اشتدت الاحتجاجات عقب مقتل الأمريكى جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس فى الولايات المتحدة، وقد صاحب ذلك دعوات لإزالة تماثيل شخصيات تاريخية عنصرية، مع احتجاجات مماثلة تجرى الآن خارج أمريكا تعبر عن المخاوف واسعة النطاق حول دور الفن العام فى العنصرية، وهذا ما دفعنا للحديث عن تمثال العالم الفرنسى الشهير شامبليون الذى يقع في فناء إحدى الكليات فى فرنسا، وهو يضع قدمه على رأس أحد ملوك الفراعنة، وقت سبب التمثال غضب المصريين وقالوا إنه عنصرى لأنه يمثل إهانة للحضارة المصرية، فهل سيتم إزالته؟
وقال الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، إن تمثال شامبليون أخذ أكبر من حجمه بكثير، ولابد أننا نتعلم اختلاف الثقافات بينا وبين شعوب العالم.
وأوضح زاهى حواس، فى تصريحات خاصة، لـ "اليوم السابع"، أن فى ثقافة الغرب وضع الأرجل فى أوجه الناس لا يمثل إهانة، وذلك على عكس ثقافتنا فهى تمثل إهانة كبيرة وغير مقبولة.
وأكد زاهى حواس، أن تمثال شامبليون لا يمت للعنصرية بصلة، وإزاحة المتظاهرين لتمثال شخصية لتجارته بالرقيق، مضيفا أن الفرنسيين يعشقون الحضارة المصرية القديمة ويحبونها، وأكبر دليل على ذلك أثناء عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون فى فرنسا تجمع حوله أكثر من مليون و200 ألف زائر.
وأكد زاهى حواس، أنه ضد القول بإن التمثال يسئ للحضارة المصرية على الإطلاق.
ومن جانبه قال الأديب والبرلمانى يوسف القعيد، إنه شديد الإعجاب بالاحتجاجات التى يقوم بها المتظاهرون الأمريكان وغيرهم بعد مقتل المواطن الأمريكى من أصل أفريقى جورج فلويد الذى توفى على يد ضابط شرطى أمريكى، إضافة إلى ما قاموابه لإزاحة تماثيل الشخصيات التاريخية العنصرية فى كل من أمريكا وإنجلترا.
وأوضح يوسف القعيد، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه يأخذ على الفرنسيين موقفهم تجاه تمثال جون فرانسوا شامبليون، الموجود فى مدخل جامعة السوربون فى باريس، والتمثال يصور العالم الفرنسى وهو يضع قدمه على رأس أحد ملوك الفراعنة، مضيفا أن التمثال عنصرى أيضا لأنه يؤذى مشاعر المصريين.
وأشار يوسف القعيد، إلى أن الفنان الفرنسى أوجست برتولدى، الذى صمم التمثال فكر بشكل عنصرى عند تصميمه، متابعا أنه مع إزاحة التمثال من مدخل جامعة السوربون.
وفى السياق ذاته، قال الباحث بسام الشماع، إن استغلال ما يفعله المتظاهرون فى أمريكا وانجلترا، لإزالة التماثيل العنصرية يجعلنا نطالب بإزالة تمثال شامبليون أيضا وهذا يمثل فرصة ذهبية لنا، ومن الغريب أن النحات الفرنسى بارتولدى الذى صمم تمثال شامبليون، هو صاحب تمثال الحرية بنيويورك، متسائلا ما هذا التناقض الغريب كيف يصمم تمثالا ينادى بالحرية وفى الوقت نفسه يصمم تمثالا ينادى بالعنصرية.
وأشار بسام الشماع، إلى أنه يرى شامبليون "حرامى آثار" لأنه أخرج العديد من الآثار المصرية وتم وضعها فى متحف اللوفر بباريس وهذا القول موثق فى دار الكتب والوثائق القومية.
ولفت بسام الشماع، إلى أن هدف تصميم تمثال شامبليون بهذا الشكل ليؤكد للعالم كله أنه هزم المصرى القديم ولكن فعلها بشكل مؤذى لمشاعر المصريين لكونه فك رموز حجر رشيد، مضيفا هل يوجد اى تمثال فى العالم يحقر من أى حضارة وجدت فى العالم غير تمثال شامبليون.
وأكد بسام الشماع، أن تصميم التمثال فيه غرور كبيرة، والتمثال يشبه صورة مقتل جورج فلويد تحت قدم ضابط الشرطة لكن على شكل حجارة، وتابع أن نطالب فرنسا برفع التمثال لأنه مؤذى للحضارة المصرية القديمة.
يذكر أن التظاهرات ضد العنصرية تعددت خارج أمريكا ففى بروكسل استهدف المتظاهرون تمثالًا ليوبولد الثانى، ملك بلجيكا من من عام 1865 إلى عام 1909، والذى قاد البلاد أثناء قيامها بحملة استعمارية وحشية فى الكونغو.
وصعد المتظاهرون لقاعدة التمثال ليوبولد الثانى فى العاصمة البلجيكية ورفعوا علم جمهورية الكونغو الديمقراطية، التى ستحتفل بالذكرى الستين لاستقلالها في 30 يونيو، وقام المتظاهرون بتقديم عريضة تطالب بإزالة تمثال ليوبولد الثانى فى بروكسل وقد حصلت على ما يقرب من 58000 توقيع لإزالة التمثال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة