يواصل النظام التركى استخدام قضية المهاجرين فى محاولات ابتزاز الاتحاد الأوروبى، فقد هدد الرئيس رجب طيب اردوغان مجددا وبشكل علنى بموجة جديدة من المهاجرين غير الشرعيين، وخاصة إلى اليونان وإيطاليا، وصرح أردوغان في خطاب من إسطنبول نقلته قنوات التليفزيون، موجهاً إلى اليونان: "أناشدك.. افتحي الأبواب أيضاً وتحرري من هذا العبء.. اتركيهم (المهاجرون) يذهبون إلى دول أوروبية أخرى"، وأضاف"أتمنى أن نخرج بنتيجة مختلفة في اجتماع الاثنين مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بلجيكا حول أزمة طالبي اللجوء"،كما أكد أن تركيا لم تحصل على الدعم الذي توقعته من المجتمع الدولي فيما يتعلق باللاجئين.
وقالت صحيفة "الجاثيتينو" الإيطالية إن أوروبا تتعرض لضغوط وابتزاز جديد من تركيا ، وأعرب المحللون بشكل متزايد عن مخاوفهم من تكرار الأزمة التى اندلعت فى وقت سابق بسبب اعلان أردوغان بإعادة المهاجرين، مؤكدة أن أنقرة تستخدم ورقة اللاجئين لممارسة الضغوط على أوروبا، من أجل توفير الدعم المادي والمعنوي لها.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام التركى دائما ما يلجأ إلى استغلال ملف المهاجرين ومعاناتهم لابتزاز القارة العجوز، واستجرار دعم مالي لاقتصاد بلاده المتراجع وسياسي وعسكري لعدوانه على الأراضي.
ورأى عضو مجلس النواب من حزب أخوة إيطاليا وزعيم كتلته في لجنة الشؤون الخارجية أندريا دالماسترو خلال إحاطة وزير الخارجية لويجي دي مايو، أن الاستجابة الوحيدة لتهديد الرئيس التركي أردوغان في ليبيا، هي فرض حصار بحري.
وقال البرلمانى الإيطالى "في أفضل قواعد الابتزاز التي ينتهجها أردوغان، علمنا اليوم من وكالة الإستخبارات العامة أن هناك 20 ألف مهاجر مستعدون للانطلاق إلى إيطاليا، واستخدامهم كسلاح ابتزاز جماعي تجاهنا".
وأضاف دالماسترو ، أنه "بينما يلتزم الوزير دي مايو بتوزيع 450 مليون يورو في مجال التعاون الدولي، تدخل أردوغان لأول مرة في سوريا لإحداث توازن دقيق، ثم شرع بالدخول الى قبرص، في المنطقة الاقتصادية المخصصة لدولة أوروبية، وأخيراً هبط في ليبيا مهمشاً دور إيطاليا وأصبح أفضل حليف لفائز السراج".
وخلص إلى القول إن "الجواب الجاد الوحيد لإفشال عمل المتاجرين بالبشر غير النزيه واللا أخلاقي، كان ولا يزال فرض الحصار البحري الذي يطالب به حزبنا منذ سنوات".
وكان السياسي النمساوي هارالد فيليمسكي، دعا فى بداية الاسبوع، الاتحاد الأوروبي، إلى وقف المساعدات المالية إلى تركيا بسبب أردوغان "الاستبدادية"، متهما أردوغان بتعمد استفزاز الدول الأوروبية.
وصرح فيليمسكي، قائلا:"من غير المقبول منح أنقرة المزيد من الأموال الأوروبية، حيث إنها تريد ابتزاز الاتحاد الأوروبي بقضية الهجرة واللاجئين. يجب على الاتحاد الأوروبي ألا يسمح بابتزازه من قبل سلطة استبدادية.
وأعاد فيليمسكي للأذهان دفع أردوغان آلاف المهاجرين إلى الحدود التركية اليونانية في مارس الماضي، معتبرًا ذلك انتهاكا صارخًا وفي الوقت ذاته ابتزازًا منه للاتحاد الأوروبي، ثم عقب بقوله: "بفضل الإجراءات الأمنية الحاسمة في اليونان ونجاحها في حماية الحدود الأوروبية، فشلت خطة أردوغان".
يذكر أن الاتحاد الأوروبي يمنح مساعدات مالية تبلغ 585 مليون يورو، للدول التي تضم عددا كبيرا من اللاجئين، بواقع 485 مليون يورو لتركيا، والباقي للأردن ولبنان.
وكان الاتحاد الأوروبي عقد اتفاقا مع أنقرة في 2016 للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا بشكل غير شرعي، مقابل 6 مليارات يورو لتوفير الحاجات الأساسية للاجئين على أراضيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة