قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن أمريكا تشهد انحسارا وتراجعا خلال هذه الفترة، فالألم والدمار يخنقان آمال وأحلام الناس فى جميع أنحاء البلاد، والناس يموتون، سواء بمفردهم بسبب الفيروس المرعب أو بسبب جثو بالركبة على عنق أحدهم فى مشهد عام كامل.. المدن تحرق والشركات تدمر والانقسامات تشتعل، إلى جانب عشرات الملايين من العاطلين عن العمل، والرئيس يجعل كل شىء أسوأ.
وتابعت الصحيفة قائلة إن هذه هى حالة الولايات المتحدة الآن، حيث تتراجع البلاد بسبب ضربات عديدة كل منها يصل بسرعة وبقوة كاسحة، فأوجه عدم المساواة القديمة التى لم يتم معالجتها تم الكشف عنها مجددا، وسلطت بدورها الضوء على نقاط الضعف الحقيقية فى البلاد. فما كان تحت السطح مباشرة، معروفا لكن بالكاد ما يتم الاعتراف به ونادرا ما تمت معالجته بجدية، أصبح من المستحيل الآن تجاهله.
فقد عانت أمريكا من موجة من المدن المحترقة فى أعقاب عملية قتل عنصرية عام 1968، وتضررت أمريكا من وباء فى عام 1918 قتل أكثر مما قتل وباء كورونا. وتعرضت أمريكا للكساد العظيم فى الثلاثينيات، وشهت ركودا كبيرا قبل أكثر من 10 سنوات. ومع ذلك، لم تشهد أمريكا قط كل هذا النوع من الاضطرابات مجتمعة فى نفس اللحظة، وهو أكثر مما يتحمله النظام، ويثير حزن الناس على البلاد.
وتتابع الصحيفة قائلة إن وفاة جورج فلويد الشنيعة على يد الشرطة أثارت غضبا فوريا وحد تقريبا كل الجماعات العرقية والإيديولوجية فى البلاد، وكان صرخة جماعة من الغضب ومطالب بتغير ما أصبح شائعا وهو قتل السود غير المسلحين على يد سلطات تنفيذ القانون.
هذه الوحدة التى نجمت عن موت فلويد، بدأت تتلاشى. فما بدأ كاحتجاجات سلمية على مقتل رجل اسود بشكل غير معقول تحول سريعا إلى العنف والنخب مع إحراق سيارات الشرطة ومحلات التجارية.
وخلال كل هذا أثار ترامب الانقسام بتغريداته عن النهب وإطلاق النار والكلاب المتوحشة، وهاجم القادة الديمقراطيين بينما تحترق مجتمعاتهم، وتأرجح بدلا من أن يقود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة