البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى الخضر محليًا، بمثابة عملية إنقاذ لزيادة الإنتاج المحلى والحد من استيراد بذرة الخضر، والتي تستنزف العملة الصعبة وتزيد من تكلفة التقاوى على المزارعين، حيث يغطى الإنتاج المحلى من تقاوى محاصيل الخضر 2% فقط من الاحتياجات عكس تقاوى المحاصيل الحقلية التى ينتجها معهد بحوث المحاصيل الحقلية بنسبة 98% من الاحتياجات المحلية من التقاوى.
مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، بدأ بتدعيم البرنامج للمساهمة فى زيادة الإنتاج وتخفيض أسعار التقاوى والبذور على المزارع بالأسواق، والتعاون والعمل الجماعى مع كافة الجهات من أجل نجاحه وتحقيق أفضل النتائج، وتكثيف التعاون مع العلماء والباحثين الذين لديهم برامج تربية سلالات تقاوى الخضر لتسجيلها من خلال المركز للاستفادة من عوائدها.
كلف السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي فريق علمي برئاسة الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية ، لتفقد أول إنتاج لتقاوي الخضر من الكنتالوب والبطيخ الذي تم زراعته لأول مرة لإنتاج هجن مبشرة وعالية الإنتاجية من المحصولين بحضور باحثين من معهد بحوث البساتين وممثلي شركات القطاع الخاص لتقييم الأصناف قبل تسجيلها تمهيدا للبدء في تداولها من خلال القطاع الخاص.
قال السيد القصير وزير الزراعة، إنه تم وضع رؤية واضحة ومحددة لجميع إدارات وزارة الزراعة والمعاهد البحثية التابعة لمركز البحوث الزراعية لتحديد مهامها في إطار رفع كفاءتها وفقا لتكليفات القيادة السياسية، والتي تعتمد على أهمية التنسيق بين المراكز البحثية والقطاع الخاص لتحويل البحوث إلى خطة عمل تطبيقية تحقق المنفعة للدولة المصرية، كما يمكن تحقيق أعلى عائد استثماري للأصول المتاحة والتابعة للوزارة بمشاركة القطاع الخاص لما يتمتع به من سرعة اتخاذ القرار وتحقيقه في الحال بما ينعكس على نجاح إدارة المشروعات الزراعية.
وشدد " القصير "، على أن البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر يخطو خطوات جيدة بمشاركة الجهات البحثية والشركة الوطنية للزراعات المحمية، لتحقيق أعلى عائد من زراعة هذه المحاصيل التي تعد أحد أهم المحاصيل التي يتم تصديرها إلى الخارج وتلبي إحتياجات السوق المحلية.
يأتي ذلك بينما تفقد الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية عددا من المواقع التي تقوم بزراعة عددا من أصناف المحاصيل بغرض إنتاج تقاوي الخضر ضمن البرنامج القومي لإنتاج تقاوي الخضر في 10 محاصيل هي الطماطم – البسلة – الفاصوليا – الكوسة – الخيار- الكانتلوب – الفلفل – لوبيا – البطيخ – الباذنجان والتي يتم زراعتها في الصوب التابعة للإدارة العامة للزراعة المحمية، كما تفقد موقع علي مبارك للزراعة المحمية الموجود في مراقبة الانطلاق للتنمية ومساحته 100 فدان التابع للإدارة العامة للزراعة المحمية ، منها مساحة 30 فدان صوب و20 فدان برتقال صيفي و10 فدان يوسفي موركيت اسباني و 10 فدان ليمون و10 فدان مانجو و 20 فدان فول سوداني.
وقال رئيس البحوث الزراعية ، أن الفكر الحديث في الإدارة يعتمد على دمج بين القطاع الخاص والحكومي لصالح أهداف الدولة، وبما يمكن من تحديث منظومة القطاع الزراعي لتحقيق الاستفادة القصوي من الإنتاج الزراعي وتحقيق خطة الدولة من إنتاج تقاوي الخضر المحلية لزيادة إنتاجية هذه المحاصيل والحد من استنزاف العملات الصعبة في استيرادها من الخارج، وتعميم إنتاج أصناف من الخضر تكون أكثر تحملا للظروف البيئية غير المواتية ومنها الملوحة وحساسية الأمراض.
وأضاف "سليمان" خلال لقائه عدد من الشركات الخاصة بحضور الدكتور عادل عبدالعظيم وكيل المركز للإنتاج ومسئولى معهد البساتين، والدكتور حاتم إبراهيم رئيس الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي والدكتور وهبة الجزار رئيس البرنامج الوطنى للتقاوى والدكتور أحمد حلمى رئيس قسم تربية الخضر بمعهد البساتين، والدكتور محمد أبوالفتوح رئيس برنامج تقاوي الكنتالوب والدكتور أيمن عبدربه رئيس برنامج تقاوي الخيار، والدكتور سليمان عمران رئيس برنامج تقاوي البطيخ.
وعدد من أساتذة تربية المحاصيل البستانية، لتقييم تجربة الأصناف الجديدة التي تم إنتاجها ضمن البرنامج لتوضيح الميزة النسبية لها من ناحية الإنتاجية والحجم والطعم والشكل وتفوقه على نظيره من الأصناف المستوردة، مشيرا إلى أن مصر تستورد تقاوي خضر بقيمة تقترب من ملياري جنيه سنويا وهو ما يضفي أهمية للبرنامج في الاعتماد على البرنامج في توفير هذه التقاوي بنسبة مقبولة تكون إضافة للناتج القومي الزراعي.
وأكد رئيس مركز البحوث الزراعية أنه يجري حاليا تسجيل عدد من أصناف الكنتالوب والبطيخ وفقا لضوابط التسجيل تمهيدا للتوسع في توفيرها للمنتجين الزراعيين خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى أن محاصيل الخضر لها ميزة نسبية في سرعة العائد على المزارع وتساهم في زيادة الصادرات الزراعية إلى الخارج من أهم هذه المحاصيل وخاصة الفلفل والبسلة والفاصوليا والكنتالوب والفلفل والخيار والباذنجان.
وأوضح " سليمان " إلى أهمية المنافسة بين مختلف المعاهد المعنية بإنتاج التقاوي لمختلف المحاصيل البستانية والحقلية لتحقيق الاستفادة القصوى للقطاع الزراعي، والفلاح المصري، موضحا أن الفلاح يحب أن يكون النبات مثل الحصان يتميز بصفات الجمال والإنتاجية وجودة المواصفة التي تحقق له أعلى عائد والاستفادة من الإبداع العلمي والبحثي التطبيقي لتحقيق هذه الأهداف.
ولفت إلى أن البرنامج القومي لإنتاج تقاوي الخضر يقوم بتنفيذ أحد مسارات إنتاج هجن الخضر بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية وتغير ثقافة العمل البحثي الزراعي للتحول من المنظومة الفردية إلى منظومة العمل الجماعي، وهو ما يجري تطبيقه حاليا تجنبا لأخطاء تمت على مدار عقود ماضية، مشيرا إلى أن الفكر البحثي الجماعي يساهم في تطوير البحوث العلمية التطبيقية خاصة في ظل ميزة إنتاج تقاوي الخضر وهي تحقيق المكسب السريع في مدة قليلة.
وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية على إنه لن يتم تسجيل أي اصناف تخالف المواصفات المعتمدة حتى لو أن جهة التسجيل المعاهد البحثية التابعة للمركز، مشيدا ببرنامج إنتاج هجن البطيخ المصري لأول مرة بمزايا كبيرة في الإنتاجية تصل بإنتاجية الفدان إلى 50 طنا للفدان، بالإضافة إلى الاستعداد لإجراءات تسجيل أصناف جديدة من الطماطم.