الحظر وقيود صرف أكياس الدم يزيدان من معاناة أصحاب الأمراض المزمنة.. جولة "اليوم السابع" تكشف عدم وجود بعض الفصائل وفرض قيود على صرف الموجود.. مدير بنوك الدم: لدينا خطط استباقية للتعامل مع الظروف الطارئة

الأربعاء، 10 يونيو 2020 03:00 ص
الحظر وقيود صرف أكياس الدم يزيدان من معاناة أصحاب الأمراض المزمنة.. جولة "اليوم السابع" تكشف عدم وجود بعض الفصائل وفرض قيود على صرف الموجود.. مدير بنوك الدم: لدينا خطط استباقية للتعامل مع الظروف الطارئة مدير بنوك الدم القومية مع محرر اليوم السابع
أحمد جمال الدين وتصوير عزوز الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى 18  من شهر مايو الما ضى أطلقت وزارة الصحة مبادرة "علشان الدم ما يقلش".. بهدف دعوة جموع المواطنين" للتبرع بالدم  والتى شارك فيها العديد من الفنانين بهدف الأبقاء على الحد الآمن من الرصيد فى بنوك الدم المصرية التى تأثرت بشدة  بسبب الإجراءت الوقائية المتبعة للوقاية من فيروس كورونا ومنها حظر التجوال بجانب التخوف من  العدوى وهو ما اثر بالسلب بشدة على أصحاب الأمراض المزمنة ومنها " الفيروس الكبدى، انيميا البحر المتوسط ، اللوكيميا، الذين يجدون تهديدا حقيقيا لحياتهم.

adca1cf0-2214-43ce-add1-a892f34a3310
 

الهيموفيليا معاناة مع النزف 

7789c32a-37af-49e3-9519-178b0db4dc88
 

الساعة السابعة صباحا يخرج رامى الشبراوى وهو أحد المرضى من منزله قاصدا بنك الدم فى شارع جامع المطافى بمحافظة الإسماعيلية لصرف جرعة البلازما لكن الموظف المختص يخبره بضرورة "احضار متبرعين للحصول على البلازما".

رامى الشبراوى واحد من عشرات المرضى الذين يعانون من الإصابة بالأمراض المزمنة التى تتوقف  استمرار حياتهم على أكياس الدم والتى يجدون صعوبة كبرى فى الحصول عليها بعد حظر التجوال وصعوبة الحصول على متبرعين بالدم 

فى هذا التقرير تم توثيق ـ من خلال جولة على عدد من بنوك الدم ـ صعوبة حصول أصحاب الأمراض المزمنة على احتياجاتهم من أكياس الدم والبلازما سواء من حيث تحديد ساعات العمل المحدودة للموظفين فى  بنوك الدم التى تنتهى فى الخامسة مساء أو من حيث اشتراط اصطحاب متبرعين يتراوح عددهم ما بين 2 إلى 4 أفراد بجانب احضار تقارير طبية مفصلة .

 ويتابع:" ليس لى سوى علاج البلازما والتى كنت أحصل عليها من مستشفى الطوارئ فى الإسماعيلية  وعلى الرغم شيوع استخدام الفاكتور استمريت فى العلاج بالبلازما إن لم تكن البديل الأمثل نظرا لتسببها فى إصابتى بفيروس "سى"، ولكن تتميز  بسهولة الحصول عليها ورخص ثمنها حيث يصل ثمن الكيس الواحد إلى 70 جنيه فقط  بالمقارنة بالأجراءات العديدة  الذى يتطلبها الحصول على الفاكتور  بجانب ارتفاع ثمنه.

لم تستمر الميزة النسبية للبلازما عن الفاكتور  وهى سهولة الحصول  عليها بعد القيود العديدة التى فرضتها بنوك الدم للحصول على البلازما بسبب الظروف المستجدة التى فرضتها جائحة كورونا وتحديدا حظر التجوال الذى أثر بالسلب على كمية أكياس الدم نتيجة قلة المتبرعين .

 

بنوك الدم مغلقة.. والصرف بقيود

 

20191104020345345
 
معاناة "رامى"  كانت دافعًا للقيام  بجولة ميدانية كشفت وجود  بعض الاشتراطات للحصول على كيس دم فضلا عن عدم توافر  بعض الفصائل وكانت البداية مع بنك الدم  التابع للمصل واللقاح، الذى كانت إجابة موظفيه: " لا يوجد  شراء أكياس دم  والحصول على الدم يتطلب أحضار 4 متبرعين مع التقارير الطبية  الموقعة والمختومة من الطبيب المعالج "، وهو  الأمر نفسه الذى تكرر داخل بنك الدم  فى مستشفى الزراعيين  بمنطقة الدقى حيث أكد الموظف المختص بصرف الدم على ضرورة أحضار 4 متبرعين للحصول على كيس دم بجانب التقارير الطبية  الموضح بها نوع الفصيلة التى يحتاجها المرض لافتا إلى عدم  وجود  وفرة فى بعض الفصائل وذلك بسبب ظروف الحظر ونقص أعداد المتبرعين، وهو ما أكد عليه أحد ايضًا أحد العاملين فى بنك الدم بمستشفى الشبراويشى.   

القيود وغلق عدد من بنوك الدم مثلت معاناة حقيقية لأبناء الحاجة "م" بقرية الرهاوى مركز إمبابة فى محافظة الجيزة للحصول على كيس دم نظرا لمعاناتها مع فيروس "سى" ومتاعب فى الكلى تطلب خضوعها لجلسات.

غسيل كلوى مع الحاجة المستمرة لنقل الدم بمعدل 3 أكياس أسبوعيا بدأت رحلة طرق الأبواب للحصول على كيس دم  لوالدتهم من بنك الدم فى مستشفى القصر العينى والذين تم غلقه بعد تحويلها لمستشفى عزل بحسب قولهم ثم المرور على بنك الشبراويشى الذى أكد على عدم تواجد فصيلة الدم التى يحتاجونها وصولا لبنك الدم فى هيئة المصل واللقاح  الذى أكد على ضرورة إحضار 4 متبرعين وتقرير طبى لحالة الأم وفصيلة الدم الخاص بها للحصول على كيس واحد، مؤكدين:"نجحنا فى تحقيق تلك الاشتراطات هذه المرة ولكن الأزمة التى سنواجها هى كيفية احضار متبرعين بعد ذلك".

بالقرب من محطة مترو الدقى وداخل مدخل أحد العقارات كانت تجلس أحدى السيدات هربا من حرارة الشمس وبيدها تقرير طبى تستخدمه كمروحة لتخفيف وطأة الحرارة والرطوبة عن أبنتها التى تعانى من مرض سرطان الدم "اللوكيميا " وتحتاج لنقل دم بصورة مستمرة والتى تتوقف استمرار حياتها فى مدى نجاح فى التغلب على العقبات والقيود المفروضة للحصول عليه والتى زادت مؤخرا نتيجة نقص عدد المتبرعين.

"ببص لوش بنتى على طول علشان أشبع منها مش عارفة هاتفضل معايا ولا هارجع من غيرها".. هكذا بدأت الأم حديثها للدلالة على المعاناة التى تجدها فى سبيل الحصول على جرعة الدم التى تتطلبها حالة أبنتها والتى أصيبت بالمرض منذ عام تقريبا ولم تكن هناك مشقة فى العلاج سواء بخصوص جرعات الكيماوى أو الحصول على أكياس الدم ولكن اختلف الحال كثيرا بعد ظهور مرض كورونا ولجوء الدولة لفرض بعض الإجراءات الوقائية ومنها حظر التجوال حيث تطلب منى احضار التقارير الطبية معتمدة وموقعة من الطبيب المعالج، مضيفة:" طب أنا معايا التقارير بس أجيب المتبرعين منين وهل سانجح فى توفير كل مرة للحصول على كيس الدم".

50 % نسبة العجز والتبرع ضرورى

6c563e98-57ec-415d-b97c-feaa2038c747 (1)
مدير بنوك الدم القومية مع محرر اليوم السابع 

حملنا معاناة المرضى والشكاوى المختلفة وتوجهنا بها إلى الدكتور إيهاب سراج الدين مدير عام الخدمات القومية لنقل الدم بوزارة الصحة وقال :" طبقا للإحصائيات فى 2018 و2019 فإن إجمالى كمية الدم التى بيتم  تجميعها هى مليون و650 ألفا سنويا بنسبة عجز حوالى 40 إلى 50% وذلك طبقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية التى  تحتسب  احتياج الدم لأى دولة  بنسبة 3% من عدد السكان  ولذلك فنحن فى احتياج إلى توافر 3 مليون كيس دم سنويًا  والتى ينشأ عنها صعوبة الحصول على أكياس الدم  لبعض الحالات.

ويمكن القضاء على هذه المشكلة من خلال نشر ثقافة التبرع بالدم   بعدد 4 حالات تبرع فى العام بالنسبة للرجال و3  للسيدات

نقص  الدم ظاهرة عالمية

مؤكدًا أن ظاهرة نقص الدم ليست قاصرة على مصر وحدها بل هى فى كل الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية  التى  ترواحت نسبة العجز بها  مع ظهور جائحة كورونا من  20 إلى 30 %

 خطط الصحة

d7f6bd84-38c9-45d0-80ca-17d3675b2f50
 
وتابع:"وبالنسبة لوزرارة الصحة  وخدمات نقل الدم القومية تم وضع خطة استباقية  لضمان عدم نقص الدم خاصة فى حالات الطوارئ  ومنها فيروس كورونا"  التى تسببت فى تواجد ظروف مستجدة أثرت بشكل مباشر على مورد هام للحصول على الدم وهو التبرع  عن طريق   نشر العديد من السيارات المجهزة  لاستقبال المتبرعين  والتى تأثرت بشدة بسبب ظروف حظر التجوال لذلك تم التفكير فى خطة لتعويض ذلك عن طريق جذب المتبرعين.

 

دور التواصل الاجتماعى 

 كما تم اعداد قوائم "داتا" للمتبرعين المنتظمين والتواصل معهم عبر الهواتف لحثهم على التبرع بجانب استخدام وسائل التواصل الأجتماعى المختلفة واللجوء للرسوم المتحركة  باسم "وريد ووريدة" لنشر ثقافة التبرع وجذب المواطنين بوسائل جديدة بالتزمان مع حملة " علشان الدم ما يقلش" التى شارك بها الفنان حسن الرداد والتى ساهمت  فى زيادة النسبة اليومية بمعدل 250 كيسا عن المعدل الطبيعى ونهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتى عام 2030 ، مؤكدا على استعداد بنوك الدم القومية لاستقبال أصحاب الأمراض المزمنة وتوفير احتياجاتهم من الدم طبقا للأشتراطات الموضوعة، وذلك ضمانا لوصول الدم لمستحقيه وعدم التلاعب به وحتى نتمكن من الوفاء بالاحتياجات المختلفة.  

 

 

 

 

 

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة