أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

علاج كورونا على السوشيال ميديا

الإثنين، 01 يونيو 2020 11:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا شك أن تناول وسائل التواصل الاجتماعى بكل صورها وأشكالها لأدوية وعلاجات تخص فيروس كورونا المستجد كارثة بكل المقاييس، لما لها من نتائج شديدة السلبية، خاصة أن الأدوية فى النهاية ماهى إلا مواد كيميائية، يخضع تناولها لإجراءات فنية دقيقة ومعقدة، ولا يتم وصفها إلا من خلال طبيب مختص، يدرك تأثيرها على الصحة العامة، والمؤشرات الحيوية للجسم.

أطباء ومتخصصون، صيادلة وتمريض، إعلاميون وصحفيون، يستعرضون أو يكتبون بين الحين والآخر منشورات وصور ومعلومات لأدوية تخص مرضى فيروس كورونا خلال فترة العزل، وبروتوكولات علاجية لمواجهة الفيروس، دون أدنى مراعاة للمعايير العلمية الحاكمة لهذا الأمر، فالدواء لا يمكن أن يوصف " أون لاين" أو من خلال غرف الدردشة أو جروبات الواتس اب أو البث المباشر، ولكن كل حالة يتم معاملتها وفقا للأعراض المصاحبة لها.

المتفق عليه بين كل دول العالم أن فيروس كورونا المستجد لا يوجد له علاج حتى الآن، أو مصل فعال، أو عقار خضع لاختبارات علمية، يحقق نسب شفاء معقولة، تجعل العالم يطمئن لهذا الفيروس وتتلاشى خطورته، إلا أن كل هذا لم يحدث حتى الآن، رغم كل التطور العلمى والتكنولوجى الذى وصلت إليه البشرية، فكيف يمكن لطبيب امتياز أو صيدلى تحت التمرين، أن يقدم علاجا ويضع صورا على السوشيال ميديا، ويدّعى أن هذه التركيبة أو هذا البروتوكول دون غيره علاج فعال وآمن لفيروس كورونا.

نتيجة الدجل على السوشيال ميديا فيما يخص علاج كورونا اختفت من أغلب الصيدليات أدوية المكملات الغذائية بمختلف أنواعها، وأدوية البرد والمواد التى تخفف آلام الزور والاحتقان، وجزء كبير من أدوية الحساسية وأمراض الصدر، بالإضافة طبعا إلى المطهرات والكحول والكمامات، فلم تتوفر حتى الآن بالصورة المأمولة، الأمر الذى يكشف انهيار منظومة الوعى لدى المواطن، الذى غالبا ما تحركه السوشيال ميديا أو الشائعات المنتشرة عليها.

الجزء الآخر من الكارثة أن بعض وسائل الإعلام تتحدث علنا عن البروتوكلات العلاجية والمواد والأدوية المستخدمة فيها، الأمر الذى يدفع بعض المواطنين إلى استخدام هذه الأدوية، مع العلم بأن فكرة البروتوكولات العلاجية معقدة وتخضع للعديد من الأمور العلمية، التى يجب أن يشرف عليها طبيب مختص، فالبروتوكول قد يتغير بين الحين والآخر، وحسب الحالة الصحية للمريض ومدى استجابته للعلاج، هل لديه تاريخ مرضى أم لا؟ هل يعانى أمراضا مزمنة أم لا؟ هل أجرى عمليات جراحية من قبل؟ هل لديه حساسية من مواد معينة؟ وعشرات المعايير والمعادلات الفنية التى يجب استيفائها، فالأمر لا يمكن أن يتم بهذه الصورة العشوائية التى نراها الآن.

الأدوية ليست طعاما أو شرابا، ولا يمكن أن تخضع لفكرة التذوق أو التجربة أو التعاطى على سبيل الوقاية دون إشراف طبى، ويجب أن يتم محاكمة أى شخص يروج لأدوية أو علاجات على السوشيال ميديا، سواء تخص فيروس كورونا أو غيره من الأمراض، لأن هذا أمر ينال من صحة الناس ويشكل خطورة داهمة، خاصة أننا نعيش فى مجتمع تصل فيه نسبة الأمية إلى نحو 26%، بما يعنى أن ربع السكان تقريبا لا يعرفون القراءة أو الكتابة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة