- الأطباء والممرضون : نؤدى رسالتنا الإنسانية
- يؤكدون: ورسالتنا للجميع: "خليكم فى بيوتكم حتى لا تكونوا نزلاء عندنا"
بابتسامة ثقة يبدأون فى استقبال من يصل إليهم من الثابت إصابتهم بفيروس كورونا، يجمعهم أطباء وممرضين وعمال ومرضى قسم واحد "هو مقر العزل بمستشفى العريش العام"، ممنوع على أى شخص الاقتراب من هذا القسم الخاضع لإجراءات عزل مشددة، وهم بداخله أسرة واحدة، يعيشون يومياتهم العادية، إلى جانب أداء رسالتهم الإنسانية فى محاولة منهم لإنقاذ حياة المرضى بكورونا بشمال سيناء، الذين بدأت أعدادهم فى الزيادة، بعد أن كانت المحافظة خالية تماما من أى إصابات.
قال الدكتور "خالد عبدالرحمن بحرى"، رئيس قسم العزل، ومدير مستشفى العريش للحميات سابقا، التى انتقلت كقسم لمستشفى العريش العام ، أن القسم فى مستشفى العريش مجهز بكافة الإمكانيات لاستقبال من يتم تحويلهم للحجز من حالات يتبين ايجابيتها، لحمل فيروس كورونا.
وأضاف أنهم طاقم مكون من فريق من أطباء وممرضين وعمال، ومهمتهم المتابعة للمريض على مدار 24 ساعة، من خلال دوريات تناوب ويقيمون جميعهم فى مقر مخصص لهم داخل القسم لا يغادرونه لمدة أسبوعين، تحت أى ظرف.
وقال أنهم يستقبلون المريض بعد ثبوت إيجابية حالته من بين الحالات التى تحتجز للاشتباه فى أقسام معزولة، تم تخصيصها لحالات الاشتباه لحين ورود العينة، مضيفا أن الدور الرئيسى لفريق العمل فى التعامل مع الحالة فى أول مراحل الوصول لقسم العزل مهم جدا لرفع الحالة المعنوية، وتحسين نفسيته لافتا إلى أنه قبل وصوله للمكان المخصص له فى غرفته يتم التعقيم المكثف، والمتابعة الصحية والعلاجية اللازمة لحظة بلحظة، وأخذ المسحات لإرسالها للمعامل المتخصصة للاطمئنان على تطور الحالة أولا بأول.
وقال طبيب قسم العزل بمستشفى العريش العام، أنه يطمئن أهالى شمال سيناء، أن القسم مجهز تماما، وتشمل هذه التجهيزات تواجد لكل سبل وأدوات الأمان للعاملين فيه من الطبيب حتى العامل، لافتا إلى أن التجهيزات جميعها حديثة ويتم تغيير وتبديل لها بصفة دورية.
وأوضح أن قسم العزل والحميات فى مستشفى العريش العام بدأ العمل فيه من جناح فى مستشفى العريش مجهز تجهيز فندقي، وهو قسم الحجز رقم 1 المخصص لاستقبال حالات كورونا بعدد 4 غرف، ويوجد 3 اقسام اخرى جاهزة لاستقبال الحالات فى حالة زيادة العدد، وهى بمبنى المستشفى الجديد بما يصل قوته لاستقبال من 100 إلى 150 حالة.
وأشار إلى أن المريض الذى يصل للمستشفى يعانى من أعراض كورونا سواء كانت حالته استدعت النقل، أو قام هو من تلقاء نفسه بالاطمئنان على حالته، يتم التعامل معه من خلال أشعة الصدر وصورة الدم وإذا استدعت الحالة احتجاز، يتم ذلك فى قسم حالات الاشتباه، لحين وصول نتيجة مسحة الفحص .
وأشاد طبيب قسم العزل بوعى أهالى العريش من ذوى حالات المرضى، مضيفا أنه وجد منهم استجابة وتقدير للوضع، وهذا مهم جدا.
وفى رسالته للمجتمع من داخل قسم العزل بمستشفى العريش قال الدكتور "خالد عبدالرحمن بحرى"، أنه على كل شخص فور ظهور الأعراض التوجه للمستشفى ولايوجد شيئ اسمه يتوجه للصيدلية ،ويحضر مضادات حيوية، لافتا إلى أنه فى المستشفى يتم عمل إجراءات سريعة للاطمئنان ووقاية نفسه والجميع من حوله".
وأكد على ضرورة أن يقوم كل من خالط أى حالة تبين إصابتها بالفحوصات اللازمة للاطمئنان والتأكد من عدم إصابته، مشددا أنه لا حياء فى المرض ، ومذكرا أن على المجتمع القيام بدوره فى مؤازرة المريض وذويه وليس التنفير منهم، والتنمر عليهم بأى شكل يؤذيهم نفسيا.
وقال منير أبو يوسف، أحد أفراد طاقم التمريض فى قصم العزل بمستشفى العريش العام، أنهم يعتبرون أنفسهم أصحاب رسالة إنسانية فى مكانهم اكثر من دورهم الوظيفي، مشيدا بمدى مايحظون به من تشجيع ومساعدة لهم من قيادات الصحة ومستشفى العريش العام وذوى المرضى المحتجزين، وهذا يزيدهم ثقة وتشجيع على أداء دورهم.
وأوضح أنه وزملائه فريق العمل يتناوبون على خدمة المريض بواقع 3 شيفتات تبدأ من منتصف الليل حتى الصباح، ثم شيفت من الصباح حتى الساعة الـ2 عصرا والثالث يمتد حتى منتصف الليل، مع مراعاتهم كل الاحتياطات لعدم انتقال العدوى إليهم، لافتا إلى أن العدوى أهم مصادر انتقالها هى الفم، وأنهم يتعاملون بشكل مباشر مع المريض ويقومون بإعطاء الأدوية المقررة له والعمل على تهدئته خاصة فى بداية تلقيه علم إصابته بالفيروس بالتقليل بقدر الأمكان من الصدمة، خصوصا ان الفيروس ضعيف جدا ومن السهل السيطرة عليه فى بداية الاصابة والأهم العامل النفسى للمريض.
وقال إن مهمة زميلهم عامل التعقيم، وهم يساعدونه تكون على مدار الساعة بتعقيم غرفة المريض وكل مكان يتحرك فيه بداخلها، خصوصا الأبواب والمقابض والحمامات بشكل دقيق ومكثف، والتخلص بشكل آمن من اى مخلفات.
وفى هذا الجانب، أوضح الممرض " منير " أن جميع من وصلوا من مرضى لمستشفى العريش واحتجزوا بها او نقلوا منها لمستشفى ابوخليفة للعزل بالاسماعليية، كانت حالتهم النفسية قوية جدا وتقبلهم للمرض برضاء وأمل فى الشفاء وهذا يعتبر انتصار قوى على المرض.
وقال انهم فى قسم العزل معزولون تماما عن كل ما يحيط بهم ويتواصلون مع زملائهم الآخرين فى المستشفى او استدعاء أى طلب هاتفيا، ليصل للباب ثم يستلمونه بعد المرور على بوابات وإجراءات مشددة.
أضاف انه يتواصل ويطمئن على اطفاله من خلال التواصل اونلاين عبر الكاميرات للاطمئنان عليهم وطمأنتهم عليه، ويكون سعيدا وهم وكل من يتحدثون اليه يشجعونه فى اداء مهمته.
وقال إن رسالته لكل مواطن حتى لا يكون نزيلا فى قسم العزل بالمستشفى ، ان يعتبر ان كل من حوله مصابين ويبدأ بنفسه اتخاذ إجراءات الحماية والوقاية بإلتزام بيته، وإذا دعت الضرورة للخروج مراعاة ان لا يلتقط الفيروس عن طريق الأنف او الفم، بإرتداء كمامة طبية وليس قماشية، اضافة لاتباع إجراءات النظافة خصوصا فيما يتعلق بالقدمين بترك الحذاء خارج المنزل والتنظيف الجيد، مشيرا ان الجميع اصبح يعرف كل سبل الوقاية وكيفية الإجراءات التى تنشر وتبث عبر وسائل الإعلام، ولم تعد المعلومة فى هذا الشأن مغيبة وما هو مطلوب هو الالتزام بالتعليمات وتطبيق إجراءات الوقاية.
وقال الدكتور احمد منصور مدير مستشفى العريش العام، ان المستشفى منذ بدأ التعامل مع ازمة كورونا، اعد قسم مجهز لاستقبال اى حالات، وفق مراحل تطور كل حالة من الاشتباه حتى التحقق من الاصابة، وتقديم اللازم لكل حالة من الرعاية الطبية خصوصا بعد ان أصبح يتعذر النقل لمستشفيات العزل المتخصصة بعد زيادة الأعداد.
أعلنت مديرية الصحة بشمال سيناء اخر بيان لها صدر ، ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بشمال سيناء لـ 6 حالات، وأوضح بيان مديرية صحة شمال سيناء، أن إجمالى الحالات 38 حالة، السلبى منها 29 حالة، والإيجابى 6 حالات.
تم شفاء حالتين منها، وحالة عزل منزلى، وحالة عزل بمستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية، وحالة عزل بمستشفى العريش العام، وحالة عزل بمستشفى بئر العبد المركزى، وتخضع 3 حالات للفحص فى انتظار ظهور النتيجة.
يذكرأنه إلى جانب استقبال قسم العزل بمستشفى العريش لحالات اصابة بكورونا، يستقبل بدوره قسم العزل بمستشفى مركز بئر العبد الحالات.