سلطات السويد تنهى الجدل حول اغتيال رئيس الوزراء الأسبق بعد 34 عاما

الأربعاء، 10 يونيو 2020 11:51 ص
 سلطات السويد تنهى الجدل حول اغتيال رئيس الوزراء الأسبق بعد 34 عاما رئيس الوزراء السويدى الأسبق أولف بالمه
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

34 عاما كاملة، استغرقتهم السلطات السويدية، للكشف عن هوية القاتل المتورط فى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق أولوف بالمه، وهو الحادث الذى يرجع تاريخه إلى فبراير 1986، ليفتح الباب أمام العديد من التكهنات، فى أحد أكثر الحوادث غموضا فى تاريخ السياسة الدولية.

ففى مؤتمر صحفى، عقد اليوم الأربعاء، كشف المدعى العام السويدى كريستر بيترسون أن القاتل يدعى ستيج إنجستروم ويعمل مصمما للجرافيك، مما يغلق القضية التي أزعجت السويديين على مدى عقود، موضحا أن القاتل توفى، وبالتالى فلا يمكن توجيه الاتهامات إليه.

الحادث يعود إلى فبراير 1986، عندما قرر بالمه اصطحاب زوجته وابنه إلى السينما، حيث كان القاتل بانتظاره فور خروجه، ليطلق عليه النار، ويرده قتيلا، ليدور الحديث منذ ذلك الحين حول تورط أجهزة استخباراتية فى الحادث.

2020-06-10T082115Z_1769172575_RC286H9L2RA5_RTRMADP_3_SWEDEN-CRIME-PALME
المدعى العام السويدى يعلن فى مؤتمر صحفى هوية قاتل بالمه

من جانبها، ألقت الشرطة على شخص، متهمة إياه بالتورط فى الحادث، إلا أن القضاء برأه فيما بعد

من هو أولوف بالمه؟

بالمه من مواليد 1927، ويعد إبنا لأحد أبرز وأغنى العائلات فى السويد، حيث قام بدراسة القانون، وبعد تخرجه انتهج طريق السياسة عبر الترشح للبرلمان، فى عام 1958، وتبنى خطا اشتراكيا، ساهم فى بزوغ نجمه على الساحة السياسية فى بلاده، وذلك بالرغم من جذوره الأرستقراطية.

وتولى بالمه رئاسة الوزراء فى بلاده فى 1969، لأول مرة، حيث اتسمت حقبته بالتوتر الشديد فى العلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد انتقاداته الحادة لإدارة نيكسون فى عام 1972، على خلفية قصف العاصمة الفيتنامية هانوى. وكان كذلك أحد أشد المعارضين للفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا، ومؤيدا للعقوبات على النظام الحاكم هناك فى ذلك الوقت.

2020-06-10T081230Z_37521387_RC286H9FQTNM_RTRMADP_3_SWEDEN-CRIME-PALME
الموقع الذى قتل فيه بالمه قبل 34 عام

ترك رئاسة الوزراء فى عام 1976، ولكنه تولى فترة جديدة فى عام 1982، حيث تبنى موقفا عدائيا ضد حزب العمال الكردستانى، معتبرا إياه منظمة إرهابية، ليستمر فى المنصب حتى اغتياله فى 1986.

يوم الاغتيال

أغتيل بالمه يوم 28 فبراير 1986، بعد خروجه من السينما بصحبة زوجته وابنه، حيث قالت التقارير أن طلقة استهدفته من الخلف من مسافة قريبة، لترده قتيلا فى الحال عن عمر 59 عام.

وبحسب شهود، فإن القاتل كان يرتدى سترة داكنة، حيث فر هاربا بمجرد إصابة رئيس الوزراء، لتصبح هويته لغزا محيرا حتى الإعلان الذى قدمه المدعى العام اليوم الأربعاء.

2020-06-10T081230Z_214062502_RC286H95PCYA_RTRMADP_3_SWEDEN-CRIME-PALME
قضية اغتيال بالمه أثارت جدلا دوليا كبيرا

اعتقلت الشرطة شخصا مشتبه به بعد 17 يوم فقط من الحادث، إلا أن القضاء برأه وأطلق سراحه.

اتهامات

تبدو معضلة اغتيال بالمه، فى كونها تتجاوز النطاق التقليدى لجرائم الاغتيال، خاصة وأن سياسات الرجل ربما اتسمت بالعداء تجاه أكثر من طرف سواء فى الداخل أو الخارج.

موقف السويد من الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بحرب فيتنام، بالإضافة إلى توجهها الاشتراكى، وضع أجهزة الاستخبارات الأمريكية فى دائرة الشك، بينما موقفه المعادى لسياسات الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا دفع البعض إلى الحديث عن تورط جوهانسبرج فى القضية فى إطار رغبتهم فى إسكات الأصوات المنتقدة لها بالخارج.

2020-06-10T080648Z_470212420_RC286H9MPULD_RTRMADP_3_SWEDEN-CRIME-PALME
الورود تكريما لرئيس الوزراء الأسبق فى مكان مقتله

وفى الداخل، فالموقف الذى تبناه الرجل تجاه حزب العمال الكردستانى، كان محلا للجدل، خاصة وأن الحركة، التى وضعتها حكومة السويد فى قائمة التنظيمات الإرهابية لديها، كان لها تواجد فى ستوكهولم، وهو ما دفع الشرطة السويدية إلى اقتحام مكتب تابع للحركة فى أعقاب الاغتيال، إلا أنهم لم يجدوا دليلا فى النهاية على تورطها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة