انتشار فيروس كورونا، وإذا أضفنا إلى هذا المقترحات التى وضعتها وزارة التربية والتعليم لشكل العام الدراسى المقبل الذى يتوقع فيه أن يقتصر الأسبوع الدراسى على يومين فى فقط مع التوسع فى التعليم عن بعد، فإن وضع نهاية للغش الإلكترونى أو على الأقل الحد منه إلى أقصى مدى ممكن  يصبح حتميا حتى نضمن نجاح تجربة التعليم عن بعد .
حفظ الله مصر وطلابها من كل سوء









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة