علي الكشوطي يكتب..عن الفن وعلاقته بالتنمر والتوافق المجتمعي وأشياء أخري

الأربعاء، 10 يونيو 2020 05:00 م
علي الكشوطي يكتب..عن الفن وعلاقته بالتنمر والتوافق المجتمعي وأشياء أخري محمد رمضان ونجله علي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
“التنمر” واحدة من المصطلحات الحديثة نبييا و التي ربما لم نتمعن في معناها سوي في السنوات القليلة الأخيرة، ذلك المصطلح المؤذي والذي عاني منه الكثير والكثير ودعمه الفن في وقت لم يكن هناك توافق مجتمعي حول تجريمه، لسنوات طويلة لم تكن السخرية سوي علي فئات مجتمعية بعينها مثل الفلاحين والصعايدة ويترجم ذلك معظم النكات التي كانت تقدم علي الشاشات وأغلبها تبدأ بمرة واحد صعيد أو فلاح من بلدنا وهكذا، في ذلك الوقت لم يكن لمصطلح التنمر معني بل كان يندرج ذلك تحت بند الفكاهة والسخرية الآمنة بل كان لذلك النوع من النكات ولا يزال جمهور كبير يصفق له ويطلق الضحكات عليه.
 
 
 
محمد رمضان وشقيقته 
 
مع مرور الوقت ومع انفتاحنا علي العالم أكثر وأكثر أصبح لمعني التنمر مكانة كبيرة في مجتمعنا رغم أن نفس المجتمع هو من كان يدعم ويصفق ويهلل لكل من يسخر من لون أو شكل أو حجم الإنسان والتاريخ طويل ويشهد وعلي سبيل المثال واحدة من أكثر الأغنيات شيوعا وربما تربي عليها أجيال كثيرة هي أغنية أجمل ما في الحفلة مين دبدوبة التخينة أو ذلك المشهد الشهير لمحمد هنيدي في فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية وأغنية شكولانة اتحرقت بس بطاطا أو حتي في النمازج الأقدم مثلا بمسرحية فؤاد المهندس وشيريهان عندما كان يضرب المهندس ولية أمر سمينة الوزن ويسخر من وزنها الثقيل وغيرها من النماذج الراسخة في الأذهان والتي تعامل المجتمع معها علي أنه نوع من الفنون وعادي جدا أن نسخر من أصحاب الوزن الثقيل أو الخفيف أو من أصحاب البشرة السمراء وأصحاب اللهجات والثقافات المختلفة وأن ندرجه تحت بند فن السخرية والفكاهة والإضحاك والنماذج كثيرة حتي في تلك الأعمال الحديثة نسبيا.
 
 
محمد رمضان
 
موخرا نار التنمر تلك احرقت احرقت العديد من الفنانين ولا أحد يستطيع أن ينسي خناقة أحمد فهمي الشهيرة بسبب التنمرعلي شعر ابنة اخية كريم فهمي أوالتنمر علي رجاء الجداوي بسبب احتفالها بعيد ميلادها ال٨٠ أو علي نبيلة عبيد ونادية الجندي بسبب التقدم في العمرأو التنمرعلي شكل زوجة آسر ياسين أو واقعة التنمرعلي شقيقة محمد رمضان وشكلها في حفل زفافها أو التنمر علي علي ابن محمد رمضان بسبب لون بشرته.
 
 
كريم فهمي 
 
الاستسهال في فن الضحك والإضحاك باستخدام نماذج للسخرية منها سواء علي لونها أو وزنها أو ثقافتها أو مستواها الإجتماعي هو من أوصل بنا الحال لما نحن عليه هو من جعلنا نري ونقرأ حالات انتحار لأطفال وشباب تعرضوا للتنمر هو من جعل أجيال كثيرة تتصالح مع الفكرة وتستباح أعراض الكثيرين بإطلاق النكات والتنمر عليهم باعتبار أن المجتمع متوافق مع ذلك ويري التنمر علي الشاشات ويسمعه في  الأغاني ولا يجد من يصححه أو يرفضه، وربما الصحوة التي حدثت تجاه ذلك المصطلح وخطورته علي المجتمع جعل هناك توافق مجتمعي جديد علي رفض أي شكل من أشكال التنمر وظهرت العديد من حملات التوعية والأغاني التي تشجع علي عدم التنمر ولكن مع الأسف بعد أن تأصل داخل الكثيرين أن التنمر نوع من أنواع خفة الدم لذا سيكون أمامنا وقت طويل لتغير تلك الصفة التي تأصلت بين الناس.
محمد هنيدي
 
وعلي الفنانين في ظل الانفتاح علي العالم وفي ظل البطولات الزائفة علي مواقع التواصل الإجتماعي أن يتعاملوا مع التنمر عليهم بحكمة وألا يسمحوا للتنمر أن يغتالهم ويغتالهم أولادهم علي أمل أن تتغير تلك الظاهرة وأن يشعر المناضلين وأصحاب الدم الخفيف “كذبا” أن ما يفعلونه شئ مؤذي ويعرضهم للمساءلة القانونية، وربما يستطيع الفنانين من خلال فنهم أن ييغيروا الصورة الذهنية لأصحاب الوزن الكبير أو  الخفيف وآصحاب البشرة السمراء وأصحاب الثقافات والمستوي الإجتماعي المختلف وأن تتحول تلك الشخصيات إلي شخصيات علي الشاشة لا نسخر منها مثلما هو الحال في الحياة فما المانع أن يكون بطل فيلم ثقيل الوزن أو محبوب من الفتيات ونبتعد قليلا عن فكرة أن الوسامة والعضلات المرسومة والطول والعرض هو الأساس في البطولة مثل هذا التحديد والتخصيص والتنميط لشكل معين وهو من يجعل ما دون ذلك عوارا وهو ما يجعل الفتيات لا تري سوي الشاب المفتول للعضلات نموذجا والفتيان لا يرون سوي الجميلات نموذجا وبالتالي يضيع المتفاوتين بين العضلات المفتولة والجمال الصارخ، الله قادرا علي أن يجعلنا جميعا متشابهين لكن لحكمته جعل الإختلاف بيننا رحمة في كل شئ ويجب علينا أن نتقبل انفسنا لأن المتنمر عليه هو متنمر محتمل في كل الأحوال.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة